الثلاثاء، سبتمبر 26، 2006

التسول والاكتتاب

"التسول والاكتتاب" نشرت في جريدةاليوم

عدد يوم الاثنين الموافق 25-9-2006م

التسول والاكتتاب

عبد المنعم الحسين

شر البلية ما يضحك ...ذاك ما طالعتنا به بعض صحفنا المحلية من القبض على متسولة تمتلك أسهما استثمارية ، يا أخوة يا كرام .. رمضان شهر الكرم وشهر الصدقات والزكوات أقبل وعصابات التسول زادت تنظيمها وانتشارها وأخذت مواقعها وترصدت للمحسنين الذين لا يترددون في بذل الأموال دونما تثبت هل هذا الطفل أو المرأة الذين تبدو عليهم مظاهر الفقر والفاقة هل هم حقا مستحقون أم هم من أفراد العصابات إياها.
ما يجود به الناس مجرد ريال أو أكثر بقليل بسبب شكهم في مصداقية ما يشاهدون ، فيتبعون قاعدة التوسط فلا يغدقون عليهم من الفئات النقدية الكبيرة ولا يمنعونهم ويدخلون في دائرة الشح أو دائرة المنع والتجهم في وجوه الفقراء .. فيقولون لا نحن منعناهم وفي نفس الوقت لم نعطهم حاجة ذات قيمة !
هل تصدقون ذلك الفتات القليل من هنا وهناك ... كم يشكل ما مجموعه في المواسم العادية ..في دراسة أعدت في مدينة جدة ...تبين فيها أن دخل المتسول الواحد شهريا يتجاوز أربعة آلاف ريال ..وربما المتصدق نفسه لا يحقق ذلك الدخل ، وهذا الكلام ليس عندنا هنا فقط ،فقد قامت باحثة مصرية بدراسة واقع التسول في مصر ولأجل الحصول على نتائج حقيقية قامت بتمثيل دور المتسولة وكانت تجربتها ناجحة بالحصول يوميا على عوائد عالية مغرية من أناس كرام عاطفتهم قوية.
تلك الحالات المنتشرة والتي ستزداد مع هذا الشهر وتفنن في عروضها وأدعيتها وأوراقها ووصفات الدواء التي يحملونها ، وإجادة في الخطب المؤثرة التي يلقونها ويحملون معهم من صور صكوك المحاكم المحلية والخارجية للتأثير على المارة .
وفي وصولهم عند المساجد وتقدمهم في الصفوف الأولى وقبل تسليمة الإمام يكون المتسول قد أخذ موقعه أمام المصلين ليمارس مهنته وقصة مؤثرة وأيمان مغلظة وتأكيدات وشواهد واستدلالات على صدق دعواهم.
هي ظاهرة عجزت الجهات المعنية من وزارة العمل أو الشؤون الاجتماعية أو وزارة الداخلية كما أسندت لها مؤخرا من أن تقضي على تلك الظاهرة والسبب ليس قصورا في تلك الجهات وأدائها وإنما بسبب الدور السلبي من المواطن في مساهمته في انتشار هذه الظاهرة بتقديمه المساعدات لأناس لا يعلم صدق دعواهم .. وربما يعلم يقينا غشهم وخداعهم لكن ابتغاء الطريقة الأسهل والأقرب لتوصيل الصدقات والقرب لله تعالى في لحظاتهم الخاشعة والإيمانية ، والعجيب أن أكثر أولئك المتسولين هم من غير السعوديين بل وثبت تهريب الكثير من الأطفال من دولة عربية مجاورة لامتهان التسول ، فينبغي علينا حال رغبتنا في توجيه التبرعات والصدقات توجيهها للجهات الرسمية والموثوقة في إيصال التبرعات للفقراء والمحتاجين والتي تعنى بدراسة حالاتهم وتنظيم توجيه التبرعات لهم بما يضمن مصلحة المتبرع والفقير معا ، وتقبل الله !

· عضو جمعية الإدارة السعودية.

.
تستطيع قراءة المقالة من جريدة اليوم :اضغط هنا من فضلك

بإمكانك قراءة المقالات السابقة على عنوان الصفحة الشخصية ومنها إلى البلوغز
http://monem75.googlepages.com/

