الاثنين، أكتوبر 30، 2006

اغتصاب برائحة السمك

" اغتصاب برائحة السمك " نشرت في جريدة الحياة

عدد يوم الاثنين الموافق 30-10-2006م

اغتصاب برائحة السمك

لا أدري أي قلوب حملها أولئك العصبة المجرمون الذين تعرضوا لفتاة مخطوبة بمدينة القطيف المدينة الساحلية على ضفاف شاطئ الخليج العربي ، كانت تلك الفتاة عائدة لمنزلها وتقترب من الدخول فيه .. أحلام الكوشة والزواج والليالي الجميلة التي تحلم بها مع عريسها المنتظر تداعب أخيلتها وهي تمشي بخطوات حالمة كغزالة تلامس بقديها الطاهرتين أعشاب بسيطة خضراء من الأعشاب ... لا تدري تلك الفتاة ما الذي خبئ لها في تلك الليلة الكئيبة التي لم ولن تنساها وتحتاج إلى جلسات علاج نفسي لتنسى تلك المأساة التي تعرضت لها ... هي فتاة سعودية وبنت عاشت في بيئة تقدس الطهر والعفة ولا تعترف بأي علاقة مساس خارج نطاق بيت الزوجية الرباط المقدس الذي يتوج كل علاقة عفيفة مباركة .

تلك الفتاة المسكينة التي تألم المجتمع بمأساتها حين تعرضت لاختطاف من قبل سبعة شياطين من شباب المدينة الحالمة ليخططوا جريمتهم النكراء في جعلها في مؤخرة السيارة عنوة غير عابئين بصرخاتها المبحوحة ليخوفها تحت أقدامهم في المقعد الخلفي وينطلقوا لمكان مهجور من العشش الخاصة بالصيادين ويتعاقبوا على اغتصابها واحدا تلو الآخر دونما رحمة ولا استجابة لكل توسلاتها ثم ينطلقوا بها قافلين ليرموا بها وهي في حالة تنازع الموت عند سكة مظلمة وينطلقوا بعارهم .. هل ماتت الغيرة فيهم ؟! هل مسخوا ؟ هل كانوا تحت تأثير عقار مخدر ؟ سنهم المتفاوتة وعددهم وبعضهم للأسف متزوج وله أولاد يجعل من الحادثة في مدينة وادعة هادئة كارثة كبيرة يصعب علينا تحملها وتجاوزها ، لأنها بشكلها الحالي أكثر بشاعة من جريمة الاغتصاب المتعدد الذي تعرضت له السيدة البحرينية في الكويت لأن أولئك شباب غير متزوج والظروف مختلفة .

ولعل الموقف الشهم الكريم الذي سجله صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله حين تابع وبنفسه شخصيا تلك المأساة ما أدى إلى سرعة القبض على أطرافها وبسرعة كبيرة جدا ، وساهم في تسهيل مهمة رجال الأمن حين استطاعت الفتاة بذكائها وذاكرتها النفسية أن تتعرف على أن الشبان كانت رائحة السمك فيهم قوية لدرجة أنها أوقعت الشبهة في مجموعة من الشبان المتمرسين في صيد السمك وتعرفت على أحدهم ثم كان حلقة للتعرف على بقية السلسلة المريضة .

الجريمة النكراء التي ينظر فيها عدد من القضاة وربما نطقوا أو أوشكوا على النطق بالحكم على المجموعة والذي ينتظره المجتمع بتشوف للانتقام لعرض فتاة كريمة .. نحتاج من مراكز دراسة وتحليل الجريمة عندنا في السعودية أن تتعقب مثل تلك الجرائم وتحصيها وتحللها وتوجه بالسبل التي تقلل من تكرارها والاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى في معالجة مثل هذه الجرائم الغريبة على مجتمعنا والتي لم نكن نعرفها ولا نقرأ عنها هنا هل هي من نفايات العولمة والتأثير الخفي للمواد المشاهدة عبر الفضائيات الممسوخة .

...إن هذه الجريمة كارثة وانتهاك حاد لشكل الجريمة القذرة التي بدأ يتسلل وبقبح لمجتمعنا الآمن المسالم الذي لم يتعود أبدا أن يعايش جريمة خطف واغتصاب بشعة لهذا الحد ، كما ونحتاج مراكز خاصة متقدمة لمعالجة أولئك الذين تعرضوا لمثل تلك الجرائم ومحاولة معالجتهم منها وتوجيه النصائح والإرشادات لأسرهم أيضا لتجاوز الصدمة .


تستطيع قراءة المقالة من جريدة الحياة:اضغط هنا من فضلك

الأحد، أكتوبر 29، 2006

وانكشف السر

وانكشف السر نشرت في جريدة اليوم ملحق الخميس

الأفراح والليالي الملاح سوف تملأ قاعات الاحتفالات طيلة ليالي الصيف فمنذ وقت مبكر وحجوزات الصالات قد انتهت ولم تعد هناك ليلة شاغرة ، وكالعادة دائما ما تحفل هذه الاحتفالات بالمفاجآت السارة وغير السارة .

وأهل الأعراس والزيجات والمدعوات هن الآن يبحثن في الأسواق والمجمعات في الأحساء وخارجها عن الجديد و المبهر عن أقمشة وفساتين السهرات ؛ وقد أجهدن أنفسهن في البحلقة في شاشات الفضائيات التي تطل منها المذيعات أو برامج الموضة النسائية وعروض الأزياء ، وتقليب صفحات مجلات الموضة ، ومواقع الانترنت بحثا عن آخر مودل ؛ ومن الطريف أن توجد مواقع انترنت تضع المرأة صورتها ، ثم تختار لها المودل وقصات الشعر و المكياج لترى الّلوك الذي يتناسب مع وجهها لتقوم بطباعة الصورة ، ثم تطلب من المَشغل أن يصمم لها المكياج على نفس الصورة وترتفع فاتورة المشتريات الخاصة بالمواد التجميلية بنسبة 70 % .

