الجمعة، نوفمبر 30، 2007

إغماءة الحديقة

إغماءة الحديقة

مقالة لم يكتب لها النشر في أي من الصحف

الكل يقول إنه حق وإنه حق مشاع وأنّ الفطرة معه وأنّ الأبحاث العلمية بينت أن الرجال في تركيبتهم العقلية يتوقون للارتباط بأكثر من أنثى كما قرر ذلك مؤلف كتاب زوجة واحدة لا تكفي وكثير من المشكلات تقع في الغرب من جراء مشكلة الخيانة الزوجية وأكثر من ذلك بجاحة لما تقع في سن متأخرة ويكون بها الرجل ضرب أروع المثل في نكران العشرة والوفاء والسلوك العدواني التوسعي بغريزة حب التملك والتنوع والتذوّق نحو نساء أخريات ، والعجيب أنّ الرجال يمارسونه على أنه حق مشروع كفله لهم الشرع بتعدد الزوجات بأي طريقة كان ذلك الزواج متعة أو مسيار أو مصياف ...أي شيء المهم بصبغة شرعية يتوجه الزوج ليرتبط بزوجة إضافية بسبب أو بدون سبب فهو لا يحتاج أبدا أن يعطي مبررات ولا أسباب بل لا يلزمه أن يعطي زوجته وقرينته الأولى أي خبر أو علم أو إفادة بمشروعه التوسعي الجديد بل هي تعلم بخبر زواجه من الناس أو بالصدفة ، وليس كل ذلك مؤداه بسبب خوف من الزوجة الأولى بل هي أسباب متعددة معقدة اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا تجعل الزواج الثاني غالبا ينطلق سريا في عصر الفضائيات وعصر الجوال والكاميرات والانترنت لكنها محاولة تقليدية تشابه سلوك وزارة الثقافة والإعلام من منع بعض الكتب والمطبوعات ومن مثل سياسة حجب المواقع على الانترنت غير المجدية ففي النهاية سيشاع أمر الزواج بعد ساعات من نية الزوج وليس من عقد النكاح وبالتالي أنا شخصيا أدعو كل زوج يفكر بالاقتران بزوجة إضافية أن يخبر بذلك المشروع الزواجي فور وقوع الزواج ولا يعمل أي أعمال أو أقوال تمهيدية أو تهديدية يعكر بها صفو حياته الزوجية والتنكيد على الزوجة الأولى كل حياتها الزوجية بهذا الهم والترداد ليل نهار سأتزوج عليك ...إلخ ، وفي الأسبوع المنصرم وفي إحدى حدائق عنيزة كان أحد الرجال جالسا بالقرب من زوجته على كرسي واحد وفي آخر جو رومانسي حالم وفي حالة انسجام تام ولا يشعر أبدا بالمارة من حوله من الأسر والصغار الذين يقتربون منهما ويلهون غير مكترثين لوجودهما أبدا وإذا بتلك السيدة التي تقترب من مكانهما وهي مشدوهة وتطل في وجه الرجل وكأنها تعرفه وتريد التأكد من هويته حتى إذا اقتربت منه وإذا به زوجها بسلامته جالسا مع سيدة أخرى وتتوجه بسؤاله عن هوية المرأة التي بجانبه ومن تكون ؟ وهي تصرخ بشكل هيستيري جمعت الناس والفضوليين منهم بشكل خاص حولهما ومن خوف الفضيحة وبل هدوء ومحاولة يائسة من الزوج في السيطرة على الوضع والإمساك بزمام الأمور ليجيب بأن الجالسة بجانبه هي زوجته الثانية وقد اقترن بها منذ سنة كاملة ولم يرد أن يخبرها بذلك لتهبط المفاجأة على رأس الزوجة كهبوط مؤشر الأسهم لتصاب بإغماءة في الحديثة من وقع الخبر المفاجئ الذي أخبرها به الزوج ، قصص وحكاوي مشابهة كثيرة تكتشف بها الزوجة اقتران الزوج متولي بأكثر من زوجة لتكون بعد ذلك ردات فعل مختلفة ليس لها أي حد ، ففي الأسبوع الماضي أيضا قامت زوجة أمريكية اقترن زوجها بأخرى مغربية بقتل الزوج بمسدسه الخاص والادعاء بأن شخصا ما اقتحم المنزل وهاجم الزوج المسكين وقتله .

