الاثنين، ديسمبر 25، 2006

الخدمات الاكترونية بالمنطقة الشرقية

الخدمات الإلكترونية بالمنطقة الشرقية
عبدالمنعم الحسين الحياة - 25/12/06//

على مدى يومين كاملين تشرفت بحضور الملتقى الثاني للخدمات الالكترونية بالمنطقة الشرقية بفندق «الخليج مريديان الخبر»، بمشاركة العديد من الشركات والمؤسسات التجارية والقطاع الخاص والإدارات الحكومية، وقدمت العديد من الأوراق المميزة التي حملت أطروحات تبشر بالخير وتبعث الأمل وتجدده.
لعل عقد هذا الملتقى برعاية كريمة من أمير المنطقة الشرقية، وكذلك حضور وزير الاتصالات، اللذين تحدثا عن العديد من المشاريع الالكترونية والتجهيزات والتقنيات التي تسعى لها العديد من الجهات في المملكة وفي المنطقة الشرقية مكان عقد الفعالية.
هي أمانة وتحدٍ كبير، تلك المشاركة وذلك الحضور والمداخلات والأسئلة والتحفز الكبير من الجميع لدخول بوابة التقنية من أوسع أبوابها. لقاء حضرت فيها الالكترونيات والإدارات ومصطلحات متقدمة جداً وظهر فيها العنصر البشري السعودي ومدى ثقافته والعقليات التي يتمتع بها شباب هذا الوطن رجالاً ونساء، وأنهم قادمون وبقوة في مضمار التقنية، وإن بشائر مشروع ضخم تقدر موازنته بثلاثة بلايين ريال، يعمل لتحويل العمليات من التقليدية إلى الطريقة الحديثة في الخدمات الالكترونية الكاملة التي لا حاجة فيها للورق ولا للملفات الخضراء ولا للتواقيع التي يؤشر بها على كل مساحة بيضاء في أوراق المعاملات داخل أروقة الإدارات الحكومية، لتستبدل بتسجيل وتوثيق لعملية التواقيع الالكترونية التي ستصبح معتمدة حتى في توقيع الشيكات وعمليات البيع والشراء الاكتروني، التجارة الكبيرة التي تتنامى وتكبر ويجب علينا أن نلحق بالركب ونجهز تجارتنا به قبل أن تتسرب الكثير من الأموال نتيجة توفر تلك الخدمات إلكترونياً، فيما لا تزال مؤسساتنا التجارية تقبع في ركب التأخر ولا تكاد ترى مواقع على «الانترنت» لبعض المؤسسات في القطاع الخاص إلا وهو موقع لا يزيد على التعريف وبمعلومات وضعت من أول التأسيس، أو موقع إخباري فقط وليس فيه من مجال الخدمات شيء.
ذلك المشروع الضخم الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبارك تسميته بـ (يسّر) تيمناً بتيسير المعاملات على المواطنين والسعي في راحتهم، وبتعاون ومرونة في أنظمة الصرف من وزارة المالية، ويدار بعقول نحسبها أنها مخلصة مبدعة تستشعر عظم المسؤولية وضخامة المهمة، ويجب علينا أن نتعاون معهم في ذلك.
وفي موضوع متجدد أو جديد كموضوع التقنيات كان هناك حديث غير هامس عن ثقافة المجتمع واستيعابه لهذه الخدمات واستفادته منها والوثوق فيها، إذ تحدث وزير الاتصالات عن دلائل ومؤشرات، خصوصاً في استخدامات المواطنين البنكية لتعاملات الأسهم، تدل على جاهزية وقبول عند المواطن السعودي لوسائل الاتصال الحديثة، خصوصاً في مجال انتشار أجهزة الاتصال المتحرك ومجال خطوط الاتصال بخطوط الانترنت العريضة، وأن الأعداد في تنامٍ وزيادة تصاعدية.
أعجبني تعليق أحد الحضور حين تحدث وقال: الحمد لله نحن لا نعاني من شح التجهيزات، فقد أضحت الأجهزة والتقنيات متوافرة في أعمالنا ومكاتبنا وفي بيوتنا وبأسعار معقولة، لكن نحن نبحث عن الخدمات الالكترونية السهلة والسريعة والموثوقة والآمنة. الطريق طويلة، وهناك الكثير من العقبات والتحديات، لكن قطار التقنية يمر بنا سريعاً ويجب أن نأخذ مكاننا الصحيح في مقدمة مقاعد ذلك القطار، ولعل كلمة شكر أختم بها للجنة المنظمة واللجان التي جهزت لذلك اللقاء وعلى رأسهم الدكتور: عبدالله القاضي وزملاؤه، وإلى الملتقى الثالث وبشائر أخرى بإذن الله.
لقراءة المقالة من موقع الصحيفة فضلا اضغط على الرابط

