الثلاثاء، نوفمبر 07، 2006

أنصفوا المطلقين والمطلقات

أنصفوا المطلقين والمطلقات - نشرت بجريدة اليوم ملحق الأحساء5-9-2005

تحدثت في المقالة السابقة عن الطلاق والمطلقين وأكمل اليوم بأن الطلاق أحيانا قد يؤدي إلى الرفاه الاقتصادي بحيث تجد الفرد يكدح أكثر كي يوفّر مهر زوجة بديلة والمطلّقة تعمل لتوفّر لنفسها العيش الكريم مما يزيد إنتاجية البلد ، ثم إن الطلاق يا أحبتي حكمه مباح فليس فيه كراهة ولا تحريم بل ربما كان مسنوناً في بعض الأحيان وواجباً أحياناً أخرى قال تعالى ( فطلّقوهن ) جاءت على صيغة الأمر ولابد لنا أن نعلم أن الله الذي أباح لنا الطلاق أعلم بما يصلح حال البشرية وفي سائر العصور ، وربما كان الطلاق لا لسبب سوى التغيير والله عزّ وجل يقول في كتابه (وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً ..)



ويأنف إثر عرسٍ طلّقته
يطلّق عرسه إن ملّ منها



ويقول جاسم المطوع في شريطه (الطلاق الناجح) -وأنا أنصح المجتمع كله بسماعه- "والطلاق يُفجّر الطاقات فكم من منطوٍٍ لا يفيد مجتمعه بشيء فلمّا طلّق وإذا به يُسخّر طاقاته لأسرته أقصد والده ووالدته وإخوانه وأخواته والمجتمع من حوله ، وهذا مُشاهد ملحوظ ،
وربما يفهم البعض أني أدعو إلى الطلاق ! لا ، بل إلى إنصاف الطلاق والمطلّقين والمطلّقات وعدم تبشيعه في النفوس ومحاولة لتطبيع الموضوع! لنتعايش معه ونتقبله ونزيد من وعي المجتمع في تقبل المطلقين والمطلقات الذين لا ندري ما سبب وقوعهم في الطلاق لنتقبلهم من جديد في تجارب زواج جديدة ؛ وفي دراسة وجد أن المطلقين والمطلقات في تجربة الزواج الثاني يكونون أكثر خبرة ودراية وصبرا ونجاحا في حياتهم الزوجية الجديدة
فكل من كتب من الكتّاب ويدعو إلى العطف والعقلانية وكذلك الخطباء والوعاظ ما نتج عنها إلا زيادة حالات الطلاق وزيادة الضغط النفسي على المطلّق والمطلّقة وإضافة بشاعة أكثر للمطلقات المظلومات أكثر.
ثمّ إنّ الطلاق ووجود المطلّقة في المجتمع يُسهّل على الكبير في السّن أن يجد من ترغب به أو من به عيب من فقر أو غيره أن يجد مبتغاه في المطلّقة لأنها أيسر في المهر من البكر غالباً فكأنها اتّفاقية (الجات) التي تقضي بحرّية تدفق السلع ( أزواج وزوجات ) فوجود المطلّقات يؤدي إلى تعدد الفرص لكن هذا مشروط بوجود النظرة الإيجابية للمطلقين والمطلقات كما هو كان قائما في مجتمعنا في نظرتنا نحو المطلقة فتجد المرأة تتزوج وتطلق وتنتقل من زوج إلى آخر والمجتمع يتقبلها ولا ينظر لها هذه النظرة السلبية وكأنها جلبت العار للأسرة مثل ما يقول بعض الآباء لبناتهم "ما عندنا بنات يطلقن"

تلاتة طلاق

تلاتة طلاق - نشرت في جريدة اليوم ملحق الأحساء 29-8-2005
في دراسة طريفة رصد فيها ارتفاع حالات الطلاق في الصيف أكثر من الشتاء وفي الأيام التي ترتفع فيها الرطوبة العالية وربما هذا ما يفسر لنا ارتفاع حالات الطلاق في المنطقة الشرقية عنها عن بقية مناطق المملكة وحيث إننا نعيش الرطوبة العالية أقول للمتزوجين احذروا التهور والاندفاع واعمل صيانة عاجلة لمكيفات المنزل وإذا اشتد بك العطش وجلبت لك الزوجة ماء حارا يحرق شفاهك فلا تتهور وتذهب للقاضي لتقول " حضرة القاضي؛ هذي بطلّقها تلاتة طلاق " !

لن أتناسى الوجه القبيح للطلاق لكن كم من أسرة تعاني الأمرّين فإذا طلّقوا تمتّعوا بالسّعادة في كنف الطلاق وقد سمّى الله سبحانه وتعالى سورةً من سور القرآن بسورة الطلاق ، ووصفه بالجمال في موضع آخر حين قال ( فسرّحوهنّ سراحاً جميلاً ) ولم يجئ في آية من الآيات ما يحرّم وما يبغض الطلاق بل نجد العبارة التي صيغت فيها الآية ( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ) ولم يقل ( إن طلقتم ) فإذا دالة على وقوع الشيء أما ( إن) فتقليل وقوعه والتشكيك فيه ثمّ أشهر ما يستدل به الكتاب والخطباء في تبغيض الطلاق حديث (( أبغض الحلال إلى الله الطلاق )) وهو حديث لم يصح عنه صلى الله عليه وسلّم فلا يستدل به ، بل نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم همّ بتطليق من شاءت من زوجاته فخيرّهن. عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قد خيّر رسول الله صلى الله عليه وسلّم نساءه أو كان طلاقاً)) رواه الترمذي بإسناد صحيح .
كما وأن التاريخ سجّل لنا حالات كثيرة من الطلاق لم ينقص من هذه الشخصيّات كونها مطلّقة كأم المؤمنين زينب رضي الله عنها أو الحسن بن علي في كثرة طلاقاته رضي الله عنه ، بل ربما سنحت الفرصة للمطلّق أو المطلّقة أن يجدا ما هو أفضل فها هي زينب يعوّضها الله سبحانه وتعالى برسول الله صلى الله عليه وسلّم ! لكن وللأسف النظرة القاتمة للطلاق من المجتمع نفسه وليس من الطلاق ذاته فهل تعلم أن الطلاق سبب من أسباب الغنى ؟ قال تعالى : ( وإن يتفرّقا يغن الله كلاً من سعته ) خاصة الزوجة التي سوف تتحصل على مهر جديد وربما مؤخر مهر من الزواج الأول ، يكثر الطلاق في المجتمعات المتحضّرة والمجتمعات الغنية وهذا ما توضّحه نسب الطلاق المرتفعة في المدن عنها في الأرياف والعكس بالعكس حيث كشفت دراسة إحصائية قامت بها وزارة التخطيط ارتفاع نسب الطلاق في المملكة 20 بالمائة ولعل تنامي اقتصاد البلد مع الطفرة الأولى والثانية يوضح لنا أكثر سبب تنامي نسب الطلاق وسنراقب حالات الطلاق مع زيادات الرواتب الجدي

حمى الوادي

حمى الوادي - نشرت بجريدة اليوم ملحق الاحساء 22-8-2005
قدرنا أن نكون مقلّدين حتى في تفاهاتنا ... مقلّدين ، فمع الإجازة الصيفية انطلق برنامج يسمّى الوادي على إحدى القنوات ليدخل شبابنا من جديد إلى أجواء ستار أكاديمي بالتصويت والمتابعة للقطات عابرة هنا وهناك تلتقطها 64كاميرا ، وأتوقف لفاصل إعلاني تواصلي مع مجموعة من القرّاء : فإلى المشايخ/ سليمان الماجد /عادل العبدالقادر ، عبدالمحسن البداح/خالد القرينيس /عبدالله السويلم :شكرا كبيرا لكلماتكم ومتابعتكم وتشجيعكم وإلى الأساتذة :أ.عبدالرحمن الشعيبي،أ.خالد السويلم أ.عيسى التيسان ، أ. خالد المنصور، الأخ :عبداللطيف العديل :شكرا لملحوظاتكم ومنها نكمل الحديث حول برنامج المزرعة كما قدّم أول مرة في السويد ثم إلى فرنسا، هولندا، أسبانيا، إيطاليا وغيرها.

فالبرنامج هو تبع لبقية البرامج المستنسخة الأخرى الغربية كبرامج تليفزيون الواقع الأخرى مثل الأخ الأكبر الذي أوقفه الغضب العارم في الشارع البحريني وبرنامج ستار أكاديمي الذي بدأ التحضير لدورته الثالثة، ويختلف الوادي أو المزرعة إلا أن المشاركين والمشاركات لهم شهرة في التمثيل أو غيره والبلاد الأوربية ليس عندهم حد للعيب وبالتالي نقلت الكاميرات صورا للمشاركين والمشاركات تجدونها منشورة على الانترنت عارية تماما أو شبه عارية ، وكعادة الجمهور المتعطش لهذه البرامج سرت حمى الوادي بين المراهقين والمراهقات بالذات للتصويت عبر رسائل الجوال والتشجيع والتعلق بها وتبدأ المتابعة على استحياء بين المراهقين ثم إذا قربت النهاية انكشف المجتمع بالمتابعة والدعاء والبكاء وشراء بطاقات الشحن للجوال حتى يتمكنوا من التصويت وطلبات التصويت من الغير في اللقاءات والمنتديات ورسائل الجوال البينية وتمتد بهم المشاهدة لساعات طويلة أمام الشاشة لكي لا يفوتهم شيء من اللقطات والمواقف الخاصة التي تدور داخل المزرعة التي بنيت في لبنان في ثلاثة أشهر ونصف الشهر بديكورات وتجهيزات استديوهات التصوير للنقل الحي والمباشر لكل التفاهات التي يقوم بها كل هايف وهايفة من المشاركين في البرنامج ، ومن غير المعلوم كم دفع لكل مشارك حتى يرضى لنفسه بأن يبقى لمدة ثلاثة أشهر مسلطة عليه الكاميرا في عيشة مع الحمار والبقرة التي في المزرعة ،
لنحاول إيجاد أمصال وتطعيمات وقائية لنحصن أجواءنا من حمّى الوادي التي استقطبت السعوديين كمشاركين ورعاة ومصوّتين بأموالهم .

شهر التسمم

شهر التسمم - نشرت بجريدة اليوم ملحق الأحساء 15-8-2005
صيف حار وإجازة وسهر .. وقفة المطبخ مملة والوجهة طبعا نحو المطاعم ، لكن الصغار وبعض الكبار يتوقون لوجبة خاصة مفضلة عندهم بطعمها وشكلها وحجمها وطريقة عرضها في الخارج الساخن الملوث بالغبار والأتربة الأحسائية أو الحشرات لتلك الوجبة التي تقف بكل لحمها العاري تأخذ بشغاف قلوب الناظرين لتعرجاتها.

تلك وجبة الشاورما التي وفدت إلينا من الشام وتلقيناها بكل ترحاب في وجبة غريبة غير منطقية عندنا خبز باللحم بالبطاطا بالسلطة بالزيت بحاجات أخرى لا نعلمها .
طريقة الإعداد هل هي البانيو أم الطست ، نوعية الدجاج هل هو من النوع المخلّع ( دجاج غير طبيعي من دون عظام ) أم هي عجينة لحمة مثلجة جاهزة من الخارج ؟!
في مصر وبجانب سينما كان يقف بائع شاورما حاذق في العرض والنداء ( الشاورما يا بتاع الشاورما ) وكان أحدهم يتناول نصيبه من الشاورما اللذيذة في كل مرة يدلف إلى السينما بعد مدة قبض على معلم الشاورما وأغلق المحل الصغير .. تساءل صاحبنا ليه ؟ حصل أيه ؟ وإذا بالمفاجأة أن بتاع الشاورما كان يشتري الحمير التي خرجت على المعاش تقاعد مبكر وغيره ويبيعها شاورما والناس تقذف بهذه الوجبة الحمارية ولا تدري بماذا تقذف في بطونها... يقول صاحبنا حسبت بعد المفاجأة غير السارة كمية الشاورما التي التهمتها طيلة مدة ترددي عليه فوجدتها تساوي عشرة حمير كاملة !!
وحيث إن المطاعم عندنا وكما جاء في دراسة ميدانية أشرف عليها د. فهد الجهيمي من جامعة الملك فيصل ، على عينة من مطاعم الأحساء وجد أن 85% من الأيدي العاملة في مطاعم الأحساء لا تلتزم بالشروط الصحية ، اجبر بخاطرنا يا فهد الجبير الله يجبر بخاطرك ورد على المقالة بجواب ما نرى لا ما نسمع يحفظ للإنسان الأحسائي صحته .
الحالة الآن وفي شهور الصيف طوارئ فقد نشرت جريدة اليوم خبر تسمم عائلة بأكملها بسبب شاورما مطعم في المبرز ، وكل من يقرأ هذه السطور ربما هو أو أحد عائلته أصيب بتسمم المطاعم يوما ما ، في الرياض وفي الشرقية اتخذت إجراءات صحية عامة مثل منع السلطات في الصيف ومثل بناء الغرف الخاصة ، تكثيف حملات التفتيش وغيرها .
أترك الشاورما هنا لأحيي القراء الأحباب :المشايخ / عدنان العفالق ، عبدالله العديل ، صالح المرشد ، سعود بوحيمد ، والأساتذة عبدالإله السلطان ، محمد السليم ، مساعد السميح ، فهد الجميعة ، خالد الحجي ، عبدالله العتيبي ..شكرا لمتابعتكم وكلماتكم التشجيعية
أحبابي الكرام ، حمانا الله وإياكم من تسمم المطاعم .

