الأربعاء، مايو 30، 2007

ملابس الاعتراض


ملابس الاعتراض!

عبد المنعم الحسين جريدة الحياة - 28/05/07//

قبل أكثر من ثلاث سنوات، وأثناء النهار، وفي أحد شوارع أميركا وقفت فنانة تشكيلية سورية كبيرة، أرادت أن تعترض على سياسة أميركا في الشرق الأوسط، إذ قامت بإلقاء ملابسها على الأرض، ونقلت شاشات التلفزيون، ومواقع الانترنت، صور المرأة المعترضة، والعبارات التي كتبتها على قميصها المُلقى على الأرض. ولأن الأفكار تتداعى، والأحداث تتشابه، فقد وقعت حادثة اعتراضية أخرى من سيدة مصرية توجهت إلى مطار القاهرة الدولي، من دون تذاكر، أو إثبات هوية، أو جواز سفر، أرادت ركوب الطائرة، وعندما ردها رجال الأمن غضبت بشدة، وأخذت في الصراخ ثم خلعت ملابسها كاملة اعتراضاً على موقف رجال الأمن! وفي استراليا أرادت مجموعة من النساء التعبير عن غضبهن على تصريحات خطيب الجامع المصري الذي شبههن وتكشفهن باللحم المكشوف الذي تأكل منه القطط، فدبرن لمسيرة كبيرة تنطلق من الساحة المقابلة للمسجد الذي يخطب فيه الشيخ المصري، وهذه المسيرة كلها من نساء عبرن عن اعتراضهن على تلك التصريحات وقمن بخلع ملابسهن والسير عاريات!
وهذه الظاهرة الغريبة, إن صح أن نطلق عليها ظاهرة الاحتجاج والاعتراض بخلع الملابس, هي شيء نفسي وغير مبرر، وعندنا في الجزيرة العربية إذا بلغ الغضب بالرجل مبلغه، خلع شماغه ورماه على الأرض إشارة للاعتراض... وقد يكون السبب في التعبير عن الغضب برمي الشماغ نظراً لما تعورف عليه عندنا من الالتزام بالزى الوطني، وأدبيات الشريعة في العدالة والرزانة بالحفاظ على الرأس مغطى، وعدم المشي حاسراً. وأذكر أن الشيخ محمد العمر الملحم - رحمه الله - حين درسني كان يقول: «غطّ شعرك فهو لا يخلو من حالين، إن كان جميلاً فاستره عن أعين الناس كي لا يحسدوك، وإن كان قبيحاً فاستره كي لا يعيروك»! وليتك قد عمّرت يا شيخ محمد كي ترى الشباب ماذا أحدثوا من بعدك من القصّات، والمسمّيات، ووضع الكريمات والجل، والمثبتات التي غدت أمراً غير قابل للنقاش أو الجدال، ويجب عليك أن تسلّم به، وتتعايش معه، ولا تعترض عليه... وإلا فستكون رجعياً متزمتاً في قمة التخلف، وعدم مسايرة العصر الحديث، وربما المدارس تعيش صراعاً كبيراً مع طلابها في شأن محاربة تلك القصات, سواء كانت مغطاة بالشُّماغات أو مكشوفة، وهناك نهي شرعي عن ممارسة طريقة الاعتراض بخلع الملابس، أو تمزيق الثياب، أو اللطم والشد، «فليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب»، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وفي ليلة كنت جالساً وادعاً بين أهلي، قطع علي هدأتي وسلوتي صوت رنين الجرس المتصل، مؤذناً بأن هناك مزعجاً يقف على باب المنزل، وذهبت أستطلع الخبر، فإذا برجل صعيدي يبكي ويصيح، ويتمتم بكلمات غير مفهومة، وأنا أقف أمامه مشدوهاً، ولا أحد يستطيع أن يبين لي ما المشكلة، وبعد محاولات استطعت أن أفهم منه أنه تهور وغضب غضباً شديداً، وقام بتمزيق ثوبه, فهو يسأل: هل بتمزيق ثوبه خرج من الملة وكفر، أم لا؟ فأخذت أهدئ من روعه، ثم حاولت أن انسحب منه بهدوء هو ومن التقيتهم معه لاحقاً ممن أغاظوه حتى دفعه الغضب إلى تمزيق ملابسه.
عموما أنصح الناس سريعي الغضب، الذين يقدمون على أفعال مثل تمزيق ملابسهم أو خلعها, بلبس ملابس سميكة ومتينة وصعبة فتح الأزرار، ولنصطلح عليها اصطلاحاً خاصاً بأنها «ملابس الاعتراض».

