الخميس، فبراير 21، 2008

سنستفيد من الخمسة ...بشرط؟!


سنستفيد من «الخمسة»... بشرط؟!
جريدة الحياة - 18/02/08//
لا نقول إلا شكراً لحكومة خادم الحرمين الشريفين على هذا البدل المعلن أخيراً كزيادة في رواتب الموظفين والمتقاعدين على أثر الزيادات المتوالية الفاحشة، والتضخم العالي غير المسبوق، وتآكل الطبقة الوسطى من المجتمع، ودخول فئات وأعداد جديدة من المجتمع لشريحة المستجدين والمستعطين، ما شكل عبئاً إضافياً للمؤسسات والجمعيات الخيرية، وضغط على موارد الزكاة والصدقات المعتادة.
وسط كل النداءات والتراشقات السابقة، بالمطالبة بزيادة وبردها ورفضها من بعض العارفين بسبب خوفهم من ألا تأتي الزيادة في الراتب بأثر، لأن التجار والجشعين سيأكلون الخمسة، كما أكلوا الخمسة عشر الزيادة السابقة، وكانت المطالبات بتخفيضات ومراقبة للأسواق ودعم للسلع الأساسية، والحق كل تلك الحلول المطروحة والمقترحة أخذت بها الحكومة وأكثر، تعاملت مع المتغيرات بذكاء وتدخلت في الوقت المناسب وبطريقة هادئة متدرجة، لتوقظ الوحش الجشع التاجر الذي يريد أن يلتهم كل شيء. سبب اختيار الزيادة بخمسة في المئة، هو مناسبة الرقم لرقم التضخم المعلن، وهو أقل من خمسة في المئة في المجمل، لكن المقارنة بالتضخم إجمالاً قد لا تعكس تماماً الحاجة والمعادلة المعقولة في الزيادة، فمثلاً الزيادة في الأرز الحاصلة أكثر من 30 في المئة على رغم الدعم المعلن.
عموماً بخبرة بسيطة ستستمر اللعبة بطريقة يصعب السيطرة عليها، لعبة القط والفأر، لعبة اللعب بالأسعار، لعبة التعلل، لعبة فن أكل الراتب وسرقته من أصحابه، لكن ليس من سبيل للسيطرة على الغلاء الفاحش إلا بالله تعالى، ثم بوعي المستهلك الضعيف قبل المستهلك التاجر، لا سبيل لإيقاف كرة اللهب التي تأكل الأخضر واليابس إلا بعيش متزن، عيش على طريقة وارن بفت وغيره من التجار، وعلى طريقة عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه، إذ المال والتجارة الكبيرة العريضة، لكن اتزان وتوازن وضبط للاستهلاك، وتعامل راقٍ مع المال بشريعة الزهد، إذ المال في اليد وليس في القلب، إذ عقيدة ونصيحة عمر رضي الله عنه «ماذا أبقيتم لأخراكم، أفكلما اشتهيتم اشتريتم؟ عقيدة من كان له فضل مال فليعد به على من لا مال له، وليس يشتري أثواباً لا يلبسها، وساعة فاخرة بالشيء الفلاني، وجوالاً مرصعاً بالألماس، وسباقاً في المظهرية الزائفة بين الرجال والنساء، كما قال تعالى: (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً). بمثل هذه الأدبيات سيقع ضبط الأسعار، أما وسط استهلاك لأجل الاستهلاك، وتسوق لأجل التسوق، وقلب للموازين بحيث يكون التسوق والتبضع تمشية وتسلية وإتلافاً للأموال، حتى قيل إن ثلث سلة التسوق التي يدفعها الناس في مراكز التسوق الكبيرة هي لكماليات وأشياء زائدة على الحاجة، ربما تدخل في صنف، ربما في يوم من الأيام نستخدمها أو نحتاجها... طريقة تسوقنا فيها تحدٍ سافر لكل الرواتب والموازين، خصوصاً الذين يتسوقون ببطاقات الائتمان، أو بطريقة أخذ القروض تلو القروض... لقد غدا أكثر الناس بشكل أو آخر مديناً أو يوشك أن يكون، وأقساط منوعة من الأثاث والسيارة والمنزل ورحلة الصيف... الآن تتعالى النداءات في الحد من التضخم والغلاء بالحد من الصرف الحكومي العالي، وكذلك ضبط القروض المغرية التي تقدمها المصارف والبنوك لتقليل السيولة العالية التي في أيدي الناس وسببت بشكل مباشر تضخماً في سعر كل شيء.
الشرط الوحيد لكي تجدي زيادة الخمسة في المئة وتكون بها البركة، هو الاتزان في الصرف والاستهلاك والوعي في ذلك، وعدم مقابلة الزيادة بالزيادة، بل لا بد من موجة صيام، موجة بخل، موجة يحضر فيها العقل، موجة نسمع لعمر بن الخطاب «رضي الله عنه» حين شكا له الناس غلاء اللحم فقال لهم: أرخصوه أنتم بمقاطعته... النداءات برسائل الجوال ضد سلع معينة ومواقع الانترنت، البدائل ليست هي ما أعني هنا، ولكن أعني الوعي والاتزان المطلوبين، كي نستفيد من الخمسة في المئة ولا يحرقها هجمتنا الشرائية الفرحة بالخمسة وما سيأتي بعدها... برجاء حاولوا ضبط مصروفاتكم، ضبط أعطياتكم لأطفالكم... أعطياتكم لزوجاتكم، فالزوجات والأولاد أكثر ما يأتي على الراتب... فهل نستجيب؟!