وبلشت السهرة

وبلشت السهرة - نشرت في جريدة اليوم ملحق الأحساء بتاريخ 1-8-2005
الجميع هنا يشعر بالغبطة والسروربانطلاقة برنامج (الساهر) في الأحساء ، كحملة مداهمات أمنية يشنها رجال الأمن للبحث عن المخالفات والمخالفين خاصة في الأحياء السكنية التي تستضيف العمالة بكافة ألوانها وجنسياتها .

النجاح الكبير الذي حققته والصيد الثمين الذي استطاع رجال الأمن الوصول إليه ووضع اليد عليه كان شيئا رائعا ، خطة المداهمة العشوائية والمباغتة كشفت كثيرا من المستور في أحياء سكنية لها قداستها مثل النّعاثل التي ابتليت بمثل هذه المشكلات والمصائب من مثل : وجود مصانع خمر مصغرة ،ومخدرات من الحشيش وغيره ، وصالات للرّقص " الديسكو " مجهزة بالإنارات الملونة المتواضعة ولا أدري كيف تعمل هذه المسجلات ولا يصل صوتها أم هي جُهزت بعوازل صوت خاصة - لا نعلم - ، ومن مثل مشكلات تهدد اقتصاد البلد كأوكار تمرير المكالمات التي تضر بمصالح شركات وطنية بالاضافة إلى ما يوجد في هذه المساكن من مصانع للأغذية غيرالصحية وأماكن تخزين للبضائع سيئة التجهيز ، وربما عدّة خاصة بالغش في تغيير تواريخ وأماكن بلد الصنع .
ومن واقع متابعتي لمشكلات هذه العمالة في السعودية والخليج بشكل عام ، أتعرف عزيزي القارئ بأن هناك مشكلة تتفشى بين هذه العمالة خاصة عمالة شرق آسيا بالذات وهي أعزكم الله وأكرمكم الشذوذ الجنسي.
المواقف المضحكة من محاولات هرب العمالة والتخفي والقفز والسقوط ومحاولة إخفاء ما يمكن إخفاؤه كثيرة ، وليس مهما هنا أن نأتي بشيء منها لكن المهم هو سعادتنا بهذه المداهمات ورؤية الصور التي شاهدناها ، إلا أن الجميع يحمل أمنية بأن تكون هذه المداهمات والحملات على مدارالعام ولا تتوقف بل تكون في أجندة العمل حتى لا يقر للفئات التي تتربص بأمننا ومجتمعنا كل سوء قرار.
بالتأكيد العمالة أكلت مقلبا كبيرا في هذه المداهمات المفاجئة ، لكن هي أيضا عندها من الحيل الكثيرة والألاعيب فستغير من خططها وتكتيكها لمواجهة هذه الحملات الأمنية. ففي الإمارات على سبيل المثال هناك أحياء مخصصة لكل جالية ويصعب عليك أيها المواطن دخولها والتجول فيها فتكون عليها أشبه ما يكون بالدوريات الأمنية الخاصة بها وفي الوضع القائم من حيث عدم رغبة العوائل السعودية في السكن بجوارالعمالة تجد هذه العمالة فرصتها لاستعمار بعض الأحياء بهذه الطريقة ؛ فهذه المداهمات جزء من منظومة حلول متعددة لمواجهة مشكلات سرطان العمالة السيئة وليس كل العمالة, وتعاونك أيها القارئ أهم الحلول لتلك المشكلة .

لم ينجح وحده

لم ينجح وحده نشرت بجريدة اليوم ملحق الأحساء بتاريخ25-7-2005
إجازة سعيدة لكل القرّاء ..أكتب الآن وأنا في أول أيام إجازتي السنوية ..إجازة مع سبق الإصرار حيث إني أحب أن أعمل وقتما أريد وآخذ إجازتي في الوقت الذي أريد لا في الوقت الذي تريده لي الوزارة !، قبل أن أدخل في سباق الأربع مئة كلمة لهذه الزاوية أحب أن أحيي بعضاً من القرّاء فأقول: د.خالد الحليبي أسعدتني رسالتك ، الناقد محمد بودي : شكرا لتوجيهاتك ، القاص خالد المجحد : سأتناول الطلاق لاحقاً، الأساتذة :سعد الغوينم ، سامي بوحيمد ، عبد الرحمن الخوفي ، عبد المحسن المجحم : أنا الفخور بمتابعتكم ، المهندسان : أحمد الطويل ، عبد الله الدوسري : شكرا لهداياكما ودائماً على تواصل .

ومن زاوية العطلة والإجازة أحب أن أشير لأمر يزعجني ويؤرقني وأظنكم تشاركونني الشعور بالضيق والحنق للمنظر ذاته الذي يتكرر علينا خاصة في الأحياء المكتظة والقديمة بالمحافظة ، حيث تشاهد زوايا السكك تستضيف وفي أوقات متعددة، وحتى آخر ساعات الليل أرتالا من الشباب المتجمهر والمتجمع وقوفاً وجلوساً وعلى جنوبهم وأمام بوابات المنازل المجاورة والمقابلة ، يتجمهرون وتستمر لقاءاتهم ساعات طويلة ربما لا يقطعها حتى أوقات الصلاة ، فشكا المواطن (ص) إلى مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجمهر عدد من الشباب بالقرب من بيته بشكل لافت ومزعج لأقصى حد حيث لا يأمن الرجل من تجمهرهم أمام البيت ولا على صغاره وهم يلعبون أمام منزله ، ولا على نسائه من النظرات الفضولية عند دخولهم أو خروجهم.
وقد نهى عليه الصلاة والسلام عن الجلوس في الطرقات بقوله :"إياكم والجلوس في الطرقات "
، مسألة أخذ التعهدات والتوجيه السريع الذي يقدّمه رجال الهيئة مشكورين على جهودهم أو توجيهات دوريات الشرطة لا تبدو إلا حلاً سريع الذوبان حيث إنهم ينتقلون إلى مكان آخر ثم يعودون عن قريب وفي ظل إجازة طويلة مملّة للطلاب، وتبقى نوادي الزوايا الحرجة من الأرصفة تستقبل منسوبيها الجدد من الخريجين الأبطال الذين قذفتهم المدارس إلى الشوارع بلا قبول في الجامعات ولا أعمال تستوعب إمكاناتهم الضعيفة ، ولا وجود لفعاليات و مناشط تستقطبهم فكل الأماكن للعائلات فقط ولم تعد إلا الزّوايا نادياً مفضلاً لاستقبالهم.
مشكلة التجمع والتجمهر ليس لها حد فمن إزعاج المارة ومعاكسة الغلمان الصغار ومضايقة الفتيات ، وأحيانا بالبلوتوث أو التصوير بكاميرا الجوال وأحيانا بالاستعراض بالملابس والأزياء والبناطيل وكل تقليعة شيطانية وكل قصة شعر مقززة وأحيانا بالسيارات العوراء ( معصوبة أحد العينين ) والدرّاجات النارية المزعجة، عدا الألفاظ السوقية والحركات الهابطة المتبادلة وأحيانا اصطحاب الكلاب ، مما يشكل تلوثاً في الحي ، وهنا أرسل رسالة للشيخ ناصر النعيم والشيخ صالح السلطان رئيسي مجلسي حيي السلمانية و الخالدية التابعين لمركز التنمية الاجتماعية بحل المشكلة

الزوايا الحرجة

الزوايا الحرجة - نشرت في جريدة اليوم ملحق الأحساء 11-7-2005
إجازة سعيدة لكل القرّاء ..أكتب الآن وأنا في أول أيام إجازتي السنوية ..إجازة مع سبق الإصرار حيث إني أحب أن أعمل وقتما أريد وآخذ إجازتي في الوقت الذي أريد لا في الوقت الذي تريده لي الوزارة !، قبل أن أدخل في سباق الأربع مئة كلمة لهذه الزاوية أحب أن أحيي بعضاً من القرّاء فأقول: د.خالد الحليبي أسعدتني رسالتك ، الناقد محمد بودي : شكرا لتوجيهاتك ، القاص خالد المجحد : سأتناول الطلاق لاحقاً، الأساتذة :سعد الغوينم ، سامي بوحيمد ، عبد الرحمن الخوفي ، عبد المحسن المجحم : أنا الفخور بمتابعتكم ، المهندسان : أحمد الطويل ، عبد الله الدوسري : شكرا لهداياكما ودائماً على تواصل .

ومن زاوية العطلة والإجازة أحب أن أشير لأمر يزعجني ويؤرقني وأظنكم تشاركونني الشعور بالضيق والحنق للمنظر ذاته الذي يتكرر علينا خاصة في الأحياء المكتظة والقديمة بالمحافظة ، حيث تشاهد زوايا السكك تستضيف وفي أوقات متعددة، وحتى آخر ساعات الليل أرتالا من الشباب المتجمهر والمتجمع وقوفاً وجلوساً وعلى جنوبهم وأمام بوابات المنازل المجاورة والمقابلة ، يتجمهرون وتستمر لقاءاتهم ساعات طويلة ربما لا يقطعها حتى أوقات الصلاة ، فشكا المواطن (ص) إلى مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجمهر عدد من الشباب بالقرب من بيته بشكل لافت ومزعج لأقصى حد حيث لا يأمن الرجل من تجمهرهم أمام البيت ولا على صغاره وهم يلعبون أمام منزله ، ولا على نسائه من النظرات الفضولية عند دخولهم أو خروجهم.
وقد نهى عليه الصلاة والسلام عن الجلوس في الطرقات بقوله :"إياكم والجلوس في الطرقات "
، مسألة أخذ التعهدات والتوجيه السريع الذي يقدّمه رجال الهيئة مشكورين على جهودهم أو توجيهات دوريات الشرطة لا تبدو إلا حلاً سريع الذوبان حيث إنهم ينتقلون إلى مكان آخر ثم يعودون عن قريب وفي ظل إجازة طويلة مملّة للطلاب، وتبقى نوادي الزوايا الحرجة من الأرصفة تستقبل منسوبيها الجدد من الخريجين الأبطال الذين قذفتهم المدارس إلى الشوارع بلا قبول في الجامعات ولا أعمال تستوعب إمكاناتهم الضعيفة ، ولا وجود لفعاليات و مناشط تستقطبهم فكل الأماكن للعائلات فقط ولم تعد إلا الزّوايا نادياً مفضلاً لاستقبالهم.
مشكلة التجمع والتجمهر ليس لها حد فمن إزعاج المارة ومعاكسة الغلمان الصغار ومضايقة الفتيات ، وأحيانا بالبلوتوث أو التصوير بكاميرا الجوال وأحيانا بالاستعراض بالملابس والأزياء والبناطيل وكل تقليعة شيطانية وكل قصة شعر مقززة وأحيانا بالسيارات العوراء ( معصوبة أحد العينين ) والدرّاجات النارية المزعجة، عدا الألفاظ السوقية والحركات الهابطة المتبادلة وأحيانا اصطحاب الكلاب ، مما يشكل تلوثاً في الحي ، وهنا أرسل رسالة للشيخ ناصر النعيم والشيخ صالح السلطان رئيسي مجلسي حيي السلمانية و الخالدية التابعين لمركز التنمية الاجتماعية بحل المشكلة

خل بالك من عقلك

خل بالك من عقلك = نشرت في جريدة اليوم ملحق الأحساء 4-7-2005م
يا أبا منقاش أحسنت فزد .. فعلكم يا بن العلا فعل الأسد