السبت، ديسمبر 16، 2006

الحجاب

" الحجاب " نشرت في جريدة الحياة

عدد يوم السبت الموافق 16-12-2006م


عبدالمنعم الحسين الحياة - 16/12/06//

لله دره هذا الحجاب، كيف يتعرض لهجمة شرسة من الجميع، ومع ذلك لا يزال باقياً وبكل قوة في الكثير من المجتمعات الإسلامية والعربية؟

تصريحات وزير الثقافة المصري ومهاجمته للحجاب ووصفه للمحجبات بالرجعية ليست بالجديدة، وكنت قد انتهيت من قراءة رواية الكاتبة السعودية وردة عبدالملك، والتي هي بعنوان «الأوبة»، وكيف أسقطت الأوصاف الكريهة على المحجبات وما يدور في لقاءاتهن، وكيف يفكرن، وماذا يحملن من بضاعة للمجتمع؟

وزير الثقافة صرح بكلمة، والرواية صرحت بأوصاف أكثر رعونة وسخرية من تلك الفئة، وكالت إليهن من الشتائم والسخرية الشيء الكثير، مع فارق التوقيت بين التصريحين، وفارق شكل الحجاب بين المصريات والسعوديات. إذ ينتشر عند المصريات الحجاب «المودرن» وحجاب التقليعات الحديثة، إذ يغطي جزءاً من الشعر، وتستخدم أقمشة فاخرة ذات ألوان وتصاميم جذابة ولا يكتفين باللون الأسود فقط، كما هو قائم بالسعودية.

كما أن حجاب المصريات لا يمانع لبس البنطال و»التي شيرت» والبلوزة والتنورة ووضع المكياج الكامل على الوجه، ويعد ذلك تجاوزاً حجاباً، بينما لا يزال الحجاب في السعودية على الأكثر يغطي الجسد، فيما يحارب الدعاة والعلماء كل أشكال التغيير التي تحاول أن تجد طريقها في العباءة والحجاب وعملية الغطاء الساتر الخفيف والنقاب ومظاهر أخرى أهونها كشف الوجه كاملاً.

ذات التوجه بالهجوم على الحجاب وعاداته وشرعته، حملته أيضاً المؤلفة السعودية الأخرى طيف الحلاج في روايتها «القرآن المقدس»، وشددت في مقاطع على منع المرأة من قيادة السيارة، وكيف يجعل الحجاب كل الدنيا وكل المشاهد رمادية وفي رؤية ضبابية غير واضحة، وأنهن لا يكدن يبصرن الطريق، وربما أسهم ذلك في وقوعهن أو سقوطهن.

ومع أن الروايتين السابقتين حملتا من العبارات والكلمات والألفاظ السفلية، ومن قعر الشوارع والبيئات، إلا أنني لم أجدها قد هُوجمت كما تعرضت المؤلفة المحجبة رجاء الصانع في روايتها «بنات الرياض» مع أن الرواية لم تحمل أي توجه حاد ولا تعديات ولا مشاهد ساخنة مثل «فراولة وردة» أو «زبائن السمراء رباب» في القرآن المقدس.

لكن هل هو الاسم والعنوان الذي حملنا على أن نهاجم الأولى بحكم التصاقه الحاد بمدينتنا الرياض ونغض الطرف عن الروايتين الأخريين بحكم أنهما لم يحملا أي مسمى مدني؟ ذلك الميزان غير المتوازن ندعه لوقت آخر.