الأحد، مايو 27، 2007

سلطان الخير ألف تحية وتحية

مرحبا أقرأ مقالة عبدالمنعم الحسين

سلطان الخير... ألف تحية وتحية

جريدة الحياة - 21/05/07//

كانت لفتة رائعة، بل وأكثر من رائعة ما تعامل به الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد الذي استقبل وفداً من وجهاء محافظة الإحساء - لا أعرف حقيقة تعريفاً علمياً لهذه الكلمة يجعل المصطلح منطبقاً عليهم أم لا - لكن هم مجتهدون، ومبادرون، توجهوا إلى صاحب القلب الكبير سلطان بن عبدالعزيز، وعرضوا عليه بعض آمال، وأحلام المحافظة، فكان الرد أن أبدى سموه تجاوباً رائعاً بكرمه وجوده المعتاد - حفظه الله تعالى وجزاه الله عنا وعن جميع الأحسائيين على هذه اللفتة الكريمة منه.

الإحساء بلد المليون والمائتي ألف نسمة في أقل التقديرات لعدد السكان بقلوبهم جميعاً يشكرون ولي العهد على عطائه السخي لهم بتبرعه بمستشفى القلب، وأمره الكريم بربطه بمستشفيات القوات المسلحة العسكرية إدارياً مع موازنة تشغيلية، وكذلك تبرعه للمركز الحضاري بـ 10 ملايين ريال، وتبرعه - أيضاً - بموازنة تشغيله مليون ريال سنوياً، إضافة إلى بناء مقر لمركز التنمية الأسرية بتكلفة ثلاثة ملايين ريال.

إنها هدايا عظيمة، وكبيرة نشكر عليها سمو ولي العهد، ونكرر الشكر، وبعد أن خفقت قلوب الأحسائيين فرحاً بهذا العطاء، فبلا شك أن مركز القلب أمر ضروري ومهم جداً خصوصاً في ظل الانتشار العالمي لأمراض القلب، ما احتاج معه ضحاياه إلى مستشفى تخصصي للعلاج، أما مركز التنمية الأسرية فلا يستطيع أحد أن ينكر أن قفزة هذا المركز الناشئ الجديد تُعد قفزة في العمل الخيري بقيادة الدكتور خالد بن سعود الحليبي ما يقدمه من الدورات والمحاضرات والإصدارات في مجال الاستشارات الأسرية ما يسهم في الحد من التفكك الأسري، ومن ظاهرة تفشي الطلاقات، والمشكلات الأسرية المتنوعة، ما يحتاج معه لصرح بنائي يحوي آمال وطموحات القائمين عليه ويأتي بالخير العميم لجميع سكان المحافظة.