الأباتشي أنت من أسقطها برصاص مثل حبات البرد
هل تذكرون هذه الأبيات .. التي صدح بها د.عائض يثني فيها على حجي بو كاظم الفلاح الأكذوبة الذي أسقط الطائرة العمودية العسكرية الأكثر تطوراً في العالم ببندقية صيد وسقطت الأباتشي في مزرعته، نعم كانت كذبة أطلقها إعلام صدام الكيماوي وصدام الملابس الداخلية وصدام الجحر أطلقها وزير الكيموديا الصّحّاف .
ومع ذلك فلا زلت أذكر ذلك المساء الذي استمعت فيه إلى قصيدة الدكتور تذاع مراراً وتكراراً في الراديو ثم توالت النكات في الجوال : للبيع لأحسن سعر أباتشي معطوبة ، للمعاينة مزرعة حجي بوكاظم نكتة مضحكة في زمن البكاء بلا دموع ،زمن النساء بظل وبلا ظل .
ورغم أنها نكتة لكن الدكتور مررها لنا ملحمة تاريخية، خرج علينا عائض آخر لا نعرفه في فيلم نساء بلا ظل بطلا يجلجل بصوته بحرمة الاختلاط ووجوب الحجاب وفي مقطع آخر من الشريط حسب ما تناقلته الصحف : يجيز كشف الوجه وفي فتوى أخرى يسمح بقيادة المرأة للسيارة ، الصورة التي أظهرته فيها المرأة السعودية هيفاء المنصور مخرجة فلم السفارة الفرنسية والاتهامات المتبادلة بينها وبين الدكتور بعد العرض والمجاملات والاعتذارات والبيانات، أجلَت وبجلاء مبدأ الثابت والمتغير الذي يرسم صورة من صور الثقافة الدينية والاجتماعية التي بدأ الجميع يسمع فيها بوجهات النظر الأخرى مع قدوم الطبق الفضائي والاستفسارات والأسئلة واللقاءات التي تكون مع الضيوف (بلا حدود ) وحين تسلط عليهم ( إضاءات ) هنا وهناك .
لا شك أن التغيير الذي طرأ كما هو ظاهر في الفلم تغيير رصدته عدسة الكاميرا ببطء عبر مدة الفيلم القصيرة الطويلة حيث زمن الأشرطة السمعية والخطب المنبرية التي تحولت إلى بطولات الأفلام السينمائية ، هو تغير كبير أصاب المجتمع بأكمله تقريباً ولازالت المتغيرات تتوالى وتتعاقب بسرعة أكثر من أن ندركها حتى أصحابها أنفسهم أحياناً رغم أنهم يتبدلون إلا أنهم يتفاجأون ويفاجئون متابعيهم أيضا بحدة زاوية التغيير التي تطرأ على قائد الحافلة الذي يلتف بشدة قافلا ليطوّح برؤوس الركاب ويجعل أرجلهم تطل من نوافذ الحافلة .
بغض النظر عن كوننا مع هذا التغير الذي طرأ أو ضده نتفق أم نعترض إلا أننا يجب أن نتهيأ لهذا التغيير العاصف بربط الأحزمة وإمعان النظر والتحديق في محاولة لرصد الهزات الثقافية كي لا يعصف بنا تسونامي الفكر ولا نصبح ذات يوم ونكون كالرجل الذي فقد عقله فلا نعرف الوجهة ولا نستطيع ضبط الاستجابات.
كلمة أخيرة فقط خلّ بالك من عقلك ولا تحزن

جواز وزواج

جواز وزواج = نشرت في جريدة اليوم بتاريخ 27-6-2005م
صيف ساخن أكثر من سخونة هذه الزاوية المشاغبة في عيون قراء رائعين أظهروا تجاوبا مع كل المشاغبات السابقة - مَعلِيش - اسمحوا لي بسرعة أعمل مثل لقاءات برنامج التلفزيون القديم ثقيل الطينة ( الناس في الصيف ) وأُحيي بعض الذين تجاوبوا بالاتصال والسؤال ورسائل الجوال والبريد الإلكتروني التي انهمرت علي ّ في الأسابيع السابقة ، وأُرسل برقيات سريعة بالاسم : الشيخ أحمد الهاشم شكراً لاتصالك وأبشر! ، الشيخ رائد النعيم شاكر مشاعرك ، الشيخ عبد الله المرحوم ، حساسيتك لبعض الألفاظ الواردة لا تغير عن الحقيقة المرة. الشيخ ماهر الحافظ : أترك الحلول لك ، الأستاذة لطيفة : شكراً لكلماتك ، الشيخ طارق الفياض : أعدك بالحديث عنها لاحقاً ! ، الأستاذ عبد الله الفرحان : دائماً تشجّعنا ، الأستاذ إبراهيم التنم : هم بشروطهم لكن زميلك سيجد بإذن الله ، أكتفي بهذا القدر وأؤجل البقية لمقالات قادمة ساخنة بإذن الله !

كثير هم من عزموا على السفر إلى بلاد الله الواسعة ، هرباً من حرارة الصيف التي لا تكاد تطاق في هذا البلد ورغبة في التغيير وسياحة في بلاد الحمر والصفر والحرية التي لا حدود لها ، وبعضهم أراد السفر وخشي على نفسه الفتنة فلجأ إلى طريقة غريبة وتقليعة جديدة لم أسمع بها إلا ّ هذه السنة ، إلا أن الفاجعة أن هذا موجود وبإمكانكم الرجوع إلى موقع العربية نت على الإنترنت لقراءة تحقيق يظهر هذه التقليعة الخاصة ببعض رجال الأعمال و الميسورين الذين عزموا على أخذ جوازاتهم من دون زوجاتهم !
أتحدث هنا عن زواج على سنّة العولمة والانفتاح ، زواج بشيك بمبلغ وقدره يصل إلى المئة وخمسين ألف ريال سعودي+ سيارة فارهة + فلّة فخمة وبمواصفات خاصة في الزوجة ( جميلة ،بيضاء وطويلة وتتحدث الإنجليزية ولا تمانع حضور الحفلات المختلطة والسهرات الخاصة ومن عائلة محترمة وهنا أضع خطوطاً تحت كلمة محترمة )
وهناك خاطبات متخصصات للبحث عن هذه النوعية من الزوجات ولأجل زواجات الصيف ورحلة الصيف فقط ، لتسافر معه ويمضيان صيف العسل فقط مع بعضهما ثم يفترقان بعد العودة من السفر .
زواج مؤقّت ولفترة محدّدة ، لا يقوم أبداً على الميثاق العظيم والعقد السماوي والأمور التي من أجلها شرع الله الزواج ، أستغرب وتستغربون معي هل هذا معقول أن تتسرب لنا مثل هذه الأفكار؟! ، لكن لا تستغربوا .. ألم تقرءوا عن رجل الأعمال الإماراتي الذي عرض على ممثلة بريطانية مبلغ بالملايين لتقضي معه ليلة واحدة ، فهذه مشاغبات كبيرة لا نستوعبها نحن أحباب الله ، التقرير ذاته حمل مفاجأة أكبر وهي وجود العكس .. أي نساء ميسورات يبحثن عن شباب بمواصفات معينة لزواج الصيف بطريقة ( زواج وجواز ).

لا نريد ناديا أدبيا

لا نريد ناديا أدبيا - نشرت في جريدة اليوم ملحق الأحساء تاريخ 20-6-2005م
يُقال في السياسة : فتش عن الاقتصاد ، ويُقال في الاقتصاد : فتش عن السياسة ، وأظن أن وراء المطالبات بنادٍ أدبي بالأحساء ما وراءها من المكاسب للمطالبين، وإلا فالملتقيات الأدبية أصبحت سمة من سمات المحافظة الأحسائية المترامية حتى أن الملتقيات الأدبية صارت تبحث عن الحضور وتفتش عنه وتغريه ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً بالوجبات وبالهدايا وبطريقة ( تكفى خلّك معنا ).

تخمة المجالس الأدبية و المحاضرات هنا وهناك أغنت عن وجود هذا النادي كمسماه نادياً يقيم الأمسيات والملتقيات إلا إذا كانت هناك واجهات ومكافآت وميزانيات مخصصة تذهب لجيوب شعب الله المختار الذي سيقود دفة النادي الأدبي وسيعزز من وجاهتهم واختيار مؤلفاتهم فهذا شأن آخر .
وأظن أن نيران الكتابات الصحفية التي فتحت هنا وهناك على النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية كمثال وغيره من النوادي الأدبية كشفت الشللية التي تدار بها هذه النوادي والفئوية والتوظيف الموجه للأدب ومواده كمواد خاصة بأناس من دون أناس آخرين .
إن النوادي الرياضية وبيوت الشباب وجمعيات الثقافة والفنون والمؤسسات الأهلية كما أسلفت لو قامت بأدوارها الثقافية لما احتجنا لخدمات النادي الأدبي . إلا إذا كانت العملية استراتيجية عسكرية ودفاعية وسياسية مثل الحاجة التي دعت لوجود الجيش العراقي والحرس الجمهوري فهذا شأن آخر .
ولعل ما حصل مؤخراً بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء، من مهزلة فوبيا النقد أو عصر المماليك ما هي إلا إفراز من إفرازات النوادي الأدبية و شلليتها التي بانت وانكشفت لتمتد يدها لتوقف محاضرة بسبب أنها تتعرض لكتاب أو شعراء خريجي نوادي أدبية كما صرح بذلك رئيس البرامج الثقافية في الجمعية الشاعر والأديب / سامي الجمعان .
ومن هذه المشكلة ومثيلاتها يجب على وزارة الثقافة إعادة النظر في النوادي الأدبية القائمة والمزمع إنشاؤها بحل مجالسها وإعادة بنائها من جديد بطريقة الانتخاب والاختيار والتكوين وإشراك المهتمين والإدارات التعليمية والجامعات ومجالس المناطق والمحافظات والاستفادة من قاعدة بيانات المثقفين والمثقفات في المملكة التي بناها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وتحقيق التوازن في المدارس الأدبية وعمل هندسة إدارية لها وعمل دليل معلن لنظامها ولكيفية الاستفادة من خدماتها وأحقية تولي المرأة الأديبة زمامها ومدة مقننة لأعضائها وميزانية وطرق تمويل وخطة وبرامج ولا مانع من تخصيصها إذا كان ذلك سيعمل على تحسينها .
أما أن يكون نادياً أدبياً فئوياً شللياً خاصاً فأظن أن الجميع يتفق معي بأن هذا النادي مرفوض ولن يحل مشكلة المثقفين بل سيضيف مشكلات جديدة تطفو على السطح كبقعة الزيت التي طفت على مياه الخليج أو كسحابة الدخان التي غطت الخليج إبان حرب الخليج الثانية و حينها يأسن الماء ويتلوث الهواء وما من دواء .