ولا يختلف في ذلك كون المرأة متزوجة أو أنها آنسة لم تتزوج بعد فكلهن يتساقطن صريعات أمام حديث الفوشي و الشيفون ومصطلحات الأقمشة والألوان ليفغرن أفواههن و ترتفع صدورهن مع كل آهة وتنهيدة تنتهي بكلمة ( اللّــــه ....يهبّل )

لا جديد في كل ما ذُكر من توصيف لعادة من سلوكيات ( هي ) ( أومن ينشّأ في الحلية ) لكن الجديد هنا هو ما استجد واستشرى في موضات الأزياء والملابس من لبس البنطال والضيق ولبس قمصان النوم في سهرات الزيجات والتسابق المحموم فيمن تظهر بملابس أقل حشمة من الأخرى ، أو من هي الموهوبة التي تستطيع أن تختصر الملابس لأقل قدر ممكن بحيث تتوسع المساحة الجغرافية المكشوفة من الجسد و تصاب الملابس بظاهرة الجزر .لتظهر الفتاة أو المرأة عارية في ثوب كاسية أو العكس لتكون سوبر ستار الحفلة من غير احتفال بثقافة العيب أو بالفتاوى المحرمة للتقليد وعورات النساء أمام النساء وعدم خوف من الكاميرات المخبّأة وغير المخبّأة .

ويصدق فيها ما قاله الشاعر الأول :

كأن الثوب ظلٌ في صباح يزيد تقلصاً حينا فحيناً

عزيزي القارئ وعزيزة أهلها القارئة ؛ لم يعد هناك سر انكشف السر أقصد القمصان النسائية التي تكشف البطن فتظهر السرة ماثلة للأعين كموضة جديدة من مظاهر لبننة الفتاة الأحسائية أو تلبيس وفوشرة الفتيات ( إشارة لقناتي LBC والمستقبل اللبنانيتين )

بل لم يكتف البعض بهذه التقليعة والثقافة والموضة العارية بل أضافوا له عددا من المحسنات كأن يحشين السرّة بالألوان أو قطع الذهب أو المواد اللامعة كي تكون أكثر لفتا للأنظار .

أهكذا امتد بنا الزمان لنسمع بهذه الأحداث تجري في أفراحنا ! وتعالوا نقف على المشكلة وهل وصلت إلى حد الظاهرة ؟

لا أظن حقيقة أن أحدا من رجال المجتمع على كافة توجهاتهم يرضون بمثل هذا الشكل لبناتهم أو لزوجاتهم فما دورنا تجاه المشكلة ؟

جيلوجيا المجتمع تقسم الرجال إلى ثلاثة أصناف لا رابع لها :

الأول : من يمنع زوجته من الذهاب لمثل هذه الزيجات مطلقا .

الثاني : من يستفهم عن طبيعة الزواج ، قبل الذهاب بأهله للفرح .

الثالث : من يترك الحبل على الغارب ولا يسأل عما عهد .

وهل نلقي باللائمة على خطباء الجوامع الذين لم يعالجوا مثل هذه الظواهر في خطبهم ، أم نسند حل هذه الإشكالات لمؤتمر الحوار الوطني لأنها تنبني على كشف لأسرار خطيرة .

التحدي الجميل

التحدي الجميل

كم هو جميل أن تحمل معنى جميلا وأفكار جميلة إبداعية خلابة ، خاصة إذا كان الهم أمرا راقيا يحمل أفقا اجتماعيا نفعيا شاملا ، لا يقوم على منفعة فردية بل هو خدمة اجتماعية عامة

لكن الأجمل من ذلك أن تحمل أفكارك الجميلة تلك وتسعى لتطبيقها ، بالتأكيد سوف تجد مشكلات ومعوقات في التطبيق ، من الأفراد والميزانية والتشغيل وعقبات ومعوقات أخرى من الإجراءات واستكمال المتطلبات النظامية لممارسة النشاط الاجتماعي الخاص بفكرتك التي تريد أن تقدمها للمجتمع أو أن تقدم نفسك للمجتمع بها .

هو تحدٍ من نوع خاص ، تحدٍ جميل ولذيذ خاصة إذا بارك الله في العمل وبدأت ترى الثمرة أمامك ، شجرة وارفة عظيمة تظل الناس بنفعها ، ووجدت الفكرة تتمدد وتتسع وتكبر ويتبناها آخرون معك وبعدك وترى التحسينات والتطوير ، بالتأكيد حينذاك سترى في نجاح الفكرة وخروجها إلى العلن بتلك القوة ، خاصة إذا تناهى لسمعك شيء من الدعوات والثناء من ولاة الأمر وبيضة البلد ، وحينذاك أيضا ستنسى كافة المعوقات وتنسى كافة المتاعب التي شاهدتها ومررت بها ، ليبقى أمامك طعم واحد فقط ... طعم النجاح ولا غير .

فإذا كان ذاك لنحمل أفكارنا ونسعى في تطبيقها ونتأمل تلك الصورة النهائية الكبيرة لنجاحاتها ووصولها للناس بالخير العميم ونعمل ونحن نستمتع بتلك الصورة النهائية ولا نعير تلك المعوقات التي نصطدم بها ، أي اعتبار ونتجاوزها كخيل سباق يقوده خيال ماهر يتخطى الحواجز ويجري بسرعة نحو نقطة النهاية ومنصات التتويج .

كيف تختار مرشحك في الانتخابات البلدية

كيف تختار مرشحك في الانتخابات البلدية ؟ مقالة نشرت في جريدة اليوم ملحق الخميس

في معظم الدول التي جربت ديمقراطية الانتخاب والترشيح خاصة في البدايات كانت هناك صدمة لدرجة فقد المصداقية في الانتخابات بسبب خروج النتائج المحبطة للعقلاء وتحول نتيجة سباق الانتخابات لمرشحين قد لا يكون هم الأفضل حقيقة

وعبثا نحاول نشر ثقافة الانتخاب وطريقة اختيار المنتخب الصحيحة لكن يلزم كل من يعرف ويفهم بأن ينشر المعلومات الصحيحة والوعي الانتخابي ونحن الآن وطنيا يجب علينا أن نؤكد للعموم أهمية المشاركة في الانتخابات البلدية القادمة واختيار المرشح بكل حيادية بعد ذلك .

ولعل بعض أهل العلم قد أصدروا أحكاما شرعية لإقناع الناس بأهمية الانتخابات والمشاركة فيها وقد تراوحت شاشة بورصة الفتوى ما بين الصباح والمساء حسب حركة المؤشر ما بين جائز ومباح إلى فرض عين يأثم من لم يشارك ويلحقه الخزي والعار والشنار في الدنيا والآخرة ..