الثلاثاء، فبراير 12، 2008

صويحبات القلم


صويحبات القلم
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 11/02/08//
تباشرت الصحف السعودية وحق لها بنبأ الجائزة التي أعلنتها الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظها الله، وقد خصصتها للكاتبات والصحافيات والرائدات في العمل الصحافي.
غير مستغرب على ذلك البيت وتلك الأسرة الاهتمام بالثقافة ورعاية القلم وتذوق المادة الخبرية المقالية ودعمها بسخاء، والدها الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير مثقف وقارئ نهم ومتابع وراصد للمتغير والجديد الثقافي، ليس على مستوى الوطن، وإنما على مستوى الثقافة العالمية.
شكراً يا أميرتنا على هذه الجائزة، وهذا التقدير، وهذا الكرم الحاتمي مع صويحبات القلم اللاتي ربما مررن بمراحل حياتية مختلفة، بحسب التغيرات التي مرت بالساحة الاجتماعية والتعليمية، فمن واقع تعليم المرأة والسماح به، والتدريس النظامي والجامعات، وبعد ذلك التوظيف والابتعاث والدراسات العليا، والكتابة الصحافية والنشر والتأليف، والإسهام الواسع في المشاركات الفنية والإذاعية والفضائية، تلك المتغيرات التي أتت متلاحقة سريعة، أسرع من كل التوقعات، وأسرع من قدرة أي متابع في تتبع شريط قوة العبور إلى الغد التي تحملها المرأة السعودية، فمن بعد الكتابات التي انتشرت في فترة ما، وربما لا تزال، بكتابات صحافية بأقلام ذكورية، وبأسماء نساء، لا لشيء ولكن لتشجيع الفتيات على المشاركة، ومن بعد ذلك شيئاً فشيئاً صار يحدث عندنا النوع العكسي، وهو تخفي النساء وراء أقلام ذكورية، أو الكتابة بأسماء وهمية، أو بكنى وألقاب، والآن لا تمانع كثير من الكاتبات والصحافيات في ظهور الصورة مع المقال الخاص بها، فكل تلك التحفظات صارت شيئاً من الماضي وتبقى حرية شخصية.
هذه الجائزة، التي جاءت في التوقيت الرائع، لفتة ذكية لشحذ همم الكاتبات أصحاب الرسالة وأمانة القلم اللاتي لازلن يكتبن متخفيات، وتقدير رائع لهن ولدورهن وإسهاماتهن في رسم تاريخ الوطن، ووضع بصمة مشرقة للكاتبة السعودية... تقدير مجتمعي، لا أكثر من ذلك رسمي... لا أكثر من ذلك فخري على مستوى الأسرة المالكة، وأميرة من أميراتها الكريمات.
الجائزة هذه المرة - أكرر - ذكية، فهي ليست مالية وإنما جائزة تقديرية معنوية محفزة مطوّرة، عبارة عن منح دراسية في الصحافة والإعلام للفائزات فيها، وهي جائزة سنوية تشمل احتساب الدراسة والمعيشة والسفر والإقامة للفائزة ومحرمها، فهي قيّمة مالياً وذات قيمة اعتبارية عالية، ومثل ما عبرت عنها ذكية، جمعت التقدير والتكريم والتعليم والتدريب والتحفيز، ستكون هذه الجائزة رائدة بين بقية المسابقات، لؤلؤة مميزة على اسم راعيتها وصاحبتها الأميرة حصة، إذ إنها جديدة ومختلفة في رسالتها وأهدافها ورؤيتها عن بقية الجوائز والمسابقات على المستويين المحلي والإقليمي وربما العالمي، إذ تهدف الجائزة إلى تأسيس كيان داعم يحقق رؤية خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، لتمكين المرأة من المشاركة في بناء المجتمع السعودي في إطار الشريعة الإسلامية والتقاليد الاجتماعية المعتدلة، وتعضيد جهود معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي، الرامية إلى توطين الوظائف في صناعة الإعلام في مجال الصحافة لمدة لا تقل عن 15 عاماً، كما أن الجائزة التي تحت إشراف معهد الأمير أحمد بن سلمان تعتبر تخليداً لذكرى الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رحمه الله، في ترسيخ الصحافة، خصوصاً الصحافة النسائية والصحافيات السعوديات، وتكريماً للمبدعات والمميزات من الكاتبات والصحافيات، وتمنح هذه الجائزة وفقاً لشروط تحددها لجنة الجائزة، وبإذن الله ستكون هذه اللجنة مرنة وعلى مستوى الجائزة والحدث في دقة الاختيار والترشيح، ونتمنى أن تكون طريقة الترشيح ليست اختياراً من اللجنة فقط وإنما بالتسجيل، وطريقة التشريح المفتوح وطريقة التصويت، وجعل المسابقة تظاهرة كبيرة يحتفي بها الإعلامان المحلي والعالمي، على غرار المسابقات الجماهيرية الفضائية الأخيرة، إلا أنها تأخذ المزايا وتتخلص من العيوب.
شكراً للأميرة حصة على هذه البادرة، ونتمنى أن تكون هذه الجائزة في دورتها المقبلة شاملة للجنسين (ذكوراً وإناثاً) فليس هناك ما يمنع أن تكون جائزة كبيرة بهذا الحجم أن تعم بخيرها الجميع، وقبل الجميع أبعث بتهنئي الحارة للفائزات الأول اللاتي سيحققن أول فوز بالجائزة، وتهنئة مثلها للأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على هذا الإنجاز.