نعود لقضيتنا التي أصبحت عالمية بمطالبات بنزع الحجاب في بريطانيا وهولندا وأخيراً تونس التي حاربت دمية «فلة» المحجبة، نظراً إلى ما تفعله تربوياً من تعزيز لظاهرة الحجاب التي تنتشر وتتسع على رغم كل الذي تتعرض له من الخارج، وأحياناً من الداخل، مثلما حدث من الوزير كمثال، ومن الروائيات وغيرهن الكثير من الكتابات الصحافية التي تنادي بكشف الوجه واللحاق بركب الحضارة، وأن ليس بين المرأة والنجاح عائق إلا الحجاب.

رمضان الأخير سمي بشهر المسلسلات المحجبة نظراً إلى مشاركة ممثلات محجبات فيه كن قد توقفن عن التمثيل في وقت سابق، وعدن بحجابهن ليتقاضين أجوراً عالية أيضاً بأدوار الحجاب، مشكلة كبيرة أن تشغلنا قضية الحجاب على رغم أهميتها، وتأخذ كل جهودنا وتفكيرنا، فيما نحن محتاجون لطاقتنا الفكرية والمادية في مناحٍ أخرى من الحياة وألا نستجيب لذلك الجر شبه المتعمد للعقول بكل أطيافها واهتماماتها لخوض معركة الحجاب وشغل الناس بها وجعلها بيضة الدين.

وتذهب خطب ومواعظ ومحاضرات وملتقيات وملصقات وحوارات ونقاشات وتصويتات في «الانترنت» على الحجاب والمحجبات وتداعي لنصرة قضايا الحجاب في المواقع الأجنبية، والفرح بتحقيق نصر كاذب بارتفاع المؤشر لناحية الحجاب وقضيته. فيما نحن لا نستجيب الاستجابة المطلوبة والعملية والإيجابية لقضايا مصيرية وانعدام لفكر الأولويات ومراعاة الظروف والبيئات وإلزام الناس كل الناس برأي فقهي واحد في الحجاب وشكله، بل أكثر من ذلك مطالبة النساء في الدول والمجتمعات الغربية بشكل الحجاب في المجتمع السعودي، ونسهم بأموالنا في نشر ذلك النوع من الحجاب في بعض الدول الفقيرة بقوة المال واستغلالاً للحاجة والفقر.

تستطيع قراءة المقالة من موقع الجريدة فقط اضغط هنا

الخميس، ديسمبر 14، 2006

كتابة التجارب التربوية

ما من شك أن لكل معلم ومعلمة طريقة أو بالأصح أسلوب تدريسي خاص به ومنهج تربوي ومسلمات وقواعد وابتكارات وإبداعات

قد يعتبرها سرا من أسراره وقد يبوح بها لبعض خاصته والمتطور الجاد منا من قد يسمح بإطلاع الآخرين عليها ،

السؤال هل فكرت يوما ما بأن الطريقة التي تتبعها قد تكون منتجا خاصا وابتكارا تربويا يشكل علاجا لمشكلة مستأصلة في

تدريس قاعدة معينة أو تطبيق معين ، لماذا نتجاهل أنفسنا ونحتقر ذواتنا ولا نهتم بمواهبنا وطاقاتنا ونبدأ في رصد الأفكار

والتجارب ونقيس ونشرك الآخرين معنا في التجارب والتقويم والإثراء العلمي والفكري لما نحمله من كنز ثمين قد يكون خبيئة

لحجرة صف صغيرة .

في المقابل أرى وبشكل حاد في هذه الأيام صرعة تجتاح الشباب عالميا والغربي على وجه الخصوص وبدأت تتسلل إلى بعض

العرب وهي ما يعرف بـ blogs بلوغز . وهو تسجيل أفكار وتجارب وذكريات وانطباعات يومية حول أحداث أو وقائع أو أشياء تخص

أصحابها .

كنت أبحث في الانترنت عن كلمة معينة وأحتاج لها صورا وشدني ما شاهدته من نشر عائلة مكونة من زوج وزوجة وطفل أوربيين

، وقد بنوا لهم موقعا على الانترنت لرصد حياتهم الشخصية وأحوالهم بالصور والتواريخ من الزواج إلى الرحلات وإلى المنزل وإلى

غيره ... من التوافه .

فهم يرصدون ويدوّنون هذه التجارب التي ربما أكثرها فارغ .. لا يحوي أي قيمة تذكر.