لكن لكي تختار المرشح الانتخابي القادم ستخضع لمؤثرات كثيرة في قرار الاختيار فانتبه لها مثلا هل تعلم أن من المرشحين من سينفق ملايين الريالات لعمل دعاية كبيرة عبر الصحف والمجلات والتلفاز السعودي والانترنت ورسائل البريد ودعايات الشوارع ولافتتاها لإقناعك بقوته وبقوة برنامجه وسيمارس عليك شكلا من أشكال الضغط لكي تختاره وعن قريب سترى خيم المرشحين والولائم والوجبات وستسمع الأصوات العالية من أبواق المخيمات وبكلمات وبقصائد ، وإذا كنت نجما معروفا في مدينتك ستخضع لاتصالات ودعوات بإلقاء كلمات هنا وهناك وكتابة تزكيات في فلان أو الآخر وربما كانت هناك إغراءات مادية ولا تستغرب أن ترى اسمك ضمن المنادين لفلان أو غيره وأنت لما بعد لم تعط صوتك ورأيك .

لكن هذه هي الانتخابات ... لعبة كبيرة يجب أن تشاهدها وتحضرها وتدلي بصوتك فيها فلا تستعجل إعطاء صوتك لمرشح مهما كانت الرؤيا واضحة عندك وتريث في اختيار مرشحك وكن أبطأ من السلحفاة وقارن بين البرامج الانتخابة واقرأ في السير الذاتية للمرشحين وإن وسعك الوقت زُر خيمهم واستمع لهم واسألهم واستفسر منهم ولا تفاجأ بالاهتمام الذي ستقابل به كذلك انظر إلى جمهور المصوتين لفلان لماذا صوتوا له ؟ ولماذا اختاروه ؟ قد تكون هناك أمورا خفية لا تعلم عنها ..

كذلك حاول ألا تخضع في اختيارك لأسباب غير منطقية مثل كون المرشح من العشيرة أو نعرفه أو أنه أكاديمي أو تاجر أو كونه كبيرا في السن ... أخيرا تريث كثيرا في اختيار مرشحك ولا تعجل واعرف أن صوتك سيترتب عليه مستقبلك .

السبت، أكتوبر 28، 2006

حادثة الرقص

حادثة الرقص

جريدة اليوم ملحق الأحساء عدد يوم الخميس 1425-04-15هـ الموافق 2004-06-03م

في حادثة غريبة ومؤسفة جدا أدت بشاب أن يفقد حياته بسبب تصرف أرعن وتحد سافر للأعراف والتقاليد والعادات والمثل السائدة في المجتمع وفي وقت متأخر من الليل وعلى خط سريع، تنكرت مجموعة من الشباب لذواتها ولأهلها وامتلأت بالفراغ الوقتي والروحي والعقلي ولم تفد من الوقت ما تؤدي به أي نشاط مجد ومفيد لها وللآخرين والمجتمع فانصرفت بنفسها في تجمع على ذلك الخط السريع في جلسة على الرصيف الخطر، تجمعت لكن للأسف ليس على أمر خير وإنما على لهو غير بريء، بلهو يتصف بالسذاجة والتفاهة تجمعوا على صوت المسجلات الكبيرة التي تصرح صوت الشيطان الغربي بالموسيقى الصاخبة العالية المزعجة للناس ليؤدوا رقصات تتماشى مع الإيقاع السريع الصاخب بتلك الأزياء الغريبة أو الغربية كل ذلك حبا وغباء وتقليدا للغرب!
شاب منهم ابتعدت به خطواته إلى الطريق السريع لتقع إقدامه في مكان وسط الشارع غير مبال بسرعة السيارات القادمة في الليل الذي يوشك أن يترك مكانه للفجر القريب لتأتي تلك السيارة المسرعة المنطلقة كالرصاصة تسابق الريح وكأنها مرسلة وكأنه مرسل إليها ليتقابلا في الموعد المحتوم لتصطدم به السيارة رافعة به إلى أعلى ليطير في الهواء ثم ترتطم رأسه بعمود الإنارة ليسقط صريعا ولكن للأسف صريع الغنا والرقص والاستخفاف بالمثل على ميتة بعيدة عن الله وعن هداه عظم الله أجرنا فيه وخلف علينا بخير.
نعم أيها الأحبة هذا ما حصل فوا أسفا على حياة ذلك الشاب الذي لم يجد للأسف من يوجهه ويدله على الطريقة السليمة التي يحفظ بها وقته ويستثمر طاقاته سوى قنوات الإفساد التي رسمت في مخيلته أن التطور والرقي في لبس تلك الملابس والأزياء والتقليعات الغربية واقتناء الكلاب الملونة وصحبتها.. وهي هي قوانين التاريخ وسننه حين تكون الانهزامية في أذهان الشباب ليقلدوا تقليعات الغرب (المنتصر) ومثله ومبادئه ويزهدوا في الخير الذي عندهم.
أتساءل من أين جاء أولئك الشباب؟
أما قد قدموا من المجتمع ومن المدارس؟ وقد مروا على مناهج التعليم ودروس الفقه والمواد الدينية والمعلمين المشوشين بالتخويف والوعظ وتعشيش أذهان الطلاب بالأفكار المريضة؟!
لماذا لم يتأثروا بهم؟ ولماذا لم توجه أصابع الاتهام إلى المعلمين لأنهم خرجوا هذه النوعية من الطلاب؟!
فهناك سلبية كبيرة في تناول الأحداث الأخيرة من حيث توجه التهم للمعلمين حين أفرزت الأحداث الفكرة الضالة المجرمة ولم تتوجه أصابع الاتهام لذات المعلمين في و جود تلك الفئة المخطئة أيضا؟!
ومن باب الإنصاف أنا اتهم المدرسة والمجتمع والتعليم في كلا الحالتين حيث الأسلوب والنشاط والفكر ونوع وطريقة التعليم وطريقة معالجة المشكلات في المدرسة والوسط التربوي وعدم وجود دراسات وأبحاث تتناول القضية والفكرة من قبل أن تستفحل وتكون ظاهرة.
يا أحبة إننا نستهدف في أعز ما نملك وهم شبابنا وفتياتنا وينبغي أن تكون الحلول والتوجهات على مستوى الأهمية هاهي الإجازة الصيفية تطرق أبواب الأسر وتصيح بهم: هل أقمتم برامج تستثمرون فيها إجازات أولادكم؟ هل توجهتم بهم نحو المكتبات ومراكز التدريب وبرامج التطوير والرحلات الهادفة داخل المملكة وخارجها؟
لماذا نمارس دائما نفس الطريقة ونفس الأسلوب ونفس الأفكار؟ هل المراكز الصيفية بالشكل التي تقوم عليه حاليا قادرة على التأثير المطلوب في شرائح الطلاب عامة أو تقوم بتأثير محدود في فئة قليلة تحضر دائما لذات المكان وتكرر ذواتها.
أما يظهر للمسؤول التربوي كم عدد المراكز؟ وكم عدد المستفيدين منها؟ وكم يبلغ عدد المترددين عليها بالفعل وليس الذين قاموا بتقييد أسمائهم فقط.
لنحاول مرة أخرى أن نقوم بدورنا آباء وأمهات وتربويين لكي نحمي أبناءنا من طرفي المشكلة والتطرفين الواقعين حاليا تطرف الابتعاد عن المثل والعادات والأعراف وتطرف الغلو والإرهاب فكلا طرفي قصد الأمور ذميم.