مع المباراة اضبط مقاس الزوجة

مع المباراة اضبط مقاس الزوجة نشرت بجريدة اليوم ملحق الأحساء بتاريخ 13-6-2005
لا زالت صورة النافذة الزجاجية الصغيرة مع الإطار الخشبي ورائحة الأقمشة الجديدة والألوان العاصفة مع الأوساخ التي هنا وهناك والأوجه الداكنة النحيلة غير البريئة ، وأصوات متقطعة لمكنة تزعج الأذن لعشر ثوان ثم تتوقف ثم تعاود وهكذا ..
الوجه المغطى طيلة الطريق والسكة ،والذي منعت منه السيدة أو الفتاة بني عمومتها وأخوالها لا يلبث أن تقوم برفع الغطاء لتكشف عن وجهها وبكامل زينتها من كحلة العين إلى مورّد القدود إلى أحمر الشفاه ، والحديث الذي يمتد مع الخياط الهندي بكل تفاصيل الفستان من الموديل وإلى الموضة ومن البلوزة وإلى التنورة وإلى مصطلحات كثيرة لا أفقه فيها شيئا حتى هذه اللحظة ، لكن لأني صغير في السن حينها فكانت السيدة لا تأبه لوجودي أيضا داخل المحل وبالتالي إذا انتهت كافة اتفاقية الفستان ، وموعد الإنجاز ، والتأكيدات على السيد (رفيق ) بكافة العبارات مثل ( تِكءفَى ) و ( الله يخلّيك ) كلمات ربما حرِم منها الزوج إلى كافة الرجاءات بأن ينتهي من الفستان بسرعة وفي التاريخ المحدد لأنه موعد الحفلة الفلانية أو العلاّنية ، وبعد الاتفاق على السعر ولم يبق إلاّ المقاسات التي ربما لا يسعفها فيها الثوب القديم لتغير طرأ في مقاساتها ، فحينها لا تمانع بدخول المحل ليأخذ الأستاذ رفيق المقاسات بنفسه ليتوقف بشريط المقاس في الأماكن التي يريد أن يتوقف عندها بحجة أخذ المقاس !
تلك المهزلة التي عشناها في أول الثمانينيات الميلادية ، قضت عليها جهود الخيرين والغيورين بأنظمة مثل منع دخول الزبونات إلى داخل محل الخياطة ، ومثل عدم السماح بفتح دكاكين خياطة في وسط الأحياء واشتراطهم كونها في الزوايا ، وغيرها من الاشتراطات التي حدت من مشكلات الخياطين .
لكن ما حدث في إحدى ليالي عروض مباريات المنتخب الأخيرة ، أني ذهبت مع زوجتي إلى أحد خياطي النساء ، فصادف وصولنا وجود عدد من النساء عند النافذة الأولى ووجود امرأة مع زوجها فيما يبدو عند النافذة الثانية لمحل الخياط
وكانت الزوجة تتحدث إلى الخياط مدة طويلة في شرح لأمور وتفاصيل الفستان ولم يتبق إلا المقاس ، فقام الزوج بالتبرع بأخذ متر المقاس من الخياط وفي الشارع وأمامنا أنا والزوجة والأطفال تم أخذ المقاسات المطلوبة تحت توجيهات السيد الخياط ( رفيق )
طفلي (عبدالمجيد) وآه طويلة من عبدالمجيد يمتلك ضحكة مستفزة لم يتمالك نفسه بإطلاقها حين رأى هذا المشهد غير المألوف حتى لطفل لم يتجاوز الخامسة ، كانت اللقطة سريعة وأصابتنا جميعا بالذهول ، لكن فيما يبدو لي أن عجلة الزوج ليدرك ما تبقى من المباراة ، وخلو الشارع من المارّة مبرر قوي لأخذ المقاسات في الهواء الطلق

بيبي كليب

بيبي كليب - نشرت في جريدة اليوم ملحق الأحساء 29-4-1426هـ
لفت نظري في الأسبوع المنصرم لوحة كبيرة تحمل إعلانا عن منتج من منتجات الحليب الخاصة بالصغار وتحمل عرضا تسويقيا عبارة عن هدية اسطوانة ليزرية تحمل عددا من الأغاني ولا أدري ما الأغاني التي سيحملها لنا هذا القرص؟!،
وكأن العملية ناقصة زيادة من كوم الأغاني التي تنهمر علينا من فوق ومن تحت ومن السيارات التي بالجانب وفي الراديو وأصوات الأغاني بالجوال وحتى داخل المساجد لم تسلم المساجد من ( أخاصمك آه ) وأخواتها
ألعاب الأطفال لم تعد بريئة كما هو المعتاد بل أصبحت العرائس الصغيرة ترقص وتغني بكلمات الحب والهيام وبرقصات المحترمة فيفي عبده وغيرها من المحترمات التي تقول في مقابلة لها لما سئلت كيف ترقص بملابس أقل ما يقال عنها أنها قليلة أدب قالت : إنها تعتبر كل المشاهدين إخوتها وأنهم محارم لها وعجبي !
ربما يكون هناك رابط حقيقي بين الحليب والرضاعة وطريقة المغنيات هذه الأيام بعرض بارز لمنطقة الصدر وإجراء عمليات تجميل لهذه المنطقة حتى أصبحت عروض الفيديو كليب أكبر أسلوب توعية بالرضاعة الطبيعية ومصادرها !!
أنا متفائل جدا لكن الرؤية التي أمامي قاتمة فأظن أن كلكم تابع اللقطات التي بثت على الإنترنت لمشاهد في صفوف المدارس والمعلمين يطبلون للطلاب والجميع يرقص ولعل أشهرها مشهد " وين الحركاااات الفتحة والضمة ؟" مشهد مضحك ... مضحك بالفعل . ولقطة هي الأخرى تتبادل على الانترنت لمعلم من مدينة الأحساء واضحة كافة معالم وجهه وشخصيته ومادته وهو يغني للطلاب والطلاب يرددون خلفه .
هل ستصبح مدارسنا وبيوتنا أكاديميات لتخريج المغنيين والمغنيات أو بمعنى آخر سوبر ستار أو ستار أكاديمي كبيرة تخرج لنا نسخ من " هشام "
نحتاج مراجعة كبيرة لطريقة تربيتنا لصغارنا ومحاولة عاجلة لانتشالهم وانتشالهن من الهجوم المتتالي للأغاني من حولهم حتى لم يعد هناك طفل قد سلم من تلوث الأغاني وترديدها حتى أنهم يحفظون مقاطع الأغاني الجديدة أكثر من حفظهم لمقاطع آيات القرآن ، وللأسف بعض الآباء تجده يفاخر بأن صغيره يحفظ ويردد الأغنية الفلانية ويجيد الرقص ويطلب منه أن يؤدي ما يحفظ من مقاطع أمام زملائه وأصحابه وكأنه يشجّعه على أمر محمود ، وإذا كان رب البيت بالدّفّ ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص "
عولمة الأغاني التي تحاصرنا من كل حدب وصوب لتشجع أبناءنا على الغنى في سباقات على الهاتف وعلى الفضائيات وأحيانا من شركات أجنبية تخيم في دول عربية مجاورة لتعلن إعلاناتها بصفحات كاملة تدعو الراغبين والراغبات للدخول في المنافسة على الغنى والأغاني للوصول للشهرة وخوض غمار المنافسة أمر خطير
والأخطر منه أن تكون هناك جامعة بمسمى أكاديمية تدرس الشخلعة أو ما يعرف حديثا باسم الفن

بدي أعيش

بدي أعيش - نشرت في جريدة اليوم ملحق الأحساء تاريخ 22-4-1426هـ
تناولت في المقالة السابقة مشكلة العانس المسكينة ولعلي أواصل العرض مبتدئا بالحديث حول الأسباب ، فأقول :

الأسباب الكثيرة تتقافز أمامي وأذكر هنا بعضها مع علمي بأن الكثير والكثيرات يعرفونها لكن من باب وضع الإشارات : عنوسة الشباب وعدم اهتمامهم وعدم رغبتهم تحمل المسؤولية وربما ضعفهم ووهنهم عضويا واسأل ولا حرج عن أرقام الاستهلاك الحقيقية للمنشطات والحبوب الزرقاء وغيرها ، أيضا : غلاء المهور والطبقية والقبلية والمشيخة والخضران والزرقان والأمور التي ما أنزل الله بها سلطان ، الزواج من غير السعوديات -ولا أقول الأجنبيات، البطالة بين الشباب وأنتهزها فرصة لأحيي بادرة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بتبرعه بـ40 مليون ريال لصندوق توظيف السعوديين التي ستساعد على تسيير عملية الزيجات بإذن الله ، ارتفاع تكاليف المعيشة والكماليات ، استكمال الدراسة ، انهيار معيار " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه " ليستبدل بمعيار شختك بختك ، ارتفاع الذائقة لدى الشباب وطلبهم فتيات شقراوات غنجات خالعات مثل اللاتي يرونهن في الفضائيات ، تخلي الآباء عن مسؤولياتهم في تزويج أولادهم ذكورا وإناثا وإصرارهم على الاعتماد على أنفسهم في ذلك وينسون أن من حق الأبناء على الآباء تزويجهم وفي هذا لا فرق بين ذكر وأنثى .
انتشار أفكار تعاكس الطبيعة مثل الحرب على الزواج المبكر ، و تشويه صورة التعدد والمعدّدين ،
تفكك المجتمع وعدم معرفتهم ببعض مما يجعل البحث عن فتاة صعب جدا مع أن البنات يملأن البلد ، السفر للخارج واكتفاء الشباب بالعطلات والإجازات عن تحمل مسؤولية الزواج والأسرة والأولاد ويشهد لذلك ارتفاع أعداد إصابات الإيدز سنة بعد أخرى ، انفصال العرسان الجدد عن أهليهم وسكانهم المنفرد في شقق مباشرة مع الزواج وهذا بالمناسبة من عادات اليهود .
تخلي المشايخ وأئمة المساجد عن دورهم في التقريب والتأليف والستر على بنات الناس ، فابحثوا لي عن شيخ حتى ولو كان ممن يدعون اهتمامهم بالمشكلة يذهب بنفسه لبيت فلان أو لعلان ليعرض ابنة فلان ويرغبه في نكاحها عزبا كان أم متزوجا .( لا يوجد )
تلك بعض وليست كل أسباب المشكلة ، لكن تبقى الحلول القائمة مجرد مسكنات خاصة مشاريع التزويج الفردية و أعرف بعض أصحابها وللأسف أقول- وليحزن من يحزن- مشاريع فاشلة لم تنجح إلا في عدد قليل من الزيجات ينتهي أكثرها بالطلاق لأنها مشاريع فردية وقتية يحقق بها الشيخ لنفسه زوجة أخرى وأخرى ويتوقف بعدها لتتضح الفكرة وهي زواج الشيخ وليس حل مشكلة العنوسة .
أملي كبير في معالي وزير الشؤون الاجتماعية الجديد بأن تكون ظاهرة العنوسة ملفا من الملفات التي يوليها اهتمامه ولا تنسوا دائما المسكينة التي "بدّها تعيش" .
ضياع الأعراض - نشرت في جريدة اليوم ملحق الأحساء بتاريخ 15-4-1426هـ
للأسف ظاهرة العنوسة تطرح وتناقش بشكل سطحي وبدون اهتمام وكأن الأمر لايعني أحدا فطرح بسيط خفيف كشطيرة الجبن نأكل بعضها على طعام الإفطار ونترك الباقي على المائدة ، نتناول العنوسة كأي نكتة وكأي طرفة ونرمي بأسباب المشكلة هنا وهناك ولا نتهم أنفسنا خاصة المشايخ والعلماء ، إذا طرحنا العنوسة نتناولها تناولا يعالج العرض ولا نعالج أسباب المرض ، لماذا بالفعل ندس رؤوسنا في الرمال ولا نطرح المشكلة بحجمها المأساوي ؟!

وللأسف إذا ما طرحت المشكلة في مجمع رجال فأول ما تطرح يذهب الرجل بفكره إلى صورته الذاتية وعشرات العرائس يغمزن له بأعينهن ويخطبن ودّه وهن كالحور العين ينتظرن مقدمه على أحر من الجمر فتجده مباشرة يقول :إن الحل في التعدد .
أعزائي ؛ المشكلة خطيرة تعاني منها الشعوب العربية بأكملها وليست المعاناة في السعودية فحسب فالعنوسة في تصاعد في مصر وتتضخم في الكويت وتكاد تنفجر في لبنان فتقول الإحصائيات إن نسبة العنوسة في لبنان ستصل إلى 60 % في عام 2010ميلادية .
المشكلة تكبر وتخلف لنا مشكلات كثيرة مثل الفقر والبطالة والتسكع والفساد الأخلاقي وضياع الأعراض ، ونحن لم نولِ الموضوع ما يستحقه بالفعل ، لا أكاد أبالغ بأن المشكلات التي يعيشها المجتمع والأمة الإسلامية سواء منها السياسية والاقتصادية والأمنية إذا ما جمعناها واتبعنا المنهج العلمي في البدء بالمشكلات التي تكون أكثر تكرارا وأهمية وتشكل التحدي الأكبر بين المخدرات والأمن والإرهاب والفراغ وغيرها لاخترت العنوسة والطلاق - ولي عودة بإذن الله لطرح جريء في مسألة الطلاق - لماذا ؟لأن المجتمع والدولة ما هي إلا مجموعة أسر فإذا استطعنا أن نعالج خلايا المجمتع وحل مشكلاته وأزماته لاستطعنا حل بقية المعضلات والمشكلات الكبيرة والصغيرة التي تتوالد هنا وهناك ،
أحبائي ، هل نتصور مشكلة تلك المسكينة التي تحملت لقب عانس وغالبا من غير ما ذنب تجلس في بيتها تنظر وبحسرة إلى ورقات التقويم السنوي يوما بعد يوم تتقطع أمامها وهي بلا دور طبيعي رباني جبلي فطري وهو أن تكون زوجة وأما . صدقوني نظرة واحدة منها للمرآة وهي تعطيها تعكس وجنتيها وخصلات شعرها واستدارة ثدييها وهي تقول كل هذا لمن ؟ كل هذا تنتهي صلاحيته ولا أحد بالحلال يطرق بابه ؟ تجوع المسكينة فتأكل ، وتعطش فتشرب لكن شوق اللقاء كيف تجد له مسكّنا ، أبواها وإخوتها كلماتهم ودعاؤهم وحتى رنين الهاتف من حولها وحتى طرقات الباب كلها تترقب معها المسكينة القادم الذي لا يأتي ، الكل هنا من حولها مسرور وسعيد لكنها هي وحدها تحمل هم نفسها ولا تستطيع البوح بألمها حتى لأقرب الناس لها لا همسا ولا كتابة .
قولوا أيها القراء هذه المسكينة بأي ذنب ( عُنّسَت ؟!)