لكن أغرب ردة فعل كانت لمعلمة من جنوب السعودية بنت مع زوجها بيت العمر ثم تزوج زوجها عليها بخطوة مفاجأة فتعاملت ببرود وهدوء للغاية ولم تطلب منه سوى كتابة البيت باسمها نظرا لأنها ساهمت فيه ، ففعل وفور كتابة ذلك في المحكمة طلبت الطلاق مباشرة ولم تفلح كافة الجهود بالتسوية وحصلت على الطلاق وطلبت إخلاء المنزل منه ومن زوجته الجديدة وفور انتهاء العدة رتبت لها عقد زواج مع شاب صغير السن يبدو أنها دفعت له كافة تكاليف الزواج ، فلم يتحمل الزوج الأول ردة الفعل المعاكسة والعنيفة بهذا الشكل فأصيب بلوثة في عقله ولم بتجاوز الأزمة شبه التعددية التي رتبت أمرها الزوجة الأولى بمكر شيطاني ( إن كيدهن عظيم )

الأربعاء، نوفمبر 21، 2007

حتى الفول له أب !

حتى« الفول» له أب!
عبد المنعم الحسين جريدة الحياة - 20/11/07//

كَثُر الكلام عن غلاء السلع التي ارتفعت أسعارها ارتفاعاً فاحشاً وغير مبرر لجميع المستهلكين، وسط نوم وصمت من وزارة التجارة، وعدم تحرك ملموس منها لحماية المستهلك، وكذلك عدم وجود جمعيات أهلية تدعم المستهلك «الغلبان»، الذي أصبح فريسة تهور واندفاع الجشعين لرفع السعر حتى بلغ التضخم أشده... والنصائح الوحيدة التي توجه للمستهلكين المساكين هي «التزام سياسة شد الحزام» لمقاطعة سلعة معينة مثل الأرز البسمتي الهندي، الذي رفع رأسه علينا أخيراً، ومارس علينا الحرب التي يمارسها مروجو المخدرات، الذين يقدمون المخدرات بدايةً بأسعار تشجيعية أو مجانية، حتى إذا أدمنها المتعاطي بادر المروّج إلى رفع السعر والتحكم برقاب ضحاياه من المدمنين!
نعم شبه ذلك هو ما حصل من إخواننا في البشرية الهنود، الذين رفعوا السعر، غير آبهين بهزة المستهلك الفقير الذي اعتاد الحصول على السلعة بسعر مناسب في السابق، وصارت الوجبة الرئيسة المحببة للأسرة السعودية الفقيرة والغنية على حد سواء (الكبسة) بعد موجة الغلاء التي أصابت الرز ورفعت أسعاره إلى ما يقارب 30 في المئة زيادةً، ثم تسرب الغلاء إلى البدائل التي دعت لها وزارة التجارة باعتمادها أنواعاً أخرى من الأغذية. الفول هو أحد «البدائل» الغذائية، أصابه هو الآخر جنون الأرز، وفجأة جاءته علاوة «UP -أب»، ومن دون أي اكتراث أو مقدمات أو خواتيم طيبة، علقت محال بيع الفول تسعيرتها الجديدة واللي «عاجبه» يشتري ومنْ لا يعجبه يأكل من الهواء ما يشاء!