موعد مع الموت

موعد مع الموت نشرت في جريدة اليوم ملحق الخميس

من قرأ منا مؤلفات ( محمود عباس ) صاحب مجموعة الألغاز البوليسية و تعرف أيضا المغامرون الخمسة ( تختخ ، نوسة ، محب ..) أو من قرأ مجموعة دار الهلال ( الشياطين 13) واستمتع بما بها من مغامرات ومفاجآت ، ومن قرأ قصص اللص الظريف ( أرسين لوبين ) ، ومن قرأ روايات الرعب البوليسية للمؤلفة العالمية ( أجاثا كريستي ) يجد نفسه يعيش أجواء من الحبكات الدرامية ، والأحداث المتسلسلة العجيبة والغريبة والألغاز المتشابكة والمفاجآت التي تحير القارئ وتدخله في دوائر من الاحتمالات غير المتناهية .

تبدو الأحساء في بعض الأحداث التي تحصل فيها مؤخراً أشد غموضاً مما ذكر سابقاً وذلك الأمر يبقى محيّراً للناس و يتناقلون بها أخباراً متضاربة ما هي إلا احتمالات ( سبحانك هذا بهتان عظيم ) ولعل أكثر ما لاكته ألسن الناس حادثة غريبة حيث وجدت جثتي شاب وشابّة في سيارة مقتولين متروكين في سيارة الشاب وليس يُعرف إلى الآن كيف ؟ ولماذا ؟!

هذه الحادثة في الحقيقية تقرع في الأحساء صافرات الإنذار المتقطعة تدوّي وتجعل النذير العريان يرمي بملابسه -حتى الداخلية منها- ويأتي على عجل وتذكر إحدى المحاضرات في الكلية مشاهداتها من مفارقات وأخطاء سلوكية من بنات جامعيات ومن عوائل عريقة وتتابع المحاضرة فريدة بأن الفتيات يفعلن هذه التصرفات بسذاجة وأحيانا حالات يأس وإحباط من أوضاعهن في البيوت .

فالمجتمع بدأ يهتز في أساساته وبشكل مرعب ، فعلاقات فتيان وفتيات وسهرات أو ما تقع عليه أيدي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من منكرات خاصة في الاستراحات و قضايا الإركاب .كيف تكاثرت وكيف نمت كما تنمو خلايا السرطان وتنتقل العدوى بخطر أكثر فتكا من ( سارس ) أََََضف إلى ذلك ما تسجله مكافحة المخدرات من حوادث قبض على مهربين ومجرمين ينوون بهذا البلد وشبابه وشاباته شراً ، تعالوا نخمّن كيف حدث هذا ومتى ؟!

إن حوادث الإرهاب الأخيرة بما حملته من توجس الشكوك نحو من يحملون مظاهر التدين والنفرة عنهم بمصطلح العادي أو السوي أو غير المتشدد أثّر كثيرا ًَ على جهود التوعية والإرشاد التي يقوم بها المصلحون في البلد ، بل وجعل أولياء أمور الشباب ضمنا وداخليا يقول بعضهم : أحب أن يكون ابني خيرا مصليا خلوقا معتدلا ولكن إن لم يكن ذلك فبعض الشر أهون من بعض فلأن يكون الولد عنده بعض الانحرافات السلوكية أحب من أن يكون ملتحيا كما عبر عنه الكاتب عبد الله البخيت في زاويته يارا بجريدة الجزيرة ويكون والده في تعب وشقاء في متابعة فكر ابنه الذي يتأثر بشكل أو آخر بمن حوله أكثر من استجابته لتوجيهات والده ومن ذلك ما نشر بالجرائد من تسليم أحد أولياء الأمور بإحدى مدن المملكة لرجال الأمن بسبب ارتيابه وشكّه في سلوكيات ابنه التي اتسمت بشيء من التشدد في الدين كما ظهر له .

لست هنا في معرض تقديم الحل لكن الحل يبدو في نظري واضحا جلياً [ وهديناه النجدين ] لكن من يقوم به وينفذه ويكون متيقظا لأولاده ويحميهم من الضياع أو التطرف فكلا طرفي قصد الأمور ذميم .


الجمعة، أكتوبر 27، 2006

كم بقي على سقوط أمريكا؟

كم بقي على سقوط أمريكا؟ مقالة لم يكتب لها النشر في الصحف المحلية

السؤال المتكرر والكلام الذي يدور في المجالس هو الأمر الذي حكمت وبتت به أمريكا بأنها سوف تخوض حربا أنى شاءت وفي الوقت الذي تشاء وبالقوة التي تشاء وليس على العباد إلا الرضوخ والإذعان ، والعجيب أنها القوة الجبارة على الجميع إلا على إسرائيل ؛ لم يسلم من أذاها أحد لا الشمال ولا الجنوب أزعجت الاتحاد السوفيتي حتى سقط وألّبت على شاه إيران حتى نزعته وسرت بهيلمانها على نظام طالبان بل حتى أوربا الكبيرة الغبية لم تسلم من أذى هذه العجوز الشمطاء( أمريكا ) وكلهم يتململ من هذه الأصوات النشاز والأوجه التي مُلئت كبرياء وعظمة تأمر وتصنّف وتضايق الدول وتحيك المؤامرات حتى عبّدت اليابان في الشرق وعبّدت بريطانيا داخل أوربا وجعلتها ( جزمتها ) التي تدوس بها الدول المشاغبة

الأمريكيون أنفسهم ضاقوا ذرعا بأنفسهم فكل الناس أعداء في ثوب أصدقاء إلا إسرائيل الدولة البعوضة في رأس الأسد تؤذيه وتمتص دمه ويعجز أن يتحرك إلا فيما يرضيها خشية أن يتحرك حركة لا تعجبها فتلدغ الرأس .