يا فرحة ما تمت

يا فرحة ما تمّت ؟! نشرت في جريدة الحياة عدد يوم الإثنين 6-11-2006

تتحرك الأوراق النقدية أمام أعين ( ع.ع) وهو يسمع صوتها ترتطم الواحدة بالأخرى بين أصابعه بطريقة أوتوماتيكية تجمعت عنده بعد سنوات من عمره ووظيفته التعليمية التي علمته العد وجدول الضرب والقسمة وحساب الأرباح والخسائر ، موسيقى الأوراق النقدية ومنظرها الأخّاذ اللذيذ ، لم يقطعا فكره وهو يتذكر أنه عمل في وظفيته الحكومية وقارب التقاعد لكنه لم يصبح من أصحاب الثروات كما كان يحلم في صغره ، لكن - ويبتسم ابتسامة فيها نوع من المكر والدهاء – أحسن مشروع استثماري قام به ، هو زواجه من ( معلمة ) الله عليك يا أم محمد إذا انتهى الشهر وأعطيتني( الشيك )وأنت تقولين لي (سم يابو محمد) ، يا أم محمد؛ الخير قادم في الطريق ، والفقر راح ، و الزمن تغير ، وهذه الخمسة آلاف ريال التي استعدتها من أخي بعد أن ماطلني فيها كثيرا قد رجعت وغدا أضمها مع بقية المبلغ لتكون عندي 100 ألف ريال ، أغامر فيها مغامرة العمر ! نعم المغامرة كبيرة ، لكن أنا لست فأر التجارب بل تريثت و شاهدت وسألت عن شركات استثمار الأموال حتى وصلت لمرحلة اليقين أنّ المال فيها أمان ، و الأرباح سوف تأتي بعد ستة أشهر بالضبط.

تخلص (ع.ع) من أي خوف تسرب إلى نفسه أو تشكيك وقلّل من قيمة التحذيرات التي قرأها في الجرائد،نحن أذكياء ولا تؤثر فينا مثل هذه التحذيرات فالتجربة خير برهان فما دام الناس حققوا أرباحا فحشر مع الناس (عيد) ،

بعد شهرين من عملية المغامرة المحسوبة والمحسومة النتائج ، جرت الرياح بما لا يشتهي ( ع.ع) وانقلبت الأرباح الكبيرة إلى خسارة فادحة ، نحن هكذا ، نحب هذا النوع من المغامرات وننجرف وراءه ، ولا نتوب ، ونكرر الخطأ تلو الخطأ ، والمشاكل التي من هذا القبيل تقع أحيانا بشكل وبائي وفي عائلة واحدة تجد أكثر من مصاب ولعل خسارة أكثر من خمسين فردا و من عائلة واحدة في مساهمة شركة خليجية وهمية وبمبلغ طائل وبالملايين شاهد آخر ، والرحا تدور وتطحن المزيد من الطامعين ، تلك المأساة التي خرج بها الناس من شركات توظيف الأموال لم يتوبوا منها بل لملموا جراحهم بعدها ودخلوا في منافسة حامية الوطيس ومع سوق الأسهم التي لا يعرفون أدبياتها ولا طريقة التعامل معها وبدون أدنى ثقافة دخلوا برؤوس أموالهم بل وبقروض بنكية في تلك الأسهم ليخرجوا بجراح جديدة غيرت من واقع بعض الأسر والمستوى المعيشي الخاص بها وقلبت وغيرت من تركيبة المجتمع لتهوي بأناس إلى الفقر ومد اليد !

ولا ندري ما تخبئه الأيام من مفاجآت خاصة باستثمار الأموال وحلم الثراء السريع الذي يداعب أخيلة أناس كثر وفي انتظار ضحايا جديدة لتلك المغامرات التي أصبحت سمة من سمات هذا الجيل المندفع وراء الأحلام .

السبت، نوفمبر 04، 2006

البنت الحلوة

لبنت الحلوة

عبدالمنعم الحسين الحياة - 14/11/05//

«أيام كنت أدرس في المرحلة الثانوية... قبل سنوات»، كانت هناك فتاة صغيرة في سن ست سنوات أو أقل، تتردد على الحارة التي أقطنها من فترة إلى أخرى، في زيارات متقطعة أو شبه منتظمة مع أهلها. الفتاة الصغيرة بكل براءة الطفولة وبكل سحر البراءة، يلفت نظرك الهدوء الجم الذي يلفها.
هدوؤها وسكينتها وسحرها الوادع الجميل، كدّره وشابه وغدر به حلاوة الفتاة التي زادت عن حدها حبتين، إلى حد أزعج والدها وأهلها، وكل من لهم بها قرابة وصلة أيضاً... وحتى لا أمارس عليك عزيزي القارئ نوع معاياة وأحجية، سأفسر لك أكثر، ماذا أعني بالحلاوة الزائدة التي ابتلاها الله بها! كانت المسكينة تعاني من المرض الحلو، مرض السكر. ويرتفع السكر في دمها إلى حدود عليا، ويلزم المسكينة تناول جرعة من الأنسولين عن طريق الإبر المؤلمة، وفي شكل يومي.
تلك معاناة فتاة حلوة واحدة. الله أعلم كم هي المعاناة التي يعانيها والداها وذووها. ذلك المرض الحلو الذي يغزو أجسادنا ويهاجمها بلا هوادة أو رحمة، من غير تمييز بين صغير وكبير، تسجل حالات الإصابة به أعلى معدلاتها في العالم عندنا في السعودية، حتى إن بعض التقديرات تقول إننا مقدمون على نسبة 25 في المئة من سكان الخليج سيصابون بداء السكر، وربما أكثر. وفي دراسة، توقع أحد الخبراء أن يصل عدد المصابين بداء السكر في الإمارات إلى 50 في المئة عام 2025. وقد كشف برنامج الأمير محمد بن فهد للكشف المبكر عن مرض السكر، الذي نفذ في المنطقة الشرقية من السعودية، حالات كثيرة لم تكن تعلم عن حالها شيئاً، إلا بعد الكشف العشوائي.
تفوقنا في عدد الإصابات على أميركا وغيرها من الدول الغنية، وآتي بهذه المقارنة حتى أفك الارتباط بين السكر والدول الغنية، إذ عرف الفراعنة في بعض رسوماتهم مرض السكر، ولا أدري كيف؟ والغريب أن هناك جغرافيا بمرض السكر، فالصين تسجل أقل حالات الإصابة به، مع انها تعيش أوج انتعاشتها الاقتصادية.
وهناك أسباب عدة، ظاهرة وغير ظاهرة، ساعدت في انتشار وباء السكر بين «ظهرانينا»، ربما يكون النظام الغذائي السيئ الذي نحيا به، من الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والعصائر والحلويات، ونسيان الفواكه والخضراوات... أحدها، إضافة إلى نظامنا الرياضي الخامل، إذ حصرنا ممارسة الرياضة في التشجيع والصراخ من وراء الشاشات، ولم تنفع معنا كل توسلات «هيفاء» بممارسة أي حركات رياضية، حتى ولو كانت المشي بخطوات قليلة، عدا فئة الشباب المتسكع في الأسواق، الذي يلاحق ويتابع أي لون أسود يتحرك. ويقال إن المشي لمدة نصف ساعة ثلاث مرات أسبوعياً، يحد في شكل كبير من الإصابة بالمرض. ومن الأشياء التي تسبب الإصابة بالمرض: الوراثة ولا شك، ومنها أمور نفسية ناتجة من ضغوط الحياة، وقد يكون منها الذنوب، فما نزل بلاء إلا بذنب. وفي دراسة نشرت نتائجها أخيراً، عن أن مرض السكر يسبب خسائر اقتصادية مباشرة وغير مباشرة، على الاقتصاد السعودي سنوياً، تبلغ أكثر من خمسين بليون ريال في السنة الواحدة!
السؤال الذي أختم به المقال: لماذا لا توجد عندنا في الأحساء عيادات خاصة بمرضى السكر، تقدم الرعاية والدواء والتوعية، مثل التي توجد في محافظة جدة؟ أم أن بنات جدة أحلى؟

هل سنكتب أسرع مما نقرأ؟

هل سنكتب أسرع مما نقرأ؟

سؤال قد يبدو غريبا بعض الشيء أو الشيء كله ، فمنذ نشأنا وترعرعنا في المدارس أن الإنسان يستطيع أن يلتهم بعينيه سطرا كاملا قراءة ، وقد لا ينتهي من كتابة كلمة واحدة في نفس الوقت وكلما تطور الإنسان في سرعة القراءة فإن التطور في سرعة الكتابة يرافقه أخطاء كثيرة خاصة النحوية والإملائية ، هذا هو المنطق المعتاد والذي سرنا عليه ، أما ما يحدث حاليا في سوق محركات السواقات الليزرية فإن عام 96 م كانت السواقات الليزرية تقرأ بسرعة 2x

وربما أسرعها 8x بينما سواقات الكتابة فإذا وجدت عند البعض فهي تكتب بسرعة 2x

فقط ، وأذكر أن أول سواقة أقراص ليزرية للقراءة فقط ابتعتها كانت بسعر (1600) ريال سعودي يعني قيمة جهاز حاسب آلي متوسط المواصفات في الزمن الحالي وبكل عتاده من الشاشة إلى الفأرة والوسادة الخالية ، أنا متأكد تماما من الرقم ولست واهما والأسعار في الحاسب مجنونة أكثر من جنون الطماطم فهنيئا للطماطم العقل الذي منحها إياه جنون أسعار الحاسب !!

أعود للنقطة التي أود الكتابة عنها وهي تزايد سرعات القراءة للسواقات الليزرية التي تزايدت بعد ذلك وبسباق مطّرد وصل إلى 16سرعة ثم 24 ثم 32 ثم 48 وأخيرا 52 ولا أعلم عن سرعة أكبر من هذه السرعة ، الغريب في الأمر أن الفرق في السرعات للمستخدم لا يبدو جليا وواضحا كثيرا ، إذ أن الفرق بين السرعات المتقاربة لا يشجح على القفز لشراء سرعة أعلى وأخذ المستخدمون يقارنون بين السواقات بقدرتها على قراءة أنواع الأقراص الذهبية والفضية والمنسوخ وضمان الاستخدام ولم يهمهم كثيرا أمر السرعة بدليل كثرة الطلب عل نوع teac

الياباني رغم توقف سرعته على 40 سرعة !

أما حديثنا فهو توالي تزايد سرعات سواقات الكتابة على الأقراص المدمجة الليزرية وشدة التنافس بين الشركات المصنعة خاصة الكورية التي لعبت في السوق بشكل شبه سيطرة كاملة ..أقول زادت السرعات في الكتابة إلى أن وصلت مؤخرا إلى 48 للكتابة العادية وسرعة 16 للكتابة المعادة المكررة وهذا ما جاء في إعلان شركة السواقات ( بينك ) التي طالعتنا بهذا الخبر مطلع الأسبوع الحالي على المواقع المهتمة بقطع الحاسب ومواقع الانترنت متفوقة بذلك على أقرب منافس في السرعة وهو شركة liteon التي توصلت بمنتجها إلى سرعة 40x 12

بالتأكيد لا أتوقع صمتا من الشركات الإغراقية مثل LG التي هبطت بأسعار السواقات 32x

إلى سعر 300 ريال آخيرا في السوق المحلي .

السؤال الآن بعد التزايد المتوالي في سرعات الكتابة هل سنصل إلى سواقات تكتب بسرعة أكثر من السرعة 52 مما يعني تفوق سرعة الكتابة على القراءة ؟!!

الجواب ما تعده الشركات المتنافسة وما ستنزل به في معارض الحاسب القادمة مثل الجتكس والكومدكس القادمين ، أخيرا أود أن أنبه القارئ العزيز إلى ملحوظة أجدها مهمة جدا لا تهتم بالسرعة في الكتابة إذا كان الفرق في السعر عاليا فتصوري أن سواقة بسرعة 24 x أكثر من كافية أما المتنافسين في السرعات فهدية أموالهم إلى اللاعبين في السوق !!