أما عن المركز الحضاري - وهو بيت القصيد هنا - فليس هو الأول من نوعه في المحافظات ولا من عطاء وسخاء الأمير سلطان - حفظه الله تعالى من كل مكروه وسوء - لكن تفعيل هذا المركز الحضاري وجعله يحقق طموحات ورؤى وما يليق باسم المتبرع به يحتاج إلى إدارة منتقاة بعناية تمزج بين الاحترافية والتطوعية، والخبرة الإدارية في إدارة مثل هذه المشاريع الحضارية ذات البعد الثقافي والاجتماعي، فهو ليس نادياً رياضياً، وليس مكتبة أبحاث علمية فقط، ولا هو نادٍ أدبي يؤمه الأدباء، (وإن كان النادي الأدبي يحتاج من الوزارة إلى إيضاح لأسباب عدم تشكيل إدارته والمساءلة عن المكرمات الملكية، وهو تعطيل من دون مبرر واضح أو ضعف صريح في اتخاذ القرار وتحمل مسؤولياته. أما موضوع المركز الحضاري، فالمكرمة السلطانية ينبغي - كما قال الدكتور محمد الهرفي - أن يكون شيئاً آخر... شيئاً عظيماً مميزاً، ولا يكتفي بأن يكون مكاناً للاجتماع، ومكاناً للاحتفالات، بل يمتد ليكون رئة كبيرة وقلباً نابضاً بالحيوية والنشاط المميز، الذي يمتد لأكبر شريحة مستفيدة ممكنة.

كم تمنيت - وليس لأحد أن يمنع أحد من أمنياته وأحلامه - أن يسند أمر إدارة المركز الحضاري لمؤسسة بيت خبرة عالمي في إدارة مثل هذه المقرات، وليس من مانع أن تكون هذه المؤسسة حكومية كبيوت الشباب والجامعات، أو الجمعيات العلمية، كالجمعية السعودية للإدارة، أو المؤسسات التجارية... لا يحضرني شيء فيها لكن بالتأكيد هي موجودة، أو المؤسسات الأهلية والخيرية مثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي، إذ تمتد خبراتها لأكثر من 37 سنة في الأعمال والبرامج في الداخل والخارج، ولا يمنع أبداً من الاستفادة من كل الزوايا التي ذكرت في سبيل تحقيق أكبر قدر من الاستفادة والفائدة من هذا المركز الحضاري لأهل الإحساء.

الجمعة، مايو 25، 2007

راقب النوافير من حولك !

راقب النوافير مِنْ حولك!

عبد المنعم الحسين الحياة - 14/05/07//

أظن أن تلك الأشكال والحلول منها ابتكار النوافير ذات الأشكال الجميلة بالألوان وصوت اندفاع الماء، وقد طورت النوافير إلى أشكال كثيرة، وإبداعات تدخلت فيها التقنية والهندسة وتقنيات الضوء وهندسة الديكور ولعبة مهندسي الصوت، إذ تقف الجماهير مبهورة من أداء بعض النوافير مثل نافورة الملك فهد - رحمه الله - في جدة.

وفي الشرقية لا تزال نافورة مجمع الراشد في الخبر تمثل سحر النوافير، وفي بداية تشغيلها عام 1414هـ كان الزبائن في المجمع ينسحبون من المحال حين يبدأ عرض النافورة، بالأصوات والأضواء، وحركات اندفاع الماء، والأجزاء التي تندفع منها، والأجزاء التي تتحرك على الأرض، ومن السقف، والأبخرة بعرض أكثر من باهر يسلب الألباب، فيترك الزبائن المحال والبضائع وعملية التسوق ليشاهدوها، حتى اشتكى أصحاب المحال منها ومن تأثيرها في تعطيل عمليات البيع، أكثر من تأثيرها الترفيهي على الزوّار على رغم افتتانهم بها. وقد ضحكنا في أوائل الثمانينيات الميلادية عندما وضعت بلدية الإحساء نافورة متواضعة جداً في حي العسيلة عند شريان مدينة الهفوف، شارع الجامعة، إذ قفز الصغار إليها يسبحون فيها ما اضطرهم إلى وضع سياج حولها ليمنعوا هواة السباحة في النوافير من القفز إليها، ثم اضطروا بعد سنوات لتعطيلها، ثم لإزالتها في مرحلة لاحقة.