عيون الشرر الأمريكي الآن لم تعد تلطّف العبارة أو تجامل أحدا فأطلقت مشروعها الفرعوني ( العدالة المطلقة ) وأخذت تتوجه بتهمها هنا أو هناك وتتوعد وتقول

إني وضربي سليكا ثم أعقله كالثور يُضرب لما عافت البقرُ

أي دونكم ( طالبان ) ها هي أصبحت أثرا بعد عين بعدما تهددت وتوعّدت ، حكمنا نافذ ونحن أعدل العادلين ، يا (عراق) أمامك خياران لا ثالث لهما :الحرب؟ أو الحرب ؟

هذا الثور الكبير يئن بأمراض الاقتصاد والفساد ننتظر موته بالسكر أو الإيدز ، سلاحنا معه الصبر ونقول له اضرب يا سيدي والله ليس أحب إلينا من ضربتك إلا ....

وسنقبل اليد التي تضربنا ونقول :( ما تعبتِ ؟ وما قصرتِ ..)

الحقيقة المرة تولدت من الكذبة المرة أن أمريكا صديقة لنا ونمنا ونسينا ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ولما فقنا أبينا أن نرى أو نسمع إلا (سوا )* المخادعة لتغرر بنا زمنا آخر ولا ندري ما نصنع ، ولا نريد أن نعمل شيئا أو حتى التفكير وكأننا في سكرة نَعْمَه فاكهين همنا أن نملأ البطن وشعارنا للبيت رب يحميه ، في ظل هذه المعمعه وقمة اليأس يسلينا القرآن ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) فعلى الباغي ستدور الدوائر وستسقط أمريكا وسنسمع خبر سقوطها وتفككها بإذن الله ، لكن السؤال الآن ماذا بعد سقوط أمريكا ؟ وماذا قبل سقوط أمريكا ؟!

هل من غصن ينقذ لبنان

هل من (غصن) ينقذ لبنان ؟ مقالة لم يكتب لها النشر في الصحف المحلية

بطبعي أحب متابعة أخبار السيارات وصناعتها والمستجدات فيها بالرغم من امتلاكي لسيارة متواضعة ، لكن الحمد لله والشكر له أهم حاجة سيارة تحقق الغرض منها ، ونظرا لمحبتي تلك فقد استوقفتني أخبار نوايا اندماج شركتي جنرال موترز الأمريكية بنيسان رينو الفرنسية اليابانية ، وبرز بشكل حاد جدا في التقرير شخصية مدير شركة نيسان الحالي كارلوس غصن (52) عاما المولود من أبوين لبنانيين يعيشان الغربة في البرازيل بجنسيتين مختلفتين فالأم فرنسية والأب برازيلي

وقد استمتعت ببطولات الأسطورة كارلوس الذي سمحت اليابان مؤخرا بطباعة صور للأطفال اليابانيين تظهر كارلوس كبطل أسطورة ( سوبر مان ) اعترافا منها بالجميل الذي أسداه ذلك الرجل على ثاني أكبر شركة سيارات فيها ( نيسان ) حين أنقذها من الإفلاس وأعادها لمنصات الأرباح من جديد في منجز جبار .

وقد قرأت عن فلسفة ( غصن ) اللبناني الأصل في نجاحاته التي حققها في حياته قبل تسلمه ملف نيسان وبعده فوجدت أن الرجل يعمل باحترام عال جدا للوقت والرجل متعدد الثقافات ويجيد أربع لغات وفي طريقه لإضافة الخامسة ، يحب التحدي ويحمل طموحا لا حد له حيث إنه تنقل في مراكز وظيفية متعددة وكل مرة يقفز قفزات عالية ويتحمل مسؤوليات عظيمة يصعب على أي شخص عادي أن يتحملها ، ووجدت أيضا أن الرجل يقدس المعلومة الصحيحة ويحب أن يأخذها بنفسه ومن مصادرها وبدون أي وسيط حيث يقوم بزيارة ميدانية للوقوف على المواقع والالتقاء بالموظفين والفنيين والسماع منهم مباشرة ، يعتني عناية فائقة بقيم السوق والمساهمين والزبائن وهي فلسلفة ومعادلة صعبة تحتاج رجلا يتقن المشي وبتوازن فوق الحبال العالية كما في عروض السيرك لأن أي خطأ في التوازن سينهي حياته .

الرجل يعمل بفكرة الأهداف وتحقيقها وإعلان نتائج عمله للمستفيد الداخلي والخارجي أول بأول لزيادة ثقتهم بأدائه وأنهم يسيرون في الاتجاه الصحيح ، جريء وقوي جدا حيث سرح الكثير من الموظفين لتقليص النفقات وأعاد تصميم الكثير من العمليات الإدارية المعتمدة غير القابلة للنقاش فهدمها وركبها من جديد حسب فلسفلته هو بخلطة إشراكه للموظفين بالسماع لمقترحاتهم وهو ما يعرف بالحلول من الداخل ، وللأسف كم من مدير خدع في نفسه وقدم استراتيجيات وأفكار من رأسه ولم يسمع للخبرات التي تزخر بها مؤسسته أو إدارته ! اهتم كارلوس بالحوافز وشجع الرؤساء والموظفين ليعطوا بأقصى طاقتهم ووصل به الحال ليعطي مكافئات تصل لأكثر من 25% من أجر الموظف السنوي وألغى بشكل تام عنصر الأسبقية أو ما يسمى سنوات العمل أو الخبرة في الاستحقاق للترقية ! وألغى أيضا مفهوم وظيفة مدى الحياة كما هو حاصل في الوظائف الحكومية عندنا حيث أصبحت الوظيفة شؤون اجتماعية تقدمها الحكومة للموظفين .

ولا شك أنه تعامل مع حساسية اليابان للعناية بثقافتها باحترام شديد ما حقق له قبولا من المجتمع الذي يعمل فيه ليأمن جانب الجبهة الداخلية والخارجية التي دائما ترفض الغريب ، خاصة إذا ابتدأ يعبث بالثقافة وفي مجتمعات تقدس ثقافتها مثل فرنسا واليابان .