توقعت تراجعاً في أعداد المتزاحمين على الفوّالين والتوجه نحو سلع بديلة أخرى، خصوصاً أن الزيادة التي طالت الفول وصلت إلى 50 في المئة، لكن لا بدائل أخرى أمام الغلابة غير فول «القلابة»، أنا منذ أن وعيت على الدنيا أسمع أن الفول وجبة الفقراء، لكن لم أتوقع أن يضرب الغلاء هذه الوجبة الشعبية!
ما يحدث الآن من غلاء طاحن يبدو أنه فوق قدرة المحللين الاقتصاديين ليقنعونا بمبرراته، فالتجار يعلنون أنه من الخارج، وأنهم لا قدرة لهم عليه لوقفه، وأنهم تعاونوا مع المستهلكين وباعوا بسعر الكلفة لمدة معينة، وأنهم بريئون كل البراءة من تهمة الجشع، بينما تلقي وزارة التجارة بكل اللائمة على الأسواق الخارجية، وأن المستهلك طرف في الموضوع بتوجهه الاختياري إلى سلع ومواد معينة، وهو ما لا نتفق معه فيه، إذ إن المستهلك عندنا متنوع ومتعدد، والمطاعم تبحث عن الأنسب ولا تركز على سلعة بعينها، بل تتفنن في تقديم الأنواع الجديدة التي لا نهاية لها، وكذلك بعض المراقبين لأسعار المواد في البورصات العالمية يلاحظون ارتفاعاً، لكن هو الآخر ارتفاع قليل لا يبرر الزيادات الحاصلة حالياً، التي وصلت حد الجنون. هناك نوع من فساد الترف خارج عن السيطرة بلا عقوبة عليه، يتعلق بتصرفات البعض، الذين لا يزالون يملأون أكياس النفايات ببقايا الأطعمة الصالحة للأكل، خصوصاً عند المناسبات في قاعات الأفراح، مع تواصل ارتفاع أسعار السلع الغذائية، بينما تتجه خدمات الاتصال وأجهزة الاتصال - على سبيل المثال - نحو انخفاضات متتالية تصل إلى ما يقرب من 100 في المئة من أسعارها قبل سنوات. الشاهد من الحديث هنا هو دعوة للتاجر والمستهلك، والفقير والغني، والمؤسسات الخيرية والقطاع الخاص والمؤسسات الحكومية، لمعالجة الوضع على الأقل بالعودة إلى فكرة السلع المدعومة والخدمات الأساسية التي يجب أن يحافظ عليها عند مستويات معينة تناسب الفئة، لا أقول محدودة الدخل وإنما شبه محدودة الدخل، ولو بطريقة الطفرة الأولى من تقديم دعم حكومي لبعض السلع الأساسية، مثل الفول وإخوانه من كل السلع التي يحتاجها المواطن، ليبقيها عند سقف سعري معين، كي لا يأكل الغلاء والتضخم المساكين المتحلقين حول جرة الفول