كذلك انتبه للأقراص الجاهزة للكتابة في سعتها وسرعتها فغير مجدي أن تكون سواقتك سريعة جدا والسرعة التي يتقبلها القرص بطيئة أقل بكثير فحينها لن تنفعك سرعة سواقتك شيئا ، أضف إلى ذلك أنك تحاول دائما أن تكتب بسرعة أقل من القصوى في السواقة حتى تتلافى الأخطاء وحرق الأقراص ورميها إلى سلة المهملات .

مرت سنة

مرت سنة

القيصرية ليست مجرد سوق ، القيصرية مركز تجارة محلي بل خليجي ، القيصرية ليست مجرد تجارة وبضائع ، القيصرية سوق مختلف ومجمع مختلف لا يكفي أن نقول فيه أنه تراث فقط ،

يعني بشيء من التقريب إذا كان الأمريكان جرحوا في برجين ، فنحن جرحنا على قدّنا في سوق القيصرية والعجيب أن كلا العمليتين كانتا في الصباح الباكر ، لكن هم كانوا في يوم عمل وكنا في يوم إجازة ! سمعنا اتهامات هنا أو هناك تقول أن العملية بفعل فاعل ؟! ربما ماس الكهرباء أو غيره ؛إذا كان الأمريكان عندهم 11 سبتمبر فنحن عندنا 2 شعبان جرح غائر ، وكبير ، وطعنة في الظهر ، الحريق أتى على 80% من المحلات يعني طبخ الهريس بالحساوي بالنعل بالبهارات بالعود ، أنا لم أشاهد الدخان ولا الحريق ولم أشم الرائحة لكن إذا كان لون الدخان واحدا فإن الرائحة كانت غريبة مرة خشب ومرة بلاستيك وأحيانا رائحة عطور وأطياب وأحيانا أخرى طبيخ وأظن هذا السبب الذي جعل رجال المطافي يؤدون عملهم بمزاج مختلف !

الخسائر بالملايين وأكثر من مئتين محل كلها احترقت وصار أصحاب المحلات يضربون كفا بكف الخسارة كانت مضاعفة خسارة بضاعة ومحل وموسم إنا لله وإنا إليه راجعون ..بكاء وإغماءات بعض أصحاب المحلات حاول يدخل السوق في محاولة شبه يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، أحدهم بكى كالنساء وهو يقول : تحويشة العمر ضاعت !!

نار كبيرة ومصيبة عظيمة أصابت أهل الحسا في مقتل ، المضحك المبكي أن واجهة القيصرية طليت باللون الأبيض ولا أدري ما السبب ؟ هل هو (مرهم ) حروق أم أنه جراحة تجميلية !

سرعة توفير محلات بدل المحلات في سوق الخضار السابق كانت حلا مؤقتا ، لكن المحلات صغيرة ولم تف بحاجة التجار أصحاب المحلات ، أحيانا بعض الأدوية تسبب الغثيان وربما هذا نوع منها

..على الفور وعلى وجه السرعة ابتدأت الدراسات والوعود والأشكال الهندسية والمعمارية التي ستكون عليها السوق بعد التجديد ، لكن مرت سنة كاملة ولم يحدث شيء !

أيها الأعزاء ، الكتاب والشعراء ، يا من رثيتم القيصرية عذرا ، القيصرية كانت أكبر من أن ترثوها ، القيصرية شيء كبير لم نفقده نحن فقط بل حتى السياح خاصة أهل الخليج .

وربما الأكثر غرابة أن حريقا هائلا أتى أيضا على سوق الحراج ، أتمنى أن تكون حملة الدفاع المدني ( الوقاية هي الغاية ) حاجزا أمام هذه الحرائق التي أتت على مقدرات كبيرة في البلد وعظم الله أجركم !

جريمة الباندا إنجاز أمني وتراجع أخلاقي

جريمة (الباندا) إنجاز أمني وتراجع أخلاقي

تعقيبا على الخبر الذي نزل بالجريدة وعلى الصفحة الأولى عدد يوم الثلاثاء الموافق 13/7/2004م حول القبض على برجس وصاحبيه ، لا أظن أن سويا مهما كان يحمل من توجه وأفكار سعوديا أم مقيما إلا واستنكر الجريمة غير الأخلاقية والإنسانية التي آلمت الرياض بشكل خاص وآلمت الوطن بشكل عام ، فقد قرأت عن المشكلة والفيلم التسجيلي عبر رسالة تحذيرية من الجوال ذي الكاميرا ومشكلاته ثم مالبثت أن قرأت في المنتديات الانترنتية وتعليقاتها على الحدث واستنكارها له ودعاءها على المجرمين المغتصبين بأن يقعوا في أيدي العدالة .

وإن سرعة وصول رجال الأمن للمجرمين والقبض عليهم لهو واحدة من الإنجازات الكبيرة التي يحققها الأمن ورجاله .

ولكن هل من وقفة مع المشكلة فلا أظن أن المشكلة في جوال الباندا ذي الكاميرا ؛ بل توقف دور الجوال على تصوير واقعة لا ندري بالتحديد كم مرة تتكرر على مستوى المملكة بشكل يومي فلا توجد حسابات ولا إحصاءات خاصة وإن كثيرا من المشكلات الأخلاقية تطوى بالستر حفاظا على أسرار العائلات وحفظا على صورة المجتمع ، والجوال الكاميرا أظهر المشكلة بقوة للأسر السعودية التي اهتزت بشكل كبير للحادثة وأخذت تعيد حساباتها أين يكمن الخطأ وما هي الثغرات الأمنية التي من الممكن أن يتوصل لها أمثال (برجس ) لبناتها .

هل هو الطبق اللاقط غير المنضبط ؟ أم هو الجوال غير المراقب ؟ أم الصديقات والصويحبات غير المعروفات ؟ أم انشغال الأبوين عن الأولاد وعدم القرب منهم وإسناد المهمة للسائق والمربية والخادمة ؟أم الأقراص الحاسوبية الخلاعية التي نقرأ أرقام القبض والإتلاف لها بمئات الآلاف يوميا ؟ أم الانترنت والتصفح غير المنضبط وغرف الدردشة التي تعج بالذئاب البشرية وما يحدث فيها من استغلال لسذاجة الأنثى باستدراجها لكشف وجهها أمام كاميرا الواب ثم تظهر بعده كامل الجسد والأب المسكين يظن أن فتاته منهمكة في البحث المعلوماتي ولا يعرف المشكلة الكبرى التي وقعت فيها ابنته ؟

أم نلقي باللائمة على العنوسة وتأخر الزواج ومسبباتها من البطالة وارتفاع ذائقة الشباب بسبب النظر لفاتنات الفضائيات .

أم تكمن المشكلة في إفراط الثقة في الفتاة وعدم وجود مراقبة لتصرفاتها وطريقة لبسها ونوع العباءة والحجاب وحاجياتها في البيت والمدرسة ؟

وهل تكمن المشكلة في المجلات التي تروج لعولمة الفتاة ونشر ثقافة ئ( الدغيدغي) وما شابهها .

لنعِد الحسابات أيضا على مستوى المؤسسات الرسمية والاجتماعية مثل المدارس ومرشدات الطالبات والأسواق ومراقبتها ووضع لائحة صارمة للتعامل مع المعاكسين والمتسعكين في الحدائق والأسواق الذين أخذوا في التمادي والإصرار في معاكسة الفتيات حتى مع وجود المحارم

ونراجع حسابات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هل بالفعل تأهيلهم كافٍ ؟ وهل عددهم وتجهيزاتهم كافية هي أيضا ؟ هل هناك حاجة لتوظيف عناصر نسائية في الهيئة ؟

ونراجع حسابات الجهات الخيرية في أدوارها التثقيفية والاجتماعية ؟ ونشد من أزرها ونوجهها ونساعدها في مهمتها بالطريقة التي تراها وزارة الشؤون الاجتماعية بحيث ترفع موازناتها والبرامج التي تقدمها والانتشار في المجتمع .

ونسعى عن طريق رجال الأعمال بدعوتهم للمساهمة وفي حال لم تجد المساهمات التطوعية فنلجأ بالحصول على الدعم لها ولو بضريبة إجبارية لتوجّه نحو هذه البرامج وهذه الأعمال النفعية .

ولنعمل على تقصي كافة الكتاب والكاتبات سواء في كتاباتهم أم محاضراتهم ولقاءاتهم التلفازية والفضائية الداعين للسفور والاختلاط بكلامهم المباشر وغير المباشر ومساءلتهم وعرضهم على القضاة الشرعيين تماما كما يعمل برجال الإرهاب أو المنظرين وأصحاب الفتاوى الإرهابية .

ولنعقد لقاءات للمختصين والمختصات وورش وجلسات عمل ومؤتمرات في السعي والتفكير في أفكار للدور الوقائي الاجتماعي مثل نوادي اجتماعية و هواتف إرشادية ، ومجالس أحياء خاصة بالنساء ، وأنشطة مدرسية مسائية ، أو أي طريقة استثمارية لطاقات وأوقات الفتيات ، ونفكر في إنشاء مراكز نفسية تعالج حالات المغتصبات وتعيد تأهيلهن ليعيشوا في المجتمع من جديد .

إن الصورة القاتمة التي تناقلتها أجهزة الجوال والانترنت لمنظر الاغتصاب لهو ناقوس خطر يدق في آذان المجتمع بكافة فئاته .

يجب علينا أن نسعى لحماية فتياتنا وشبابنا من الطوفان بأي ثمن ؟

في ستين داهية

( في ستين داهية )

لم يخطر على عقل و بال [جراهام بل]( 1847-1922) ذلك الاسكتدلندي الأصل الذي اخترع الهاتف سنة 1876م أن اختراعه سوف يمتد ويتطور ليصل إلى الآذان والأفواه في جميع أنحاء العالم وبلا أسلاك ، فقط عبر الأثير تنتقل آلاف الكلمات الفارغة

والملايين من الرسائل التي تحمل مضامين و رسومات أقل ما يقال فيها أنها تخدش الحياء ويتبادلها الناس ومن فئات عمرية مختلفة ، أقول لو خطر على باله ذلك لكتم على نفسه ذلك الاختراع ولم يخبر به أحدا ومضى بسره ،

ولو رجعه الله إلى الحياة مرة أخرى وأطل على بعض أسواقنا ورأى المعاكسين من الشباب الجلف الذي يرمي بأرقامه على الفتيات وبشكل مقزز وجريء تصل به الجرأة إلى حد أن يخطف حقيبة الفتاة اليدوية ليضع فيها رقم هاتفه ، أقول لو شاهد(جراهام بل) ذلك المنظر لقال لنفسه ( أيه الهباب اللي أنا هبّبته دَه ؟)

ولو تخيلنا أن السيد المحترم(جراهام بل) سوف يتقبل ذلك وسامحنا عليه فلا أظنه سيتحمل شركة الاتصالات السعودية وحالها في عيد الفطر عندنا في الأحساء لما سكتت هواتفنا ولم تنطق وصرنا نحملها وننظر لها ببؤس وكأنها مغمى عليها ! ثم نقرأ في الصحف أن في الأحساء ستين داهية ( برج ) للجوال لم تنفعنا ولم تتحملنا !

والمصادفة الجميلة أن الجوال دُشّن في الأحساء عام 1417هـ وفي رمضان تقريبا يعني عمره الآن ست سنوات وبشكل أكثر وضوحا، الجوال عندنا كبر و صار ( رجال ) ودخل المدرسة لكن للأسف طالب بليد ! لم تفلح شركة الاتصالات إلا في تركيب ستين برجا يعني في كل سنة عشرة أبراج (واحتفلت الشركة بهذا الإنجازات وأطلقت شعارها الأصفر الذي يسر الناظرين )

ومنذ بدء الخدمة وعندنا مواقع معروفة ومحددة وأوقات معينة يصعب علينا الحصول على إشارة أو لا نستطيع إجراء أو استقبال أي مكالمة بسبب عبارة ( الشبكة مشغولة )

يا جماعة ، نحن هنا محسودون فرئيس شركة الاتصالات من الأحساء وقريبا بإذن الله سوف يرفع البرج رقم ( 61) وتنتهي المشكلة بأسرع وقت وسوف تجرون مكالماتكم المهمة والغير مهمة وسوف تتمكنون من إرسال أي رسالة وفي أي وقت ، وانتظروا عام 1425 عندما يفتح المجال لشركات أخرى تتنافس على كعكة العيد ، وكل عام وأنتم في ستين خير

غالي علينا

غالي علينا

شخصيات عظيمة وقيادات فذة تؤثر في المجتمع وتعمل بجد وبمثابرة وبوطنية صادقة وتؤدي عملها بصبغة إبداع وفكر رحب ، تؤمن بتعددية الرأي والحوار المبني على الأسس الحضارية مع تمسك بمبادئ الدين وأخلاقيات وسلوكيات المسلم الوسط ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) وتمثل أرقى صور التعامل مع الآخر أيا كان ذاك الآخر .