الخميس، فبراير 07، 2008


هيئة الاتصالات ... صح النوم
مقالة لم يكتب لها النشر في أي من الصحف السعودية
من حسن حظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عندنا أن المواطن لا يعرف أن هناك هيئة اتصالات وأن مشكلات الاتصالات وخدماتها مرتبطة بشركات تقديم الخدمة سواء في خطوط الاتصال الثابتة أو الجوال ، لكن ما دعاني للكتابة هنا هو الخبر الذي تناقله المهتمون بالحاسب والانترنت وخدمات الاتصال العريضة اللاسلكية بمطالبة من هيئة الاتصالات لشركتي الاتصال اللاسلكي القائمتين حاليا من دون تسمية لأحدهما ، والمطالبة لهما بوقف الإعلان عن سرعات الاتصال التي تم الإعلان عنها مؤخرا وبدعايات في كل وسائل الإعلان المتاحة من صحف وقنوات فضائية وبأشكال إبداعية تصور للمواطن الغلبان أن كل مشكلات الانترنت وأسعارها وسرعاتها البطيئة والانقطاعات قد انتهت بفضل الله ثم بالخدمة الجديدة .
التحول الذي طرأ من حين بدأ خدمة الاتصال اللاسلكي المعروفة بالجوال المتحرك قبل عشر سنوات في السعودية والخدمة تتعولم بتنامي دخول الشركات المقدمة للخدمة لكن بمبيعات غير تقديم خدمة تناقل الصوت .. أقصد أن المسألة في الجوال لم تعد ألو وكيف الحال ومع السلامة وبينهما قصة طويلة من الحديث الفارغ أو المليان كما تظهره إحصاءات وبحوث الاهتمام بطريقة اتصال السعوديين وبأنهم أعلى متوسط قيمة مدفوعات على الاتصال في العالم ما يغري شركات كثيرة بتقديم خدمة الاتصال وسط شعب شغوف بالحكي والكلام في الفاضي والمليان وبمكالمات ممتدة لا تعرف التوقف حتى أثناء قيادة المركبة والشاهد تزايد حوادث السير المرتكبة بسبب استخدام الهاتف المتحرك . سوق بيع نقل الصوت لا يزال يشكل القيمة الأكبر في مبيعات الشركتين لكن الخدمات الجديدة الأخرى مثل رسائل النصوص التي لم تعد قصيرة والتي لم يطرأ على أسعارها أي تغيير منذ سنوات ، ورسائل الوسائط ، والنسخ الاحتياطية ، والبريد الاكتروني والانترنت ، وبيع الرنات ونغمات الانتظار التي لا تبالي بفتاوى صدرت من عدم جواز وضع القرآن والأدعية وبيعها وتحصيل قيمتها بطريقة مستمرة مع عدم إعطاء أصحابها أي مبالغ مالية ناتجة من مبيعات تلك النغمات ..وهي سوق تنمو بشكل حاد باعتبارية القوة الشرائية واتجاهات ثقافية وفكرية ففي اليابان مثلا صارت تلك الخدمات تشكل 45% من قيمة المبيعات الإجمالية لشركات الاتصالات عندهم .