فلماذا لا نجتهد في كتابة تجاربنا ونبنيها بطريقة تراكمية تفاعلية ونسمح للآخرين بأن يرووا منها , ولقد قابلت أحد معلمي

المرحلة الابتدائية وكان يتحدث عن تجربته مع القصة كأسلوب يتميز به وعرفه الطلاب به وهو بالتالي أخذ يدون القصص ويجمعها

حتى كون بها موسوعة خاصة بقصص منوعة تربوية موجهة للأطفال وهو بصدد تنقيحها وإخراجها في كتاب .

وقابلت معلما آخر يروي لي مدى استفادته من المنتديات التعليمية والتربوية واستفادته من تجارب المعلمين والمشرفين

التربويين التي تنشر في المنتديات المتخصصة بالتربية والتعليم مثل موقع :

http://www.moudir.com/vb/

كذلك ما يعرف بالقوائم البريدية وقد كان لمشروع الشراكة التربوية تجربة فاعلة في هذا النوع من التدوين والكتابة والتبادل

المعرفي الثقافي الراقي .

والكتابة والتدوين ليست قاصرة على الانترنت والمنتديات فالمجلات والدوريات والصحف كلها ترحب بهكذا نوع من أنواع الكتابة

الشخصية التي تحكي تجارب والمعلومية الجميع أن الإقبال على قراءة هذه المدونات يتعالى ليس بداع البحث عن الخبرات

والتجارب فقط ولكن بدوافع شخصية قد نعبر عنها بحب التلصص والاطلاع على التجارب

ولعل كتاب "حياة في الإدارة " لغازي القصيبي ونجاحه الكبير جدا مثال راق على الكتابة التدوينية للتجارب .

أخيرا لعلي أختم كتابتي هنا بذكر بعض المواقع على الانترنت التي اهتمت مؤخرا بنشر هذه الانطباعات والتعليقات والتجارب

الشخصية للمستخدمين والمسجلين في الخدمة المجانية وأشهرها موقع :

http://www.spaces.msn.com/members

وهو موقع يعطي مساحة مجانية بسعة 30 ميجا بايت يمكن أن تدون فيها كل ما عندك وبصفة يومية تضيف عليها وتدل على

الموقع أصحابك ومعارفك وستجد اهتماما كبيرا من أصدقائك بالاطلاع على مدوناتك .

وموقع : www.maktoob.com

وموقع : www.google.com

الاثنين، ديسمبر 11، 2006

بابا سامح لي

" بابا سامح لي ! " نشرت في جريدة الحياة

عدد يوم الاثنين الموافق 11-12-2006م

بابا سامح لي!