الأربعاء، نوفمبر 14، 2007

من أجل المال


من أجل المال...
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 13/11/07//

المال عصب الحياة، ومحرك مهم لا يمكن لأحد أن يزهد فيه حتى لو أراد أن يكون مثل أبي الدرداء (عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي، توفي سنة 38 هـ) - رضي الله عنه - وأمثاله من قمم التاريخ الإسلامي، الذين عملوا لأجل الآخرة، ولم تفتنهم.
وعن هوس المال استفزتني دراسة عملت في ألمانيا، الدولة الصناعية الأعجوبة، الدراسة كانت تسأل الناس سؤالاً غريباً، وهو هل يقبلون القيام بأعمال معينة تكون مستغربة، أو المستهجنة أو من «اللاينبغيات»، بحسب مصطلحهم، أعمال نعتبرها نحن بمفاهيمنا وتقاليدنا مرفوضة وفي مكان عام، مقابل مبالغ معينة لمجرد أن مثل تلك الأعمال تتم تحت إغراء المال!
وافق عدد من المشاركين في الإجابات على الصعود فوق كرسي في مقهى عام وأمام الجمهور لقراءة قصيدة بصوت عالٍ، في حين أن كلمات القصيدة كلها فحش وفجور، علماً بأن المقابل الذي سيناله الشخص الذي يلقي القصيدة مبلغ بسيط من الماركات الألمانية، ولسان حاله يقول «المهم أن هذا المبلغ البسيط سيكون رقماً في خانة آلاف الماركات»، كما وافق بعض النساء على النوم مع أشخاص لا يستسيغونهم في مقابل الماركات!
نتيجة الاستلانة كانت صدمة بالنسبة لصاحب الدراسة، ولكل الباحثين الاجتماعيين والمهتمين بالعلوم الإنسانية المتقدمة، إذ تساءلوا: كيف يمكن أن ينحط الإنسان بسب المال إلى حد عبادة المادة، حتى أصبح في الحال التي ذمها رسونا الكريم «صلى الله عليه وسلم»: «تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار، تعس عبد الخميلة، تعس عبد الخميصة، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش».
إنها تعاسة ما بعدها تعاسة، أن يعيش الإنسان في سجن المادية، وعبادة المادة والمال، ويقوم بأي عمل لا يتفق مع إنسانيته وكرامته، للأسف إن ظاهرة اللهاث والجري المسعور وراء المال ليست آفة ابتلي بها الألمان وحدهم، وكشفتها الدراسة المشار إليها، ولكنها ظاهرة أخذت تسيطر على أصحاب الثقافات الإسلامية، والمجتمعات العربية التي لم يكن ذلك اللهاث وراء المال يسيطر على تفكيرهم، أو يتحكم في علاقاته، لأنه ليس من عاداتهم وشيمهم ونخوتهم.
ولكن خلف من بعد الأسلاف الأماجد خلف يتصارعون على معشوقهم المال، الذي كان ينبغي أن نتحكم فيه، لا أن يتحكم فينا ويوجهنا في علاقاتنا وتصرفاتنا، بدعوى ضغط الحاجة الملحة وتلبية المطالب الأسرية الضرورية منها والكمالية، ما يدفع البعض إلى السرقة والرشوة والنصب والاحتيال والغش والكذب في البيع والمتاجرة في مواد محرمة، مثل الدخان والمخدرات، كل ذلك تحت ضغط إغراء المال.
أختم بقول نبينا المصطفى «صلى الله عليه وسلم»: ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم»، وقوله «يا أيها الناس إن أحدكم لنْ يموت حتى يستكمل رزقه وأجله، فأجملوا في الطلب، فإن ما عند الله لا يُنال بالحرام».

الاثنين، نوفمبر 12، 2007

طلاق بقرار رئاسي


طلاق بقرار رئاسي!

عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 12/11/07//

تابعت كغيري مجريات إعلان طلاق الرئيس الفرنسي ساركوزي لزوجته - سابقاً سيليسيا - والكل في ذهول لهذا التوقيت المفاجئ، إذ كيف لرئيس دولة أن يطلق وهو في موقع رئيس دولة من الدول العظمى، ويزعزع الصورة المخملية التي ينبغي أن يظهر بها أمام الناس كرجل مستقر عاطفياً، يستطيع أن يتخذ قرارات مهمة بشأن مصير دولة وشعب، لكن يبدو أن ذلك بالفعل ما حاول أن يبقى عليه أمام شعبه وأمام الناس، وحاول محاولة مستميتة في ثني زوجته السابقة سيليسيا التي لم ترشحه لموقع الرئاسة أصلاً، ولم تكن ترغب في أن تتخيل نفسها في موقع زوجة رئيس الدولة، وهي محاطة بكل هذه الأضواء، وعليها مسؤوليات محددة في تحركاتها وتصريحاتها وأعمالها، وأيضاً مطلوب منها أن تظهر معه في عدد من المناسبات. نعم حاول الرئيس إخفاء حقيقة إصرار قرينته على الانفصال وتوديع حياة القصور والرئاسة والشهرة، وأن تكون في المكان التي تحلم به أي سيدة في فرنسا، كان ساركوزي يجيب بإجابات عامة غير واضحة حين يُسأل في كل ظهور له عن حقيقة الطلاق، لكن يبدو أن سيليسيا الزوجة المطلقة لم تستطع أن تتعايش مع جو الرئاسة ومتطلباته، وفضلت الانسحاب من الزواج بكليته، وتبقى مطلقة حرة، على أن تبقى أسيرة البروتوكولات الرئاسية!