هذا التصرف غير الحضاري من شباب وصغار ذلك الحي، تذكرته أخيراً وأنا أقرأ عن«روبيتر» السيدة الإيطالية، نجمة عالمية تنقل صورتها معظم محطات التلفزيون الإيطالية وربما العالمية، إذ أقدمت بعد خروجها من عملها في مدينة ميلانو، وفي يوم قائظ حار، وصلت درجة الحرارة فيه إلى 27 درجة مئوية «يعني يوم ربيع بالنسبة لحرارة الجو عندنا»، بعد أن مرت على نافورة تريفي، وهي عبارة عن ثلاث نوافير أكبرها نافورة الأنهر... وهي المعنية هنا، ولأنها مقصد السائحين بالآلاف، وهناك اعتقاد بأن من يلقي قطعة نقود في النافورة فإنه لابد أن يعود لروما في وقت لاحق، فتكون أرضيتها مليئة بالنقود، أقدمت تلك السيدة البضة على تعبير شرقي، أو كما سموها حورية الماء، وأمام كل الحشود من السائحين على مفاجأتهم مفاجأة سارّة، إذ خلعت ملابسها كاملة وقفزت إلى النافورة وسبحت عارية تماماً لمدة 15 دقيقة غير مبالية بالمتجمهرين وتصفيقهم، ولا بالكاميرات الموجهة إليها، حتى خرجت ووقفت تتشمس وهي بحالتها من دون ملابس، إلى أن تم القبض عليها بتهمة الفعل الفاضح! بالنسبة لها، لا يهم فقد دافعت عن نفسها بقولها أن الجو حار، فما الخطأ في ذلك؟ وقد قالوا قديماً:«إذا لم تستح فافعل ما شئت»، هي أرادت الشهرة بأي طريقة حتى ولو بواسطة النافورة... ونظراً لقاعدة هواة التقليد الأعمى، فقد تتكرر هذه الحادثة في مكان آخر، فراقب النوافير مِنْ حولك!

الثلاثاء، مايو 08، 2007

من أجل نجاحات أكثر!