تلك هي مخرجات المراكز الصيفية غالبا ، لأن فكرة المركز الصيفي تقوم على استثمار البشر وتطوير الأداء وتكوين الشخصية الإيجابية .

لكن الذين في قلوبهم مرض يرون الصحيح سقيما والسقيم صحيحا ويرمون الشجرة المثمرة بالحجارة ؛ وكم على الأرض من آلاف من شجر وليس يقذف إلا ما له ثمر

فانبروا بألسنتهم وبأقلامهم مستغلين بعض الأخطاء الصغيرة التي تقع وفق قانون خطأ البشر وسنة الكون أن الكمال لله وحده ، فيتحدثون في المجالس ويكتبون في الصحف السم الزعاف حول المراكز ويطالبون بإغلاق المراكز .

فماذا علينا شباب المراكز الصيفية أن نعمل ؟

من العقلاء من يلتزم الصمت ويعتمد الحكمة التي تقول : لو كل كلب عوى ألقمته حجرا لكان الصخر مثقالا بدينارِ ، وهذا ما لا يصلح مع المرحلة الحالية ، لأن الناس سيستمعون لوجهة نظر واحدة ومع المدة ستشكل صورة خاطئة يصعب إقناع الناس ببطلانها .

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه .. وصدّق ما يعتاده من توهم .

ومن الناس من يفكر بطريقة المراجعة والنظر والحذر من الخطأ والتواصل مع المجتمع والمسؤولين وأولياء الأمور بحيث يظهر كل نشاط وكل برنامج ينفذه المركز بطريقة تطمئن الجميع بل لا أبعد أن أقول لابد من التواصل مع الكل حتى الفئة المحدودة التي تضاد المراكز والنظر إليهم بعين الشفقة والرأفة لأنهم في الغالب أرادوا أن يصيبوا فأخطأوا ، فلا يحملنا الخطأ لأن نخطأ خطأ آخر

وكم سعدت لبعض التجارب والبرامج الكبيرة التي تنفذها المراكز الصيفية مثل برامج مهرجانات الأطفال والمحاضرات الطبية والرياضية والدورات المهارية والمسابقات الثقافية الموجّهة لأسر الطلاب المشاركين وغيرها من الأفكار المشابهة .

فعن طريق هذه البرامج وتفعيل زيارات ولقاءات أولياء الأمور والمسؤولين كما أسلفت سيردد المجتمع " يا مركز الصيفي يا غالي علينا ياشمعة تضوي وتنوّر حوالينا "!!

بوارق الخير وبرامج غير

بوارق الخير وبرامج غير

سبع مؤسسات خيرية تشارك مع شعبة مكافحة المخدرات تجتمع لتقيم منشط شبابي كبير مثل هذا المخيم الذي يفد إليه شباب الأحساء بل ويصل لهم حيث يحبون أن يجتمعوا كم هو جميل ورائع أن تنجح هذه الجهود الجبارة التي تبذل في مكافحة آفة المخدرات ، حقيقة لا أظن أن هناك احتفالية كبيرة وطنية تقام كحجم هذه الاحتفالية بمثل حجمها .. لا أحد منا يستطيع أن يقلل مثلا من جهد المراكز الصيفية لكن الذي شاهد الحضور الكبير ونوعية الشباب الذين يصلون إلى المخيم يعرف بالفعل أن الفئة المستفيدة هنا من المخيم هي الفئة التي يطمح المجتمع لوصولها إلى المخيم بالفعل والاستفادة من برامجه التي تستهدف حفظ أوقات الشباب وتوجيههم و توفير برامج جاذبة لهم تحميهم من شر أنفسهم وشرور الأفكار التي تحيط بهم

نعم فالشباب الذين يصلون إلى المراكز تقريبا شباب يعرفون كيف يستثمرون أوقاتهم وكما عبر أحد المشرفين الوزاريين لما زارنا بأحد المراكز قال إن نوعية الشباب المنخرطين في المركز أنتم حقيقة تضيعون أوقاتهم ببرامجكم هؤلاء يعرفون كيف يستفيدون من أوقاتهم لكن نريد منكم أن تستهدفوا الأولاد الذين في الشوارع والمفحطين والذين يزعجون الناس

انتهى كلامه ، لكن الفكرة تظل قائمة وهي أن هذه الفعالية تظل فكرة مختلفة قوية في اتجاهها ووطنيتها في توجهها لشباب ( الشلل) والأرصفة والطرقات وملاعب الحواري ونوادي المقاهي والانترنت وشباب الجسر و من شربوا ونهلوا من معين الفضائيات والبحلقة في أفلام الأكشن وقنوات الأغاني العشر التي تهجم عليهم غازي المغلوث وقال أنها محطات عري وتعري باسم أغاني ، يخاطبهم هذا المخيم بخطاب يناسبهم مثل محاضرة ( خطر ممنوع الاقتراب ) لبوزقم المفحط التائب ينبغي لجميع الغيورين على مجتمعهم أن يقفوا معها ويدعموها وهنا أحيي دعم محافظ الأحساء بدر بن محمد بن جلوي على موافقته على إقامة المخيم وأحيي وكيل المحافظة الأستاذ خالد البراك الذي افتتح المخيم والشيخ / محمد بن سليمان الحر الراعي الرسمي للمخيم والرعاة المشاركين وجميع المشايخ الذين وقفوا خلف هذا الحدث الكبير وآمل حقيقة من رجال الأعمال أن يتبنوا هذه الأنشطة والفعاليات ويتنافسوا في دعمها وأن نرى في الأعوام القادمة أن يتكفل أحد تجار المحافظة بالحدث بأكمله خاصة أن تكاليفه زهيدة إذا ما قارنها بنتائجه المأمولة فنريد منه أن يكبر وينمو ويكون بحجم يوازي احتفالية جدة أو الدمام على الأقل .

والجميل أيضا التغطية الصحفية والإعلامية من جريدة اليوم التي رعت الحدث إعلاميا وسخرت فريقا بل وركنا في معرض المخيم وقدمت نسخا مجانية للجمهور وقدمت عروضا خاصة بالاشتراك لجمهور المخيم مما يزيد تعلق الأحسائيين بهذه الصحيفة التي بالفعل تعرف ما يريدون وتفهمهم

شراء التمور مكرمة ملكية

شراء التمور مكرمة ملكية

أتابع وبقلق حاد تقارير التمور وأمراض النخيل والمزارع والأبحاث ومشكلات الزراعة في المملكة العربية السعودية كافة وبالأحساء بشكل خاص من مثل مشكلات المياه وفساد المحصول والعوامل الجوية المؤثرة ، وأتألم جدا لمنظر المزارع التي تحولت من مزارع منتجة إلى مجرد استراحات وبعضها مهمل ترى النخل فيه سامقات أصابها إعصار فيه نار فاحترقت !

كما لا يفوتني متابعة مشكلات تسويق المحاصيل الزراعية أيضا ، وكونها عقبة كؤود أخرى أمام المزارع المسكين في تسويق المحصول الزراعي أمام آلة لا ترحم من هجمة البضائع الزراعية من الأسواق القريبة والبعيدة وكأنهم يريدوننا أن نبقى مستهلكين فقط ، ويؤلمني أكثر الإقبال الكبير على المحاصيل الزراعية غير المحلية وترك المنتج الزراعي المحلي مثل التمور والتوجه بطرقنا الغذائية نحو أغذية لا أقول :أنها فقط لا تنفع ، بل أقول : ضارة أحيانا كثيرة ، وما نراه من توجه أطفالنا نحو الحلويات الملونة ذات السكاكر العالية والأصباغ والمواد المجهولة وانصرافهم عن التمر الحلوى الطبيعية .

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الناس على هذه الأرض ووزعهم في بقاعها ونوّع مآكلهم حتى قيل : إن لكل أهل بلد ينبت الله لهم من الغذاء ما يفيدهم وما يحتاجونه لطبيعة البلد والأرض ونحن نولي هذه المنتجات ظهورنا ونيمّم بطوننا شطر الوجبات السريعة الأجنبية ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) !!

حسنا ، دعونا من الطب والوطنية أما ننظر في الآثار الشريفة التي تحث على التمر وأكله فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : بيت ليس فيه تمر جياع أهله ، وقول عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن طعامهم فأجابت : الأسودان وتعني التمر والماء .

إذن لماذا يعاني محصول التمر من مأزق التسويق رغم كل المحاولات الحكومية لحماية منتج التمر وتشجيع المزارعين والقطاع الخاص بإنشاء المصانع وفتح الأسواق وشراء كميات منه وإرسالها كمساعدات للدول الفقيرة ؟!

وهذه السنة تفاقمت المشكلة بشكل أكبر فموسم التمر يكاد ينتهي ولا زال في السوق 40% لم تجد طريقها للتصريف ، مما يقتل أي مشاريع استثمارية في التمر ومنتجاته وبالتالي اتخذت الحكومة مشكورة قرارات جديدة في دعم هذا المنتج الاستراتيجي من مثل جعله في المقاصف المدرسية وجعله من الهدايا للضيوف وإدخاله المستشفيات والسجون ضمن الوجبات الغذائية وآخر تلك القرارات مكرمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بشراء ما قيمته 75 مليونا من التمور وصرفها كمساعدات للفقراء .

وأرى أن تكون هناك توعية للأفراد والمجتمع والبيت السعودي بأهمية هذا المنتج وحمايته ودعمه والحفاظ عليه ونقل ثقافة " مسامير الركب " إلى جيل الأبناء بطريقة جديدة مثل ترك تسميات الأنواع المعروفة بدل ( الرزيز ) إلى أسماء عصرية من مثل تجربة الباعة المصريين في تسمية أنواع التمور الفاخرة بأسماء الممثلات والمغنيات الجميلات كطريقة تسويقية للتمر وبعض أنواعه بأسماء منتجات طبية خاصة بعلاجات الضعف الجنسي مثل ( فياجرا ) ؛ وجعل معارض وأسواق ومهرجانات للتمر ولا بأس أن يكون هناك أسبوع في السنة يكون للتمر والاحتفاء به خاصة في المدن الأكثر إنتاجا له مثل الأحساء ، ودعم الأفكار والبحوث والدراسات الخاصة بالمنتج وتسويقه والاستمرار في عقد المؤتمرات الخاصة بالنخيل ، وأن تقوم الجمعيات الخيرية بتوجيه نسبة لا تقل عن 5% من مساعداتها العينية من التمر المحلي .وكذلك المؤسسات الخيرية التي تعمل في الخارج وأقترح على المدرسة الفقهية الشرعية حث الناس على جعل زكاة الفطر من التمر بدل الأرز خاصة الموسرين ، وأظن لو طبقت هذه الفكرة لما احتجنا لدعم التمر حكوميا وتوجهنا بالدعم لمنتجات زراعية أخرى .

شارع العاشقين

شارع العاشقين

تستطيع أن تكتب ما تشاء في الوقت الذي تشاء وبالاسم الذي تشاء حتى لو كان يخدش الحياء

، عبارات الحب والهيام وتشجيع الأندية ، وربما بعض الفضائح ولقد مرت علينا سنة عجيبة كنا نجلس صباحا نحاول الاطمئنان على بيوتنا وسياراتنا من الكتابات التي أخذت تطال كل شيء وأي شيء ولكي أدغدغ ذاكرة بعض أهل الحارة بتلك العبارة التي ملأت أعينهم وأعيتهم السبل في الحصول على كاتبها ( بوقلق ) الذي أقلقنا ؛

بمجرد ما شرع المقاول في وضع الحواجز لبناء مدرسة في حي كبير إلا و كتب على ذلك الحاجز ( شارع العاشقين )

مع أن الشارع يكاد ألّا يخلو من السيارات ليلا ونهارا ، لكن كيف له الجرأة لأن يكتب تلك العبارة المشينة ، أدوات الجريمة سهلة ( بخاخ صبغ ) بـخمسة ريالات وربما احتاج إلى لثام ولا يشترط جمال الخط ولا الإلمام بقواعد الإملاء .