أعود للصحوة الغريبة لهيئة الاتصالات من إعلاناتهم التحذيرية التي جاءت متأخرة جدا ولم نجد لها صدى على الواقع حتى الآن من رسائل الإعلانات التي تضحك على الذقون بتهاني كاذبة بالفوز ومن رسائل خادشة للحياء تخترق جوّالاتنا مع عجز شبه تام لوقف تلك الرسائل وتتبع مرسليها ، ومن إعلانات ودعايات ودعوات للاشتراك في رسائل المجموعات ذات الجوائز فيما لازالت إعلاناتها قائمة حتى تاريخه ، أما ما استفزني للكتابة حول أداء هيئة الاتصالات وعدم رضانا عنها هو مطالبتها لشركات تزويد خدمة الاتصال اللاسلكي العريض بالانترنت بوقف الإعلان عن سرعات غير حقيقية خدع بها الكثير من المستخدمين ومن بينهم كاتب هذه السطور حيث يتم الإعلان عن سرعة القطعة فيما السرعة الحقيقية لا تبلغ حتى 1 على 7 من السرعة المعلنة حتى في أحسن حالات الاتصال ؟! من يعوضنا عن الخداع الذي تم ؟ من يدافع عنا ؟ لماذا لا يكون هناك مطالبة بأن لا يكون أي إعلان إلا بعد مصادقة هيئة الاتصالات عليه وأنه حقيقي وغير متلاعب فيه بالألفاظ ، خاصة وأن خطوط الدعم الفني للشركتين لا زالت دون المستوى خاصة في مسألة الانتظار الطويل جدا لأجل أن تجد إجابة – تطول مدة الانتظار بك إلى 45 دقيقة كاملة - عدا أن تكون تلك الإجابة واضحة وحقيقية وغير مضللة هي الأخرى .
برجاء يا معالي المحافظ الدكتور عبدالرحمن الجعفري ، أن تفتح قلبك للمستفيدين من الخدمة والذين ينتظرون منك دورا رائدا تجاه مستوى خدمات الاتصالات وأسعارها ومستواها والإجابة على شكاواهم وإنصافهم وتعويضهم من شركات تطورت في كل شيء إلا في خدمة ورضا المستفيد .

السبت، فبراير 02، 2008

تبت يدا عصبة الإرهاب



تبّت يدا عصبة الإرهاب

مقالة لم يكتب لها النشر في أي من الصحف السعودية

فرحة غامرة بعيد الأضحى المبارك السابق ليس لأنه العيد فقط ولكن موسم حج ناجح وسلم من الوقائع والأحداث نزف التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبالعزيز آل سعود حفظه الله على هذا النجاح وإلى كل المسؤولين من بعده ، نفرح هذه السنة بالعيد ونتوجه لله سبحانه بالشكر العظيم على ما أن كشف مخطط الإرهاب الفاشل الذي أراد أن يفسد ويكدّر ويوجّه حرابه ويعلن حربه وينفث سمّه في أيام حرام في بلد حرام لكن هو الإرهاب ليس له دين ولا قبيلة ولا نخوة ولا شهامة بل هي الخيانة والخبث وتأبّط الشر فكادوا أمرا وكاد بهم الله وفضحهم على أيدي جهاز المباحث الذي باغت مخططهم وأفسده فباؤوا بغضب من الله ومن الناس ورجعوا بالتّباب والخسران تبّت يداهم وشاهت وجوههم .