واليوم يسعى ذلك الغصن وبشدة ليضم جنرال موترز التي تترنح من الخسائر وتحتاج إلى منقذ بسمات شخصية غصن ليجري لها عملية جراحية مصيرية تأخذ بها من قاع الخسائر لتحقيق الأرباح .

وفي ظل قراءتي لشخصية غصن اللبناني وفي ظل الظروف التي يمر بها لبنان والتي عجز الحريري أن يعمل لها شيئا ، خاصة مع الكارثة التي نزلت بلبنان مؤخرا من الهجوم الوحشي الذي تشنه إسرائيل هي ظروف تحتاج لإدارة أزمات قوية فهل من غصن ينقذ لبنان ؟!

الخميس، أكتوبر 26، 2006

الموقف من إساءة بنديكتوس

الموقف من إساءة بنديكتوس مقالة لم يكتب لها النشر في الصحف

لا أظن أن أحدا لم يسمع أو يقرأ أو يتابع تداعيات تلك المحاضرة التي ألقاها البابا السادس عشر بنديكتوس رمز الكنيسة الكاثوليكية في العالم وبالتالي يتزعم أكثر من مليار كاثوليكي على الكرة الأرضية في جامعة من جامعات ألمانيا وتحدث في ذلك الثلاثاء أمام أكثر من مئتي ألف مستمع عن الإسلام والمسلمين ثم ذهب لدعوة المسلمين لترك الجهاد وأيضا أورد في كلامه مقطعا يسيء فيه للنبي صلى الله عليه وسلم وللإسلام ، - هكذا جاءت الأخبار وعلى إثر ذلك تداعت التعليقات والشجب على المستويات الرسمية والشعبية واتسع الاستنكار ليشمل تعليقات كثير من العلماء والمفكرين في مواصلة ما يسمونه دفاعا عن الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم عبر دعواتهم ليوم غضب مثل ما قال القرضاوي أو دعوة للاعتذار الصريح مثل ما نادى بذلك العودة ومثل دعوة لمناظرة مثل ما قال بذلك الدكتور عوض القرني ، بدورها بعثة الفاتيكان بمصر دعت مشايخ الأزهر لزيارة الفاتيكان ومحاورة البابا الذي جاء ليكحلها فأعماها بخطاب اعتذار أسف فيه لسوء فهم كلامه فلم يقبل منه ذلك الأكثرية لكن ماليزيا قبلت الاعتذار ودعت لعدم تكرار أي تصريحات تثير غضب المسلمين .

العشماوي فزع هو الآخر ورد بقصيدة هجائية قال في مطلعها

أَقْصِرْ، فأنتَ أمامَ وهْمٍ حاشدِ يا من عَبَدْتَ ثلاثةً في واحدِ

الموقف يتأزم ويتصاعد ويكبر وجماعة المظاهرات والصراخ خرجوا للميادين والخطباء نزلوا بقضهم وقضيضهم ونتوقع حضور قوي للشعر الشعبي في الانتصار للإسلام والمسلمين ، فهي فرصة لتسجيل المواقف ، لكن أمام كل ذلك الموج من الردود والتعليقات والتداعيات هل من شكل إيجابي ؟ هل من أفكار شعبية ورسمية تحد من مثل تلك المواقف مثل ما قدمته 57 دولة إسلامية لمشروع نص يدين الإساءة للأديان والشرائع عالميا وهو ما صدر على خلفية الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم في دولة الدنمارك ؛ سؤال آخر : هل استمعنا لوجهة نظر رئيس التجمع الإسلامي بألمانيا إبراهيم الزيات ووجهة نظره بحيث نتخذ مواقف إيجابية لا تضر ولا تلحق بالمسلمين المهاجرين والمقيمين بالخارج الأذى أو تعرضهم لإساءات .

نعم هي أزمة حالكة لكن يجب علينا استثمار الأحداث لصالحنا ونوجهها التوجيه السليم لترتد في نحر مرسليها ، ولنعرف كيف نعالج تلك المشكلة يجب علينا أن نحلل المشكلة ونحاول البحث عن الأسباب التي دعت للبابا لأن يقول سفاهاته ، د. عبدالعزيز الثنيان عضو مجلس الشورى يستبعد بشدة كون تلك التصريحات غير مقصودة أو أنها بسبب الجهل بالإسلام وحقيقة الرسالة المحمدية ، إذن ما السبب؟!

يقال والعهدة على المحللين أن السبب وراء تلك التصريحات هو غضب وقلق الكنيسة من تسارع انتشار الإسلام في العالم وبشكل خاص في أوربا وهذا ما علق به عصام مدير تلميذ أحمد ديدات الذي قال : دخل في الإسلام مؤخرا أكثر من عشرين قسيسا ، وعدد المساجد في اوربا يتزايد يوما بعد يوم حتى بلغ عدد المآذن في ألمانيا وحدها أكثر من 2200 مصلى ومسجد ، كل ذلك مدعاة للقلق والخوف من تحول أوربا لقارة مسلمة بعد خمسين سنة كما هي متوالية ازدياد معتنقي الإسلام ،

أيها السادة الكرام نحن محتاجون لإدارة أزمات وفن التعامل معها واستخدام العقول المستنيرة لقلب ظهر المجن واستغلال الحدث كفرصة للتعريف بالإسلام ونشر الدين الإسلامي بدل الإغراق في الشتم والسباب والكلام الذي يطير في الهواء أما التسابق في البكاء والصياح فهذا فن كل يجيده خاصة من يستثمرون مثل تلك الأحداث للخروج على السطح وعلى شاشات الفضائيات وعلى أغلفة المجلات ليتحدثوا بكلام فارغ عن أي محتوى عملي غير المزيد من البكاء .