..أذكر أني دعيت لكتابة رأيي في تلك الكتابات التي ملأت الشوارع وجدران الأبنية خاصة أمام واجهات مدارس البنات في مجلة تربوية فكتبت حينذاك :( أتصور أنّ نسبة الكتبة على الجدران قليلة في المجتمع فهي لا تمثّل إلا 5% على أعلى تقدير وأنها تنعدم في العنصر الأنثوي من المجتمع – أقصد في الميادين والطرقات – وإلا العجب العجاب من الكتابات داخل الأماكن المخصصة لهن مثل المدارس والكليات ودورات المياه وعبارات الهيام باللاعبين والمغنيين كثيرة – وللأسف رصدت كتابات ما كنت أتصور أن توجد بين الفتيات عندنا وهي تمثل الجنس المثلي أو ما يعبر عنه بالإعجاب !!

ولا يزاول هذه العادة إلا الشريحة العمرية بين 7سنوات وعشرين سنة لكن هذه الزيادة في الكتابة الجدرانية ناتجة عن إهمال في محو الكتابات وتقصير من الجهات المعنية في هذه المهمة فمن الملحوظ أن العبارات المكتوبة أحيانا تكون مكتوبة ولها ما يزيد على العشر سنوات فما ذنب الأطفال في الحي في هذه الكتابة بل أقول أن التقصير في إزالة هذه الكتابات ربما شجّع الأطفال لهذه الممارسة فتكاد تكون الجدران مكسوّة بالكتابات بنسبة عالية لكن جلّها كتابات قديمة .

أما أسباب وبواعث الكتابة :

1) الفراغ فلو وجد للشباب والأطفال ما يشغلهم بالمفيد لانصرفوا عن هذه الممارسات .

2)ضعف التوعية بسوء هذه الممارسة

3)عدم إيجاد العقوبات الرادعة .

4) غالباً ما تكون تشجيعا لأندية رياضية .

5) الغريب أن بعض الكتابات تكون عبارة عن رسائل متبادلة وحوارات بين أكثر من طرف وهذا ملحوظ في دورات المياه (أكرمكم الله )

6 ) التشهير والانتقام من شخص أو أشخاص بعينهم .

7) الذكريات .

8) التخريب والتشويه .

وتترتب على تلك الكتابات عواقب كثيرة أهمها التشويه الحاصل والضرر الواقع على الحي أو الموجّهة له تلك الرسائل أو الموقّعة باسمه من دون أن يكون له دور فيها ، ونشر سلوكيات أو أفكار غير حقيقية أحيانا وأحياناً خدش حياء المارة مثل العبارات التي توضع على بعض مدارس البنات والمقصود بها إحداهن !! والله المستعان ؟

بين كن داعيا و البطاقة الدعوية
انتهى منذ مدة قصيرة معرض كن داعيا المقام بالعاصمة الرياض واستطاع أن يستقطب أرتالا من شباب الدعوة والصحوة وسط الصوت الوسطي المعتدل والطرح الإسلامي المتزن والمعرض يحمل هذا العنوان وتقيمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ، وسبق أن أقامت مثله في الدمام وحقق نجاحا باهرا فلهم مني وعن كافة المهتمين الشكر والتقدير وعلى رأس القائمين معالي الوزير آل شيخ حفظه الله ،
ولكن السؤال / المعرض بهذا العنوان يريد أن يوسّع شريحة الدعاة ويستفيد من كافة طاقات المجتمع لتتوجه نحو الدعوة إلى الله تعالى ويعطي رسالة بأن أعداد الخريجين من الكليات الشرعية والدعوة والثقافة الإسلامية لا تفي بالحاجة سواء داخل البلد أو في الخارج
وما دامت الحال هذه فنحن نحتاج إلى دعاة إلى الله ليسوا بحملة شهادات جامعية في تخصصات شرعية ليمتثلوا هذا الشعار ( كن داعيا )
ولكن الشخص الذي يحمل شهادة جامعية في تخصص غير شرعي كأن يكون فيزياء أو رياضيات أو غيرها إذا أراد أن يدعو فلابد من وجود بطاقة داعية يستطيع بها هذا الداعية أن يحاضر في أي مكان وهذه البطاقة يحتاجها صاحب المؤهل الشرعي أيضا وإلا هل سيحمل صورة من مؤهله الأكاديمي في كل محفل ؟!
وعلى سبيل المثال خطباء الجوامع أليسوا بموظفين عند الوزارة ولم يعينوا إلا من قبل الوزارة ونسبة كبيرة منهم لا تحمل مؤهلا شرعيا ولا يعيبها ذلك خاصة إذا قرأنا ما خطه الأديب حمد القاضي من كونه يفضل الشيخ في الفتوى ولا يفضل الدكتور والناس أيضا لا زالوا على هذا المنوال فيفضلون من يحمل صفات الداعية وليس من يحمل المؤهل الأكاديمي الشرعي
وهؤلاء الخطباء يخطبون الجمعة وفي عدد كبير يصل أحيانا إلى أكثر من ألف شخص وهو ما لا يتوفر في المحاضرات والدروس أبدا ، وبعض هؤلاء الخطباء لا يحمل مؤهلا جامعيا أبدا بل مؤهله الشهادة الثانوية ومن الممكن أحيانا ألا توجد حتى الشهادة الثانوية وأنا هنا لا أعيب على هؤلاء شيئا بل ربما بعضهم قد فاق وبمراحل أصحاب المؤهلات الأكاديمية الشرعية العالية أسلوبا وتمكنا وقبولا عند الناس وهذه من الله سبحانه ، ولقد أحسنت صنعا وزارة الأوقاف حينما شرعت في تنفيذ دورات شرعية للدعاة والأئمة والخطباء ويفترض أنها منحت بطاقات الدعوة لكل من أنهى دورة معتمدة عندها أو عن طريقها حتى تحقق كن داعيا
ما أريد أن أقوله أن البطاقات الدعوية تنظم هذا المجال وتحقق نفعا كبيرا ، لكن ينبغي أن تكون هناك توسع في منح هذه البطاقة وأن لا يقتصر في منحها لأصحاب المؤهلات الشرعية الأكاديمية ولكن يوضع هناك مواصفات معينة مثل سلامة اللغة والمعتقد والدين والسيرة الحسنة وحفظ قدر من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة وأن يحمل تزكية من أحد علماء أو دعاة أو قضاة البلد وبعد ذلك يسير هذا الداعية وفق قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (( بلّغوا عني ولو آية )) فيتحدث في مواضيع عامة ولا يفتي ولا يدخل في الحديث حول مواضيع حساسة أو خلافية ؛
وتكون هذه البطاقة على شكل رخصة وتجدد سنويا ، وإذا ما أراد هذا الداعية إلقاء كلمة في محفل أو مسجد فما عليه إلا أن يخطر أصحاب المكان بموعد مسبق ويحضر بطاقة الدعوة السارية المفعول ، وبهذه الطريقة استطعنا أن نحقق فكرة المعرض بمشروع عملي ينفع الأمة وينظم فكرة الدعوة إلى الله ،
أما أن نحصر الدعوة إلى الله في أصحاب المؤهلات الأكاديمية الشرعية فقط فهنا قد خسرنا طاقات كبيرة ربما الناس يسمعون لهم ويحبون حديثهم وعلى سبيل المثال : أكثر برنامجين دينيين متابعة ومشاهدة هما للداعية ( عمرو خالد ) يحمل مؤهل محاسبة والداعية ( طارق سويدان ) ويحمل مؤهل إدارة فمتى نرى البطاقة الدعوية الجديدة ؟

بين القصرين

بين القصرين

عنوان رواية جميلة لنجيب محفوظ ، يصلح عنوانا أستعيره لأضعه على قصر إبراهيم وقصر خزام الموجودين عندنا في الأحساء في الزمن الحاضر والغابر ، قريبان من بعضهما لدرجة أنه من الممكن لو علا رجل على قبة قصر إبراهيم لوصل صوته بالأذان إلى قصر خزام ...فضمن فعاليات مهرجان الشرقية(لك ولعائلتك) الذي ساهمت محافظة الأحساء فيه بأنشطة أبرز ما فيها هو سوق هجر التراثي المقام بساحة قصر إبراهيم المهرجان الذي كان من تنظيم وإعداد وتنسيق إدارة التعليم بالأحساء وبمتابعة من (عبد الرحمن المديرس) الرجل الأول في تعليم الأحساء وأيضا لا أغفل رجالاته ، قمت بزيارته وبالفعل كان مهرجانا ناجحا ولا أدل من ذلك الإقبال الكبير والازدحام الذي ضرب رقما قياسيا فيقال أنه تجاوز (100.000) زائر هذه شهادة بالنجاح؛

قصر إبراهيم هذا ينسب إلى الوالي إبراهيم بن عفيصان أمير الأحساء في عهد الإمام سعود الكبير الذي سكن القصر ونسب إليه ، أما تاريخ بنائه فيرجع إلى عام 974هـ حيث أقيم على مراحل وحتى عام 1000هـ ومساحة القصر 16500 متر مربع ، ويجمع البناء بين الطراز الحربي والديني بحيث بني بداخله مسجد يسمى مسجد القبة وهو من المساجد ذات القبة الواحدة التي تعلو جميع البناء وهو نمط فريد قل مثيله في المملكة العربية السعودية إن لم يكن هو الوحيد ( هذه المعلومات التي جمعتها عنه وقلت أنقلها إليكم ..وأذكر أن أحد الطلاب كتب موضوعا في مادة الإنشاء فقال وقد مررنا بقصر إبراهيم عليه السلام ظنا منه أنه إبراهيم النبي الكريم عليه السلام ، وهنا لا ألومه بل ألوم الذي شفّر قناة القصر ولم يجعله من المشاهدات المفتوحة .

أما قصر خزام فقد شيد عام 1220 هـ في عصر الإمام سعود بن عبد العزيز الكبير وتقدر مساحته بحوالي 12000متر مربع ، ويغلب عليه الطابع الحربي حيث استخدم كثكنة عسكرية.( للأمانة نقلت المعلومات من موقع وزارة المعارف)

إذن كلا القصرين في مدينة واحدة هي الهفوف ، وكلاهما يقفان بشموخ في مكانين محترمين تمر بهما الناس ويلقون نظرات ويتبادلون بعض الأحاديث ليلا يحكون فيهما عن القصرين مما سمعوه من آبائهم وربما أجدادهم ، هذه القناة التراثية ( أقصد قصر إبراهيم ) فتح تشفيرها وسمح للناس أن يدلفوا إلى داخل القصر ويروا ما به بعد عمليات المكياج والتعديلات للمحافظة على القصر ( سموها ترميما أو حفاظا على التراث ) المهم ،أنها خصوصا بعد تركيب الأنوار الكاشفة ذات اللون الأصفر الذي يقترب من البرتقالي وتعمل ليلا أضافت على القصر رونقا خاصا وزاد من فضول الناس حوله ، وبالأخص الزوار الأجانب أو السائحين ، كان القصر يفتح فقط لكبار ضيوف المحافظة الرسميين أو للزيارات الرسمية يعني طلاب الوفود والمدارس يعني بشكل محدود ورسمي ،وبعد أن فتح القصر للناس ، جاء الناس أو أقصد الأجيال التي تمر بذلك البنيان المجهول يدفعهم الفضول لأن يتطلعوا إلى ما بداخله واستغل المنظمون هذا الفضول وأقاموا سوق هجر للتراث فيه مما ساهم بنجاح المهرجان بشكل لافت .. السيارات المتراصة حول القصر والأطفال بأيدي آبائهم والنساء وهن يتحدثن بهواتفهن المتحركة ، وإذا دلفت ذهلت ولم تعرف إلى أين تتجه؟ وبماذا تبدأ ؟ وترى كل شيء يستحق الوقوف عنده والتملي فيه ، فصار الناس يحجون إلى قصر إبراهيم زرافات ووحدانا و لطبيعة أهل البلد في التواصل فكل منهم ينقل للآخر مشاهداته وبشيء من الملح للتهويل مما يدفع للّحاق بالركب وعدم تفويت الفرصة و إدراك جمال العرض ، فتساءلت في نفسي لو فتح القصر وخدم بمعلومات ومرشدين سياحيين و مطويات وعرض في القناة الفضائية السعودية بشكل متكرر ، وأقيمت هناك ولأيام معينة ذات الطريقة الفاتنة في العرض وزيد عليها ، وجعل هناك مبلغ رمزي للدخول لتطوير الفكرة والعرض ، أظن أن الحدث سيكبر ... كل الكلام الذي سبق لا يعنيني !! الذي يعنيني هنا أين قصر خزام عن قصر إبراهيم ولماذا ولماذا لا يعتنى به و يفتح تشفيره ولو باشتراكات ؟!!