من أجل نجاحات أكثر

عبد المنعم الحسين الحياة - 08/05/07//

إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى حكومتنا الرشيدة، ورجال أمننا الأشاوس، وإلى الشعب السعودي الكريم، وإلى الأمة الإسلامية... كل التهاني والتبريكات بهذا المنجز العظيم الكبير بتحقيق الضربة الاستباقية لأكبر مخطط إرهابي موجه نحو وطني السعودية، نحمدك يا الله، ونشكرك على أن كشفت أمر هذه الفئة الباغية، وحميتنا من شرورها... هذه مشاعرنا جميعاً، ونحن نشاهد، ونسمع عن ذلك المنجز الأمني الرائع.
ولقد هزنا وفاجأنا منظر ورقم المبلغ الذي وجد مع أولئك النفر المارقين، إذ بلغ خانة عقود الملايين «أكثر من 20 مليون ريال سعودي»، نعم مبلغ كبير مهما كانت عملية غسيل الأموال التي تمت بها تغطية وتأمين هذا المبلغ وتوفيره، هي طريقة ماكرة وخبيثة (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، (إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً)، اللهم من كادنا فكِدْه.
إن عملية غسيل الأموال المضبوطة مع هؤلاء المارقين، هي أموال مسروقة، أو متحايل بها بحيلة شيطانية، خدع بها هؤلاء أنفسهم، ومن تعاون معهم، ظنا بأنهم يسعون إلى خير أو عمل صالح (يخادعون الله وهو خادعهم)... وأظن هذا ما عناه ابن الجوزي في كتابه «تلبيس إبليس»، فأُبلسوا، وظلوا في غيهم وزيفهم يمرحون، لكنهم وبحمد الله مكشوفون بعد أن بانت حقيقتهم بأنهم أعداء ألداء، وجّهوا حرابهم إلى صدور أهاليهم، ووطنهم، ومقدراته، لم يرحموا صغيراً ولا امرأة، ولا شيخاً كبيراً، حتى بيوت الله لم تنج من شرورهم.
خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أكّد في مجلس الوزراء على يقظة المواطنين، وأهمية دورهم في التنبه لمثل هؤلاء النفر المتخفين بجرمهم، وعارهم، ومن أدوارهم المهمة... التنبه والحيطة والحذر خصوصاً مسألة التبرع، ودفع الأموال الخيرية إلى المؤسسات الخيرية الموثوقة.
ومن هنا أود أن أشير إلى أن كل الحلول التي اتخذت في ضبط التبرعات ومراقبتها جيدة، وحققت بالتأكيد نتائج ممتازة، وأظن أن ضبط هذا التخطيط التخريبي تم عن طريق ذلك النظام المراقبي المتقدم الذي أشادت به حتى الدول الغربية، وأصبحت تجربة السعودية تجربة عالمية يقتدي بها العالم ويتعلمون من خبراتها في هذا المجال.
لكن ماذا لو أضفنا إلى هذه الحلول المنطقية حلولاً أخرى مساندة، مثل فتح قنوات تبرع للمؤسسات الخيرية تسهل على المتبرعين بصدقاتهم وزكواتهم، سهولة دفع أموالهم إليها، مثلما تفعل بعض الشركات الغربية من حث لموظفيها على استقطاع جزء من رواتبهم للكنيسة وتشجيعهم على ذلك واحتساب ذلك كنقاط لهم وتسهيل العملية وتبسيطها بنكياً، ماذا لو طورنا المؤسسات الخيرية وشجعناها على فتح فروع لها تكون قريبة من كل الناس... لا تترك لأحد منهم عذراً في عدم التحري في صدقته أو تبرعاته والتكاسل في وضعها عند أي أحد من دون التوثق من ذلك الأحد، ماذا لو ساعدنا موازنات تلك المؤسسات الخيرية لتوجيه إعلانات متكررة وكثيفة عن خدماتها ومنجزاتها وأعمالها لتوعية الخيرين بأنهم قناة الخير الطبيعية المضمونة المقبولة شرعاً ونظاماً وجودة. يعجبني فكر الأمير محمد بن فهد في تبني مشاريع تطوير المؤسسات الخيرية ورعاية ملتقيات، وقيامه بتكريم سنوي للبارزين في الأعمال الخيرية، إذ إن في هذه الأعمال الكريمة من سموه وأمثالها شحذاً وتحسيناً في أداء تلك المؤسسات لتقوم بدوريها الاجتماعي والأمني.
مؤسساتنا الخيرية تحتاج لتعمل بحرفية أعلى لتقطع الطريق على قطّاع الطرق المتوحشين الذين وظفوا رغبة الناس الطبيعية في الخير وعمله إلى أعمال إرهابية، وتلك الحرفية المنشودة لابد لها من تقديم دور استراتيجي يضمن بيئة استقرار وتشجيع وحفز تساعد على الإبداع والتطوير في خدمات تلك المؤسسات الخيرية والقائمين عليها من مؤتمرات وملتقيات وجوائز وتقدير المجتمع لهم، وتعاون مواقع أعمالهم الوظيفية في تسهيل مهامهم الوطنية الاجتماعية ، وتقديم المنح الدراسية في تخصصات الأعمال الخيرية لهم.
بهذه الطريقة أظن أن هذا التكتيك الإضافي سيحقق تفوقاً إضافياً في الحد من تسرب الأموال إلى الإرهابيين، ويوجه الأموال التطوعية الخيرية إلى تنمية الوطن وخير الفئات المحتاجة من المواطنين.

واضح!