الأحد، أكتوبر 15، 2006

سياسة ضبط النفس

مرحبا : اقرأ مقالة عبدالمنعم الحسين
سياسة ضبط النفس
نشرت بجريدة الحياة عدد يوم السبت 14-10-2006م
لقراءة المقالة من موقع الجريدة يمكنك زيارة الرابط التالي
وإليكم نص المقالة الأصلي :
سياسة ضبط النفس

من المؤسف ما نقرأه وما نشاهده من قصص مؤلمة لشجارات وجرائم واعتداءات تصل للضرب والشتم والقتل ، وكل ذلك يحصل بين صائمين يفترض أن يكونوا متقربين لله تعالى بالصوم ومتمثلين لأخلاق الصيام التي جاء بها الإسلام وتمثلت في خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم ووصيته المشتهرة " فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : اللهم إني امرؤ صائم ، في الطائف وقبل أذان المغرب ولدقائق وفي شارع مزدحم بالمارة والسيارات اشتدت الخصومة بين ثلاثة أصحاب وآخر ليس من شيعتهم فوكزه أحدهم لكن بسلاح أبيض فكانت النهاية المأساوية بموت ذلك الشاب صائما وكل ذلك بسبب تشنجات وانفلات أعصاب الناس حال وصولهم لهذه اللحظات ، ولا أدري ما حقيقة هذه المشاعر الحادة والمتأزمة التي تتمثل الصائمين في آخر لحظات صيامهم ؛ هل هي حقا كما يعبر عنه أهل الطب وعلوم الأحياء والميتافيزيقيا وهي أن السكر في الدم يكون في تلك اللحظات أقل ما يكون وبالتالي يكون الدماغ متوترا ولا يعمل بشكل جيد وبالتالي يعطي قرارات وتصرفات غير متزنة
أم هو وقت الغروب وانصراف الشمس وتحول الحال بين النهار إلى الليل والظلام فهي حالة انتقالية تشبه تأثير قرب القمر في الليالي البيض وتوتر أعصاب الناس كما هي تأثيره على البحر في ظاهرتي المد والجزر ،
ومن الممكن أن نؤول ذلك بسبب آخر وهو كون الصائمين يصلون في تلك اللحظات إلى ضيق شديد جدا في الوقت ومع متطلبات حادة وملحة من الوصول للمنزل لمشاركة أفراد العائلة لحظة الإفطار وربما يدخل هنا سؤال ملح : هل تسبب مشروع تفطير الصائمين في الميادين والشوارع وعند الإشارات الضوئية للحد من ظاهرة الغضب وانفلات الأعصاب والتوتر الشديد بسبب موعد الإفطار المقدس عند الصائمين وإذا كان ذاك فكم هي النسبة ؟ ولنتساءل أيضا : لماذا لم تجد نفعا مع هؤلاء الصائمين كل تلك الخطب والكتب والمطويات والأشرطة الدعوية التي تبين أهمية حفظ الصيام وعدم جرحه بما يسيء له ويقلل من هيبته ناهيك عن كل تلك المواد الدراسية التي صبت في أذهان هذا الجيل منفلت الأعصاب ولا يمكن في الوقت نفسه أن نتهم ألعاب البلاي ستيشن وأفلام الأكشن ومناظر القتل والدم التي يتعرض لها هؤلاء لأني أتذكر أن ذلك التوتر موجود من قديم وهو غير مرتبط بتلك المشاهدات لكن من المسلم به أيضا أن هناك قدر من التأثير لا نعلم نسبته يتسبب في التأثير في على سلوكيات الصائمين وبالذات في لحظات ما قبل الصيام الحرجة .
وبعد كل ذلك العرض لتوصيف المشكلة أو الأزمة الأخلاقية الحرجة التي تهدد المجتمع واستقراره وأمنه بسبب الصيام ينبغي علينا طرح حلول ليست خاصة بمجتمعنا فهي عامة لا تتعلق بجنسية ولا لون ولا جنس ففي بداية الشهر أيضا اشتدت الخصومة بين جيران في دولة عربية بسبب شبهة معاكسة أحدهما لزوجة الآخر وفي لحظات رفع أذان الإفطاريسال دم مسلم له حرمته التي هي أعظم من حرمة بيت الله ، لكن ضعف الوازع الديني وقلة الثقافة والتحضر تتسببان في كل تلك الأخطاء الفادحة ، وعودة للحل يجب على كل صائم محاولة تجنب الاحتكاك والتعرض للزحام ومواقع الشد والتوتر والابتعاد عن الخروج في تلك الأوقات ويعتبرها وقت أزمة يجب عليه أن يحظر التجول فيها والخروج قدر المستطاع ، ويجب عليه أيضا فهم سلوكيات الآخرين وتوقع أخطائهم ويعدهم تماما أشبه ما يكونون بالثمل أوشبهه الذي لا يملك القدرة على التحكم في تصرفاته وبالتالي يتمثل خلق الصيام ويحاول قدر المستطاع أن يرجئ علاج أي موقف شد إلى ما بعد الإفطار ،
ثم على دوائر معالجة السلوكيات الخاطئة والإشكالات والنزاعات من الشرط والمحاكم رصد هذه الظاهرة والمتسببين فيها والواقعين في حالات عدم ضبط نفس بسبب الصيام ، إلى حصرهم وتوجيه مناشط وبرامج توعوية مركزة لهم ولا مانع من تقديم علاجات خاصة من المهدئات والمسكنات فترة الصيام لهم وفي حالة فقدان السيطرة الكاملة من بعضهم وتكرارها فلا مانع من دراسة مشروع جدوى رخصتهم من الصيام ، كون سلامة مجتمع أولى بكثير من إقامة عبادة خاصة بفرد مريض لا يملك أدنى مقومات سياسة ضبط النفس .