هل ستكون كميسون بنت بحدل الكلبية السيدة الجميلة التي أعجب بها الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان «رضي الله عنه» فرفضته ورفضت حياة القصور وفضلت العيش في الخيام، وأنشدت:

لبـيـــت تخـــفـــق الأرواح فيــه

أحب إليّ من قصر منيف

ولبس عباءة وتقرّ عيني

أحب إليّ من لبس الشفوف

وأكل كسيرة من كسر بيتي

أحب إليّ من أكل الرغيف

وأصوات الرياح بكل فج

أحب إلى من نقر الدفوف

وكلب ينبح الطُرّاق دوني

أحب إلي من قط أليف

ربما الخطوات التي كانت تخطوها سيليسيا على خشبة المسرح، والنظرات الفاحصة لها ولزيها وجمالها وقوامها، كانت تروق لها أكثر من النظرة الرسمية التي وجدت نفسها فيها فجأة، اختارت أن تكون عينة غريبة من عينات المطلقات اللاتي أصبحن سمة من سمات العصر الحديث، سمة عالمية وجعلت من نفسها سيدة أولى في الطلاق الرئاسي الجمهوري، التي يعلن طلاقها القصر الرئاسي في بيان صحافي يوزع على وكالات الأنباء والصحف، ويذاع بصيغتين، مرة بصيغة الانفصال، ثم مرة أخرى لأجل تأكيد الطلاق حتى تقطع بذلك الإشاعات والأقاويل كافة التي لم تتوقف حول الرئيس، حتى بعد ذلك الإعلان، إذ خرج في مقابلة تلفزيونية مع مذيعة إخبارية وجهت له سؤالاً حول انفصاله عن سيليسيا، فما كان منه إلا أن غضب ورمى بالميكروفون، ووصف منسق اللقاءات الصحافية الخاص به بالغباء لجدولة تلك المقابلة الصحافية له.

وضع صعب يمر به الرئيس الفرنسي ساركوزي، إذ إنه الرئيس الثاني بعد نابليون الذي ينفصل أسرياً وهو في مقعد الرئاسة، ويحقق هذه المزية غير المحبّذة، ووضع أصعب على الشعب الفرنسي أن يبقى تحت رئاسة مسؤول مضطرب الحياة الخاصة، ويمر بظروف أسرية صعبة، أو من الممكن أن نصيغ الخبر بالطريقة التالية: أن عقيلة الرئيس لم تطق العيش معه، ربما الشعب نفسه يكتشف ذلك بعد حين. ويحق لنا أن نراقب بحذر مشكلة قصر الإليزيه، إذ إن مشكلة كلينتون ومونيكا كانت نتيجتها صواريخ عشوائية على السودان وعلى أفغانستان في ذلك الحين، ولا ندري أي تهور يمكن أن ينقاد له الرئيس الفرنسي في حال أحب لعبة صرف الأنظار عنه وعن مشكلته الاجتماعية، الاضطرابات في فرنسا من عمال السكك الحديدية وغيرها من النقابات، مثل سائقي حافلات النقل العام، هي الأخرى مظاهر للأزمة الرئاسية التي تمر بها فرنسا من الطلاق الرئاسي العالمي المعولم الآثار، وستجلي لنا الأيام المقبلة آثاراً أخرى لذلك الطلاق.