حقيقة ومن دون مجاملة كلّ ما أعلن عن القبض على ثلّة من أولئك النفر المارقين أو كلّما أعلن عن إفساد مخطط عدواني مغرض على بلادي يمازج شعوري بالفرحة شعور آخر بالتقصير تجاه الكشف عنهم أو الحد من انتشار فكرهم يجب أن نستشغر المسؤولية تجاه وطننا وأننا يجب أن يكون لنا دور في حمايته كما قيل وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه , ولا أعني بذلك الأشياء الإعلامية العامة التي ربما لا تأتي بشيء عظيم وأحيانا تعكس الهدف والمقصد وإنما أقصد الجهود الهادفة الربانية جهود العلماء العارفين والمربّين من المعلمين والمعلمات والدعاة وأئمة المساجد وخطبائها وحملة الأقلام هي قضية كبيرة لم تنته ولا زالت تتجدد ولا زالت تستهلك من مقوماتنا وجهود الأمن في تتبعه وفي حربه وفي الحد من انتشاره ومدّه وتغذيته يجب ألا نمل ولا نسأم من العمل الدؤوب والكلمة الطيبة الصادقة في فضح وكشف الفكر الإرهابي العدواني الذي ينفث سمّه ويفتك بصيده ويجعله حطاما كما يدمّر الحياة البشرية بكل مكتسباتها ومنجزاتها ، جهد وفكر وإخلاص وسهر وتعب لكنّه يسدّد حرابه في نحورنا ، أقول يجب أن نستشعر المسؤولية ونعيش الفرحة بالإنجاز ونحزن كما يحزن الصحابة الأول رضوان الله عليهم أنهم لم يكن لهم جهد أو مشاركة واضحة في صد العدوان عن الوطن وعن الدين كما استبسل الجنود الصادقون من رجال الأمن في تتبعهم لذلك المخطط .

كارثة عظيمة وفي مدن عدة وتوقبت موحدّ لكن ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، كفانا الله شرهم وفضحهم برحمة منه وفضل أليس الله بكاف عبده ؟! من صدق مع الله وسعى في إصلاح الأرض ونشر المساجد وخدمة الحجيج ونشر العلم والعدل والخير ورفاهية المواطن ، فسنن الله لا تتبدل فالله تعالى معه ويحميه ويكشف له المخططات والمكيدات

عناية الله أغنت من مضاعفة من الدروع وعن عالٍ من الأُطم

هم نفر وشرذمة قليلة لكن مخططاتهم لم ترقب فينا إلاًّ ولا ذمّة بل وكما أعلن أولئك النفر الذين بثت اعترافاتهم في قناة الإخبارية منذ مدة وكيف كانوا يخططون لتفجير منشآت نفطية وبمواد ناسفة ربما أفسدت منطقة عظيمة من المنطقة الشرقية ، لم يذكروا أنّ لهم أهلا ولهم أصدقاء ولهم معارف يعيشون على تراب المنطقة بل عادوا الجميع وكما يذكر الشيخ عبدالمحسن البنيان حفظه الله هؤلاء لا يقال فيهم أنهم مغرر بهم بل هم كبار لهم عقول ولهم أبصار هؤلاء ناصبونا العداء وتشربوا الفتنة وخرجوا على الوالي فهم قطّاع طرق ومفسدون يجب أن ينالوا حظهم من العذاب ولا تأخذنا بهم شفقة ولا رحمة ولا تبرير ولا هوادة مع عدوانهم بل نرحم فقط من يتأكد لنا أنه تاب ورجع عن مخططاته وأنه عاد مواطنا صالحا محبا لتراب الوطن ومحبا للناس الطيبين الذين يعيشون فيه . فواعجبا كيف يفكر هؤلاء في السعي والتخطيط لقتل علماء الأمة بل ومن هيئة كبار العلماء ويخططون – خابوا وخسروا – في قتل بعض المسؤولين في الدولة .
لكن عودا على ذي بدء سنفرح بالعيد وسننشر الفأل الطيب وسندعو إلى الله بالحسنى وسننشر العلم والتعليم وسنمحو الجهل وسنحارب العدوان وتبت يدا عصبة الإرهاب