السبت، أكتوبر 07، 2006

رمضان بكل الألوان

تلبك ... وخدر ... وتقلصات ... ومغص .. وأمراض عديدة وإغماءات ووفيات تكثر تلك الحوادث في رمضان ، أناس يكتشفون مواهبهم في الأكل وإرباك المعدة بألوان عدة من الأطعمة والمشروبات في رمضان وفي وقت واحد يكون من الواجب على المعدة المسكينة أن تقوم باستقبال ومعالجة كل تلك الأصناف .
يذكر لي أحد المهتمين بعلوم النفس والتطوير الذاتي عن شخص روسي متقدم في السن ولا يزال يتمتع بشبابه ولما سئل عن ذاك قال المشكلة في الأكل ...! أنتم لا تعرفون كيف تأكلون ؟! طيب علمنا يا اسمك أيه أوف لأن أغلب أسماء الروسيين تنتهي بأوف حتى السلاح العالمي اسمه كلاشنكوف وعلى فكرة سبب تسميته على اسم مخترعه ، حتى لا يتفرع الحديث أعود للعالم الروسي وأحجية طريقة الأكل التي يستخدمها فيقول : ينبغي أن لا تخلط على المعدة أنواع عدة في وقت واحد يعني كل فاكهة لوحدها وكل خضراوات لوحدها وكل خبز لوحده وكل لحم لوحده يعني مشكلتنا أننا لا نمضغ الرز إلا مع شيء من الدجاج أو اللحم وبالتالي تدخل مادة غريبة على المعدة لا تعرف هل تفرز عليها أحماض لتهضم البروتينات أم تفرز عليها مواد أخرى لهضم النشويات او الخضراوات فتكون هناك معادلة صعبة على المعدة وبالتالي يدخل الطعام ويخرج بعد إصابتنا بأمراض بدل العافية ، أكثر ما أحرج إذا دعاني أحدهم على وجبة الإفطار وأعد لي مائدة مطوّلة تملأ المجلس كله حتى بالكاد أجد لنفسي مكانا من دون تحريك شيء من الأطباق ونستأذن من طبق الباميا كي يدنو قليلا ونقنع طبق الشوربة بالتسامح والاقتراب من طبق الملوخية حتى يتكون شبه مكان لي فأجلس أمام ذلك المنظر محتارا خجلا لا أستطيع أكل عشر ما قدم ولا أستطيع أن أترك المائدة ، أكثر من ذلك أن منظر الأصناف والألوان المتعددة والروائح المتداخلة بين اللقيمات والجبنية والسمبوسك بالجبن وبالخضار وباللحم وبالدجاج و... قصة طويلة كل تلك التداخلات من منظرها فقط أشعر بالغثيان وكأني أشاهد حلقة من طاش ما طاش الأصلي أو التقليد !
إنني أنادي بعمل جمعية الرفق بالسيدة معدة وأختها المتمايلة على نفسها الست أمعاء ، وتقوم هذه الجمعية بعمل توعية للناس قبل رمضان وتعليمهم فنون التحكم بالأعصاب وضبط النفس .. ربما أعجبتكم نصيحة البطل الروسي لكن حتما ستعجبكم حكمة الطبيب العربي القديم النضر بن الحارث بن كلده ( توفي سنة 13هـ ) المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء ، وسيعجبكم أكثر حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) .


نشرت بجريدة اليوم عدد يوم السبت الموافق 7-10-2006
لمطالعة المقالة على موقع الجريدة مباشرة يرجى الدخول على الرابط :

الأحد، أكتوبر 01، 2006

" أنا بكره القرقيعان " نشرت في جريدة اليوم

عدد يوم السبت الموافق 30-9-2006م

أنا بكره القرقيعان !

عبدالمنعم الحسين

دعوني من كافة الفتاوى من هنا وهناك التي تفتي بحرمة القرقيعان، ودعوني من الكلام حول عادة القرقيعان وكونها من العادات وليست من الدين ، وبالتالي لن أتحدث حول حلال وحرام وليس من شأني الحديث في الحلال والحرام .
لكن تلك العادة التي ينطلق فيها الأولاد الصغار مرددين كلمات وأناشيد وأهازيج خاصة ويلفون على الأبواب في شكل من أشكال الشحاذة والتسوّل وبمنظر الكيس الفارغ الذي يحزنني منظر الطفل يدور به فارغا يمنعه هذا ويطرده ذاك وربما وصل ببعضهم الطرد والشتم لما يسببه وصول الأطفال من إزعاج ، وينبغي لأصحاب البيوت أن يحكموا غلق أبوابهم في ذلك اليوم وإلا ستكون فجأة وبدون مقدمات وأنت جالس مع زوجك في الصالة وإذا بأطفال القرقيعان يقتحمون عليك المنزل ويقفون فوق رأسك مرددين أهازيجهم وبصوت عال وتقف بالفانلة T شيرت وسروال السنة كما تسميه الدكتورة أمل الطعيمي ، تخشى من طفل شقي يلتقط لك صورة بجواله لا تلبث أن تكون مقطع بلوتوث حي وكله بمناسبة القرقيعان جائز ومباح .
صنف واحد فقط هم من يفرحون بتلك العادة ويمجدونها ويحاولون إحياءها ونفخ الروح فيها وهم فئة الباعة التي تمتلئ الشوارع والميادين بهم ببضائعهم المشكوك في صلاحيتها ومصدرها يبيعون تلك المكسرات التي تغيرت ألوانها وروائحها ، ويشتريها صنف من الناس ليقدموها لأولئك الأطفال ليعطوهم في ذلك اليوم ويسلموا من دعواتهم وشتمهم .
يمضي الأطفال يوما بكامله ربما تعرضوا للضياع وربما تعرض بعضهم لخطر الدهس بالسيارات خاصة وأن المسيرة يشارك فيها كل الأطفال وبكل الأعمار حيث لا يوجد سن قانوني للمشاركة في رحلة القرقيعان .
شخصيا أرفض أن يشارك طفلي في تلك المسيرة وأرى المنظر سيئا غير حضاري ويمكن أن نبعث البسمة والسرور على محيا أطفالنا داخليا وهم بكامل احترام ذواتهم بشراء المكسرات والحلويات من محلات معروفة وتقدم لهم بكميات معقولة ليس فيها إضرار لصحتهم حيث لا يملك الطفل أي مرشحات للكمية المعتدلة بل ربما تناول كميات كبيرة من الحلويات المضرة بأسنانه وصحته ، وحتى تلك الممارسة الراقية لم تسلم من المبالغات والمفاخرة حيث تعمد الأسر لعمل قرقيعان خاص بكل فرد صغير في العائلة وتجتهد الأم وعلى ميزانية الأب المسكين في عمل حفلة قرقيعان خاصة ومميزة تسمع بها العرب والعجم وموثقة بآلات التصوير المتحركة والثابتة ويعمل لها مونتاج ويشارك فيها الأطفال في حفلة عرض أزياء وأحيانا ألبسة غير محتشمة أو ما يعبر عنها بفساتين السهرة ، وبرقصات وأغان بالموسيقى الصاخبة والكلمات التي لا تتناسب مع سن الأطفال ، ويكون بها الشموع وضع خطا أحمر تحت الشموع والمكياج والقبعات الخاصة والأقنعة أشبه ما تكون بحفلة تنكرية ، ولأجل كل تلك الأخطاء أنا بكره القرقيعان .

· عضو جمعية الإدارة السعودية.

.
تستطيع قراءة المقالة من جريدة اليوم :اضغط هنا من فضلك

بإمكانك قراءة المقالات السابقة على عنوان الصفحة الشخصية ومنها إلى البلوغز
http://monem75.googlepages.com/