الأحد، نوفمبر 11، 2007

حدث في مثل هذا اليوم

حدث في مثل هذا اليوم !
مقالة لم يكتب لها النشرفي الصحف المحلية
منظر جميل وأكثر من جميل ذلك الذي نشاهده من إقبال الشباب من الجنسين في مقتبل العمر على المساجد ويشهدون في هذه الليالي الفاضلة صلاة القيام ، ورغم كل أحاديث أصحاب نظرية المؤامرة وتأثير الفضائيات السلبي في انصراف الشباب عن الصلاة ومظاهر التدين ، إلا أن أكثر المصلين في المساجد هم من فئة الشباب ، فيما في السابق كما حدثني بذلك أكثر من شخص مخضرم يؤكد على أن في الوقت السابق لم يكن الشباب يرتادون المساجد بمثل هذا الإقبال الآن وكأن المساجد فقط لكبار السن ، وبالتالي نحمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة ولنسعد بهذه الصورة المشرقة لشباب الأمة الذي أقبلوا على المساجد يشهدون صلاة القيام حتى النهاية وتظهر عليهم سيما الخشوع والتأثر، لكن في الأحساء وفي أحد المساجد التي يؤمها أحد المشايخ المعروفين وقبل كذا سنة حدث المشهد التالي : الشيخ يقرأ القرآن بذلك الصوت الحسن والترتيل المتقن وجماعة المصلين منكسرة رقابهم في مشهد أخّاذ مؤثر ينصرفون من ركعتين ويدخلون في التي تليها بإقبال على الطاعة ذلك الجو الإيماني المفعم بالمشاعر بدأ يتوتر في ذلك المسجد بحركات هنا أو هناك بداية الصف أو وسطه أو آخره .. أصوات بدأت تتعالى ... الإمام المنهمك في القراءة والترتيل ...لا يعلم ما الذي يحصل في الصفوف من خلفه ولا يستطيع في الوقت نفسه أن يلتفت أو يقطع القراءة .. هل أخطأ في آية هل زاد ركعة ...الله أعلم ؟! شيء محير وثواني قاسية على الإمام والمأمومين وزاد الأمر ارتباكا صياح الأطفال واندفاعهم إلى داخل المسجد من كل الجهات والإمام لا يزال في الصلاة لا يستطيع عمل أي شيء ،بدأت تتضح بعض معالم المشكلة وتزداد غموضا في نفس الوقت بصياح الأظفال ( رجّال ..رجّال ) يعني : واحد نفر ، ومرة أخرى ( خنقة ) يعني : مضاربة ومرة أخرى (امسكوه) ومع نهاية الصلاة بان الأمر وبوضوح حيث دخلت أكثر من سيدة إحداهن قوية البنية وهن ممسكات بشاب يحاول التفلت من قبضتهن وهو بشكل مضحك بالعباية التنكرية وآثار غير قليل من الضرب تبدو عليه واندفع الرجال نحو الشاب ليقبضوا عليه وينهالون عليه ضربا وركلا ورفسا ولكمات وكفوف حادة وشتائم من كل نوع لقليل الحيا الذي دخل مصلى النساء متسترا بالعباءة وعبثا يحاول الإمام تخليص الشاب من أيديهم ، حتى أنه بالكاد أخذ الشاب نحو المحراب وأغلق عليه الباب الخاص به ليمنع المصلين من الوصول إليه واتصل بالأمن ليقبضوا على ذلك الشاب ويخلصوه من غضبة الشرف التي انتابت المصلين ، ويظل يحرسه حتى وصولهم واستلامهم لذلك الشاب المتلصص الذي برر فعلته بحاجته للمال وأنه قصد التسوّل فقط ، ومن عجب أن والد الشاب كان حاضرا مع المصلين وطلب أن يسلم له ابنه لكن الإمام بحكمته يعرف أنه ستكون كارثة كبيرة لو وقع الابن في قبضة أبيه وانتهت على كذا ، لكن سؤالي لكم وأنتظر الإجابة : في مساجدنا التي تعمد إلى فصل المصلين عن المصليات :كيف نمنع تكرار مثل ذلك الحدث ؟
!