من أعجب ما سمعته من مسميات لملابس وموضات، اسم أطلق على موضة ربما عدها البعض قديمة، فيما أظنها لا زالت متألقة بين الفتيات المنفتحات أكثر من اللازم، وربما تلبسها المتدينات لأزواجهن في العشش الزوجية، وهي لبس الملابس القصيرة أو الضيقة أو التي تظهر جزءاً كبيراً من البطن، كانت تلك شكلاً من الأشكال الخاصة ببطلات أغاني «الفيديو كليب» ومذيعات بعض القنوات الفضائية.
تلك الموضة وجدت طريقها للمحال التجارية في الأسواق ومحال
المستلزمات والملابس النسائية عندنا، وبعض البلاد العربية التي لازالت تحمل الكثير من قيم التحفظ على الأولاد والبنات، لكن أن تسمى تلك التقليعة والموضة باسم (بابا سامح لي) يدل على معنى خاص بذلك اللباس والتغير الفكري والمستوى الحضاري والمادي ربما لأسرة الفتاة الصغيرة، إذ إن المعنى أن الأب يسمح لابنته بلبس تلك الملابس ولا يمانع في ذلك.
لا أدري... هي
ملابس غير محتشمة بلا شك، لكن تلك الفتاة التي تلبسها وتخرج بها للمناسبات البريئة غير المختلطة، ربما تتعرض لكاميرا جوال خائنة من هنا أو هناك، لا تحمد عقبى تسرب مثل تلك اللقطات إلى الجوالات ومواقع «الانترنت» التي انتشرت أخيراً بشكل مواقع خاصة لاستضافة مقاطع الفيديو، وبالتالي تصبح حقاً مشاعاً للكل، ولا تسأل عن عداد الزوار الذي يحقق أرقاماً كبيرة من الزيارات والتحميل.
وفي إحدى الجامعات وفي فصل الشتاء - حتى لا يقال إن
ذلك يقع بسبب الحرارة - جلست إحدى الطالبات على مقاعد الحرم الجامعي، التي غالباً لا يوجد له ساند للظهر، وظهر جزء غير صغير من أسفل الظهر وبعض المناطق الحدودية المجاورة التي ما كان لها أن تظهر، في ممارسة خارجة عن الذوق والأدب.
وإذا فرضنا عدم لبس تلك الملابس من الفتيات إلا في
منازلهن الخاصة، فهي بلا شك قد تفسر لنا بعض الأخطاء الفادحة والتحرشات التي تحدث للفتيات داخل المنازل من الأقارب، وقد استضافت إحدى الصحف المحلية إحدى المشرفات الاجتماعيات التي تحدثت عن بعض المشكلات التي يواجهنها في المدارس لفتيات يترددن كثيراً في الإفصاح عن مشكلاتهن مع التحرشات الجنسية داخل المنازل من الأخ، ولقد افتتحت دور اجتماعية خاصة لتستقبل حالات عدة من ضمنها تلك الحالات التي تأزمت وبلغت الزبى.
كنت
في زيارة لأحد محال الملابس وشاهدت طفلة صغيرة مع والديها مرتدية زياً هو من دون مبالغة عدد من الخيوط القليلة تغطي جزءاً بسيطاً من جسد الفتاة والباقي ترك مكشوفاً للعيان... لا شك هي طفلة صغيرة ولا يتصور أبداً أن ينظر لها أحد نظرة مريضة.
المشكلة تكمن في مصطلح صغيرة المطاطي الذي
يتسع ليأخذ كل فتاة لم تتزوج ولم تبلغ بعد سن الحجاب، ولعل مشاهد تلفزيون الواقع واجتماع الشباب والصبايا بتلك الأزياء «التسامحية» في مكان واحد ويتعايشون بهدوء وسلام واحترام لا تقع معه شرارات كهربائية، هو مشهد مخادع وغير حقيقي يسرب لنا ولعقولنا تقبل مثل ذلك.
إن الشعوب المنفتحة تجرعت
المرارات من ذلك، وبالتالي أخذت تعيد النظر في تلك الممارسات، وعليه فإن جامعة في الهند حظرت على المعلمات والطالبات لبس الملابس القصيرة والضيقة، نظراً الى تكرار التحرشات، وكذلك في ماليزيا، إذ وضعت غرامات بمئات الدولارات على اللاتي يظهرن بتلك الملابس والأزياء في الشوارع العامة وبائعات المحال التجارية بالأخص.
لن أعمل ولن أقول مثل مفتي استراليا
الذي خانه التعبير في تشبيه التكشف وقامت عليه الدنيا ولم تقعد، لكن هي دعوة للفضيلة والحشمة أهمس بها في أذن المربين والمربيات علها تساعد في كبح زمام الأمور وإعادة الملابس لنصابها وشكلها وإحكام قفل أزرارها.