واضح - لا أذكر أين نشرت لكن يغلب على ظني أنها نشرت في مجلة المعرفة عام 1406 تقريبا
كانت كلمة ( واضح ) ينطقها الطلاب معي بين الفقرة والثانية بصوت في اثناء الشرح تبعث الحماس في نفسي للاستمرار في الشرح لكن بعد مدة شعرت ان الطالب صار يستمتع بالكلمة ويقولها ويرددها وان لم يكن الامر عنده واضحا ذلك الامر تجلى عندي لما اسأل الطالب احيانا عن الفقرة التي انتهيت من شرحها للتو فأقـول مستفسراً ( واضح ؟ ) ويجيب الطلاب كل الطـلاب ( واضح ) ومع ذلك يكون الطالب احيانا لم يفهم الفقرة المقصودة مع انه عبر عن فهمه لها بكلمة (واضح) وبقوة مع الطلاب . اصبحت تلك الكلمة مزعجة جدا بالنسبة لي لأن الطالب يقولها وهو لا يصدق فيها وصرت أنهي الطلاب عن ترديد الكلمة واستبدالها بأخرى لكي يبين الطالب بصدق عن فهمه من عدمه لكن القاموس اللغوي للطلاب لم يكن ليسعفهم بكلمات كثيرة فكانوا يعودون مرة أخرى لها . فقلت انا اتي بكلمات وهم بالتالي سيتعلمونها فابتدأت وقلت لهم ( جلي ؟ ) فاستغرب الطلاب وكانت النتيجة ان تشتتت أفكار الطلاب عن الدرس وانصرفوا الى الجلي (طعام معروف) . هذا بالاضافة الى فقدي الشعور ذاته مع كلمة (واضح) لما ينطقها الطلاب بصوت واحد فجلبت لنفسي مشكلة جديدة فعدت ادراجي مرة اخرى لها مع شيء في النفس منها .


أخيراً قارني العزيز ..
هل كلامي ( واضح ؟ ) .؟

الأربعاء، مايو 02، 2007

ملتقى الإدارة بين الثرثرة والتطبيق

ملتقى الإدارة بين الثرثرة والتطبيق - تراجعت عن فكرة نشرها في الصحيفة

كغيري من المميزين والمميزات من الذين يركضون حول نقاط وعوامل الثقافة والتحسين والتطوير ورفع مستوى المهارات الإدارية والاطلاع على أحدث النظريات والتجارب الإدارية الإبداعية ( ويا عيني على الإبداع ) حضرت الملتقى الإداري الخامس الذي نظمته الجمعية السعودية للإدارة والذي عقد مؤخرا بعاصمة الوطن الرياض وافتتحه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، استمعنا لمحاضرات ومشاركات مكرورة لا جديد فيها تتحدث عن الإبداع وربما كان المتحدثون فيها لم يحترموا الفعالية ولا المناسبة أو أن هناك خطأ في اختيار المتحدثين المكررين أو أن هناك مجاملات في اختيار المتحدثين من اللجنة العلمية للفعالية فكانت الفعالية رتيبة مملة يتكرر فيها منظر تسليم الدروع للمشاركين المحترمين والابتسامات الحلوة ، والحضور الكثيف ينتظر الجلسات الواحدة بعد الأخرى يراقب ويحاول أن يرصد الإشارات هنا وهناك التي يمكن أن تعد جديدة أوإضافة إبداعية .. حتى كان آخر الجلسات وأمسكت إحدى الجريئات الميكروفون وأفصحت عما يدور بخاطر الحضور والذي عجزنا نحن الرجال أن نصرح به خاصة مع آلية عقيمة قديمة في اختيار المداخلين وأخذ ترشيحات وآراء الحضور حيث غابت تقنية إدارة المؤتمرات عن الفعالية فلا قياس آراء ولا مشاركة بشريط العرض عبر رسائل SMS ولا أوراق مكتوبة ولا بريد اكتروني ولا منتدى ولا مشاركة تفاعلية اكترونية من الجمهور عبر استخدام أذرعة اللاسلكي الشبيهة بتلك المستخدمة في برنامج من يربح المليون وهي نفسها المستخدمة في منتدى جدة الاقتصادي حيث يمكن الحصول على إجابة ورأي الحضور في لحظة واحدة وبالتالي يشعر الحضور بشخصياتهم وذواتهم أما طريقة العصا التي كان يستخدمها مديري الجلسات من رفع الصوت والنظرات القاسية والصارمة لكل من يداخل والطلب المكرر بالاختصار والتوقف والدخول في النقطة شيء لا يليق أبدا مع نخب وكفاءات مميزة من الحضور الذين جاؤوا من أرجاء الوطن للبحث عن الفائدة والمعلومة ، قمة المهزلة التي كشفتها المتحدثة هي في آخر أيام الملتقى مع تسليم شهادات الدورات ومشاهد الحضور للملتقى والتي كشفت عوار إدارة الملتقى والعجز عن نقل الثرثرة إلى مجال التطبيق ليقف الجمهور عند أكثر من شباك تسجيل يبحثون عن شهاداتهم ، وتكون المسألة بالحظ والتوفيق ، ثم زاد الطين بلّة تزايد الناس الباحثين عن شهاداتهم غير المرتبة والموزعة في أكثر من جهة ، ووجود الأخطاء في طباعة الأسماء عكر مزاج الواقفين حيث الكثير يتسلمون شهاداتهم بأخطاء وصاروا يضحكون على بعضهم ويطلقون المزحات ( شر البلية ما يضحك )، ولتدارك الموقف أصبحت الناس تسجل أسماءها من جديد لكي تحصل على شهادات وبالتالي تضيع الحقيقة هل هو بالفعل حضر الفعالية أم لم يحضر هل يسجل نفسه ومن يلزمه سواء حضروا أم لم يحضروا ليحصلوا على شهادات ؟! ...

ومع عدم استشعار المسؤولين التنفيذين والإدارة العليا للمشكلة من قبل أو حتى أثناء الحدث ومعالجته زاد تبرم واستياء الحضور بشكل ارتفعت فيه الأصوات حيث يمتد طلب استلام الشهادة إلى أربع ساعات لأناس أغلبهم يتهيؤون للسفر ومرتبطين بمواعيد رحلات .

ما حصل وما حدث طبيعي أن يحدث لكن أن يحدث في مكان وتحت إدارة المنظرين والمتحدثين في فنون الإدارة ، يصيب بتعكر المزاج والاستياء الشديد حيث تجد قمة العجز عن تنظيم أبسط وأسهل الأمور ... هذا ما بان للجميع ... السؤال : ماذا عما خفي عن أعيننا إذن ؟

أظن أننا سنردد ( ما فيش فايدة غطيني يا صفية ؟)

الثلاثاء، مايو 01، 2007

صلعتا بريتني وزيدان!


صلعتا بريتني ... و زيدان !

عبد المنعم الحسين الحياة - 01/05/07//

أعجب، ولم يعد شيء من جيلنا الحالي مستغرباً في اتجاهاتهم، وولعهم برموز تصنعها لهم الآلة الإعلامية، وتعلقهم بتلك الرموز، وتحركهم نحوها، وتتبعهم لأخبارها وتشبههم بها في كل حركاتها وملابسها، ومعرفة أدق التفاصيل عن حياتها، ويصبح ذلك النجم المصنوع محركاً للشباب يمنة ويسرة في أزيائهم واهتماماتهم!
من الطبيعي توجه من هم في مرحلة سن المراهقة من الجنسين نحو البحث عن قدوة ورمز وانتماء، لكن من غير المعقول أيضاً أن نخسر شبابنا ليكونوا جيلاً ضحلاً مهزوماً... وأكثر من ذلك أن يكون مسخاً في زيه وفكره وشكله، بعيداً في مظهره وزيه عن الشكل المعتاد عليه في المجتمع من الزي الوطني، بل أكثر من ذلك ثورة كبيرة في نفسه على كل ثقافة البلد وأفكاره، وغسيل كامل لعقله وأفكاره حتى أنه يحلم بالعيش خارجاً بعيداً عن جو التعقيد الذي هنا!
المغنية الأميركية الشابة المطلقة برتيني سبيرز، ذات العشرين خريفاً، غدت شاهداً من شواهد إفلاس الحضارة الأميركية، حين انهارت المليونيرة الصغيرة وتحطمت نفسيتها ومعنوياتها لتقوم بقص شعرها على «الزيرو» وتكون صلعاء تماماً... وصدمت معها كل الممسوخين المنسلخين من ثقافتهم وأصولهم وأفكارهم، المتوجهين بكلياتهم نحو التقليد الأعمى، والتعلق، والافتتان بالشكل والحركات... بل حتى لا يفهمون من كلمات الأغاني التي يسمعونها بالصوت الصاخب العالي المزعج لمن حولهم وإنما يرددون ويترنمون بلا وعي أو إدراك لتلك الكلمات التي قد يكون في معانيها سب أو شتم لهم.