الجمعة، ديسمبر 08، 2006

الملك عبدالله ينظر في الإدارة الحديثة

" الملك عبدالله ينظّر في الإدارة الحديثة
" نشرت في جريدة الحياة عدد يوم الاثنين الموافق 4-12-2006م
**عبدالمنعم الحسين**
هكذا ملكنا، حفظه الله، له هيبة وله محبة خاصة وله حضور أعطاه الله سلطاناً عجيباً على قلوب الناس، كل الناس عربهم وعجمهم، مواطنهم ومقيمهم، يُطل علينا هذا القائد الفذ بتوجيه للإدارات الحكومية بأن تكون المعاملات التي ترفع له بشأن حدث معين أو أمر معين محدد بتاريخ يجب أن ترفع له قبل 20 يوماً من مناسبتها وإلا لن ينظر فيها، بل أكثر من ذلك سيحاسب المتسبب في إحداث ذلك التأخير.
لا أخفي سروري وإعجابي وأنا أقرأ أسطر ذلك التوجيه الكريم، ليؤكد بذلك على قيم التخطيط وعدم الفوضى والعمل بطريقة اللحظة الأخيرة، الأمم والشعوب تتقدم ولا يزال بعض المسؤولين يعمل بطريقة ( عاشوا.. عاشوا)، أو ما يعرف إدارياً بطريقة إطفاء الحرائق ينتظر المعاملات وينتظر المراجعين لكي يعالج الأمور الروتينية اليومية من دون نظرة شمولية، تتجاوز العمل اليومي الرتيب إلى مساحة خاصة بالتخطيط والتنظيم، وممارسة القيادة بمعناها الحقيقي بالتأمل والدرس والتحليل وجمع المعلومات، ورسم صورة تطويرية تحسينية لما هو قائم وفق ما هو متاح، ثم يتحرك بخطة تشغيلية مجدولة غير مفاجئة في أحداثها ولا أعمالها، بل موزونة بدقة عالية في تحديد مكانها وزمانها ومن يقوم بها.
تعجب وقد لا تعجب لبعض المسؤولين الذين لا يملكون تلك الأداة وبالتالي فاقد الشيء لا يعطيه، وتتخبط إدارة بأكملها بسبب غياب تلك المهارة والصفة فيها، وهي صفة ليست بصفة خارقة ودونها خرق القتاد بل هي من الأمور السهلة والتي من الممكن التعود عليها وتعلمها واعتيادها بسهولة.
الارتجالية والفوضى أضحتا مظهرين من مظاهر الجيل، تجد السائق يقود السيارة أمامك ولا تستطيع أن تخمن أو تتوقع سلوكه في القيادة، إذ يكون في أقصى اليسار ثم يتجه فجأة لأقصى اليمين، ينطلق بسرعة جنونية ثم ومن دون مقدمات يبطئ من انطلاقة المركبة أو العكس. كل ذلك بسبب تخبط البيئة المحيطة حوله والإجراءات والنظم التي تأتي من غير تخطيط أو بممارسة جراحية تأتي على وظائف كثيرة ومسلمات كبيرة وإرث عظيم بسبب طريقة التفكير التي يمارسها بعض المسؤولين لا لشيء إلا لإحداث تغيير يتحدث به كل الناس عن فعله العظيم.
للأسف يأتي المسؤول الذي يليه ويبدأ خطوته التصحيحية بإلغاء ما ساسه الذي قبله والعودة إلى النظام الذي قبله وبتصفيق حاد من الجمهور، وتذهب مقدرات أمة بأكملها، ويتأخر حالنا بسبب ممارسات الحذف والإضافة وإبراز العضلات بإصدار القرارات من دون تخطيط ومن دون معالجة ومن دون تفهم لطبيعة الدور والأدوار ودراسة أبعاد التغيير وتأثيراته على المدى البعيد والقريب.
ربما أجدني في حاجة لتذكيركم بتجربة القرية التي فكر أهلها في طريقة ذكية في جمع أكبر قدر من المحصول الزراعي الذي تأكل منه الطيور نصيبها، بأن تناوبوا ليلا بطرق القدور والطبول حتى لا يتركوا مجالاً للطيور لتنام في مزارعهم، فهاجرت الطيور ولم تأكل من المحصول لكن بطريقتهم الذكية، غير المخطط لها وغير المدروسة بعناية أتوا على المحصول بأكمله بالدمار والفساد، وذلك بأن أخذت الديدان راحتها وتنامت وضربت المحصول بأكمله، وأصبحوا كما يقال في المثل: جاء ليكحلها فأعماها. لنحاول إذن أن نتعلم من القادة العظام المبادئ الإدارية المتقدمة ونعلم جيلاً جديداً التخطيط الجيد والبعد عن الفوضى والارتجالية في سائر الحياة وليس في أعمالنا الوظيفية فحسب، حتى نلحق بالأمم والشعوب التي حققت كسباً وسبقاً بالعناية بالتنظيم والتخطيط.

تستطيع قراءة المقالة من صفحة الجريدة

http://www.daralhayat.com/arab_news/...f83/story.html