الواقع يحكي قمة إفلاس، قمة ليس بعدها قمة، إلا منظر المتجمهرين بسياراتهم الغريبة الأطوار، وأشكالهم الغريبة، وهم يتحركون بحركات غير منتظمة تدعى بالرقص على وقع صخب الأصوات العالية، وتصفيق وتشجيع من أصحابهم، ولا يستطيعون بذلك تقديم أي استجابة لنصح أو توجيه، وكأنهم كما قال الله تعالى عن قوم في محكم تنزيله: (كلا بل ران على قلوبهم)، أضحوا بعيدين على رغم أنهم يعيشون بين ظهرانينا. أضحوا شكلاً من أشكال الأمراض العصرية المستعصية التي يصعب معالجتها حيث يكون المدخل إلى نفوس هؤلاء الشباب ومعرفة مفاتيح قلوبهم شيئاً من الصعوبة بمكان، تحتاج تلك الأقفال إلى شفرة خاصة لا يجيد التعامل معها إلا القلة من المربين الموفقين لكي يداعبوا تلك القلوب بكلمات وإشارات سهلة ممتنعة، يوفق الله لها من شاء من عباده لينفثوا الروح في تلك القلوب الصدئة التي ابتعدت كثيراً عن هويتها لترجع من جديد عناصر إيجابية منتجة مفيدة لذواتها بداية، ومن ثم مفيدة لمن حولها ومجتمعها ووطنها بدلاً من أن تكون عالة متسكعة على الطرقات، تملك فقط موهبة فن الضياع والتوهان!
أتساءل بيننا هذه المواهب التي يسلط عليها الإعلام هنا وهناك، ويشد ويلفت نظر الناس إليها، مثلما هو حاصل مع لاعب الكرة الفرنسي، الجزائري الأصل، المسلم الديانة، زين الدين زيدان، أما يُشكل لوناً من ألوان وأشكال الجاذبية والاقتداء حتى لو لم يكن كاملاً، أو كما ينادي به دعاة السلفية والمدرسة الدينية الدعوية من مطالبة بقدوات من الصحابة والسلف الصالح... ليس بصعب أن تتداعى القدوات أو يتم التدرج البنائي المتأني، الملائم لتلك الشريحة التي تحدثت عنها في المقدمة وأصبحت شكلاً معايشاً موجوداً نعاني من وجوده في جامعاتنا ومدارسنا، وتظهر معالمه بوضوح في أرصفة الشوارع، وأشكال المركبات التي تقل مثل هذه النوعية التي تعيش شكلاً من أشكال الهزيمة الثقافية أمام الحضارة الغربية خصوصاً، وفي ظل تشويش مدرسة الإرهاب على بوصلة التفكير عند أولياء الأمور والمربين الذين أضحوا يتوجسون خيفة من مظاهر التدين التي تبدو على الشاب أكثر من مظاهر الانفلات التي تبدو على الشباب نظراً للخطر الواضح في الأول، والخطر الخفي في النوع الثاني. ولقد أحسنت صنعاً بعض المدارس الثانوية للبنين أو البنات في استضافة شخصيات لامعة في المجتمع من تجار، أو موهوبين في الكرة أو غيرها عرفوا بالوسطية والاعتدال والوطنية المنتجة للالتقاء بالشباب والاحتكاك بهم، فهي طريقة مؤثرة موجهة، أقوى تأثيراً من رصاصة الإعلام. ولا يزال معنا مزيد من الوقت لمعالجة الموقف، فقط فلنعمل باهتمام.