السبت، سبتمبر 23، 2006

في ذكرى اليوم الوطني

مرحبا أقرأ مقالة عبدالمنعم الحسين

"في ذكرى اليوم الوطني" نشرت في جريدة الحياة

عدد يوم السبت الموافق 23-9-2006م

في ذكرى اليوم الوطني

عبدالمنعم الحسين الحياة - 23/09/06//

من الصعب جداً أن تجمع كل أفكارك وكل أمانيك وتهانيك بالذكرى الوطنية للوطن وولاته وشعبه في أسطر معدودات، وتبقى المحاولة في الكتابة في هذا الشأن مثل دخول عملاق المصباح في القمقم الخاص به، لكن هذا الحدث السنوي يتجدد معنا، ونذكر نعمة الله علينا، خصوصاً إذا نظرنا في حال الدول والشعوب التي تعاني الأمرين في أرزاقها وأمنها ونهضتها، نعيش هذه الذكرى ونستحضر تلك الصور التاريخية المشرقة لهذه الدولة العظيمة، التي انطلقت تحمل راية التوحيد، ودستور الشريعة الإسلامية، قبلة للعالم الإسلامي في تبني كل القضايا الإسلامية والعربية.
إخواني وأحبتي، في هذا الوقت الذي تضطرب فيه الأوضاع من حولنا، وتقع الفتن والحوادث التي نشاهد صورها في الفضائيات، ننعم بحمد الله تعالى في وطن آمن، وفي حياة رغدة هانئة، يحسدنا عليها الآخرون، ولكن بعض الأغرار والأشرار من بني جلدتنا، وممن يستظلون تحت سمائنا ويعيشون بين ظهرانينا، احتوتهم الشياطين، وسلموا عقولهم لغيرهم، وانقلبوا بتزيين الشيطان وتضليله، آفة من الآفات ومنغصاً من المنغصات، ولكن خابوا وخسروا بفضل حماية الله تعالى لهذا البلد الأمين، ثم بفضل رجال الوطن الأشاوس، الذين كمنوا لهم بالمرصاد، يسجلون ملاحم رائعة في الوطنية والذود عن حياض الوطن.
يجب أن نقدر النعمة التي نعيشها، ونشكر الله تعالى عليها، ونجعل أيدينا في أيدي ولاة الأمر، ونمتثل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «الدين النصيحة» وكررها ثلاثاً، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم».
والحديث عند البخاري ومسلم، ولعله صريح الدلالة في النصح والإخلاص للوطن والشعب وولاة الأمر، وجعل الولاء لهم وعدم خيانتهم، لأن أدنى شيء من تضييع الأمانة في الحفاظ على مقدرات الوطن ومكتسباته، خيانة لله ولرسوله ولولاة الأمر، إن التوجهات الإصلاحية التي تبناها خادم الحرمين الشريفين، والتي ظهرت آثارها ثماراً يانعة في سياسة توازنية، أضفت مزيداً من التقدم الحضاري والثقافي والاقتصادي على فئات الشعب المختلفة، وغدت سعادة المواطن وصحته وتعليمه هدفاً عالياً للحكومة، ولعل الشعار الذي رفعه الملك «من نحن من دون المواطن»، علامة فارقة في طريقة عناية الدولة بالشعب بين الدول، هذه التوجهات والوفر العالي في الموازنة لهذا العام والعام المنصرم، يوثق العلاقة بين القيادة والمواطن، ويجعلها في أحسن حالاتها، ومن تلك الصور حملة المليون توقيع «شكراً يا ملكنا» التي انطلقت واستجاب لها الكثير من الناس عبر الانترنت، ورسائل الجوال، والبرامج الإذاعية، يمر بنا اليوم الوطني ونحن نستشرف مرحلة جديدة، بأحلام وأمان لهذا الوطن، بأن يكون القادم أكثر إشراقاً ورخاء في سياسة الإسراع في صناعة المشاريع الخدمية الخاصة بالمواطن، وإلى الذكرى المقبلة والجميع والوطن وولاتنا بألف خير.

· عضو جمعية الإدارة السعودية.

.
تستطيع قراءة المقالة من جريدة الحياة :اضغط هنا من فضلك

بإمكانك قراءة المقالات السابقة على عنوان الصفحة الشخصية ومنها إلى البلوغز
http://monem75.googlepages.com/

الأربعاء، سبتمبر 20، 2006

من يكتب التاريخ الحديث؟!

من يكتب التاريخ الحديث؟!
عبدالمنعم الحسين الحياة - 20/09/06//

على رغم أن هذه هي الذكرى الخامسة لحادثة 11 سبتمبر... فإن التحليلات والاستنتاجات والتشكيك في مجمل الأحداث تتكرر كل عام، فتثار أسئلة من نوع: هل كانت أميركا تعلم؟ هل دبرت؟ هل خططت؟ هل هناك أطراف أخرى؟ وكلٌ يستدل باستدلالات وتاريخ سابق، وتصريحات من هنا وهناك. ويزداد الأمر بالمشاهد حيرة، إذا استخدم المتحدثون لقطات ومشاهد وصوراً وعروضاً حاسوبية. ومع أننا عايشنا الموقف والحدث، ومع أن الفضائيات كانت تنقل لنا في ذلك المساء بثاً مباشراً، ومشاهد تجعلنا كأننا في المكان نفسه من زوايا مختلفة، ومع أننا استمعنا بعد مدة لاعترافات أو احتفالات رجال القاعدة، والتسجيل المصور للقنابل البشرية الطائرة وهم يتحدثون عن بطولاتهم في تلك الغزوة... إلا أن النفخ لا يزال يتردد من المحللين منذ ذلك الحين حتى هذا الوقت، ولم تفلح الأفلام الوثائقية من شاكلة «فهرنهايت» وغيره في إقناع المشاهد، إلا بما تمليه العاطفة المسبقة على المشاهد: إما نظرية المؤامرة أو نظرية الغزوة، ولا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار.
إذاً، الحقيقة أمر واحد فقط، إما القاعدة أو الأميركان، وأغرب من ذلك ربط السبب بطريقة معقدة غير منطقية، وهي اتفاق خفي بين القاعدة وبوش، والدليل مرور أعوام عدة من دون القبض على المطلوب الأخطر في العالم «أسامة بن لادن»، ما يدل دلالة واضحة على أن الحكاية مجرد لعبة أو فيلم أميركي طويل المدى!
لا يهم كل الكلام السابق... فما أعنيه وأريد أن أقوله، هو صعوبة إحقاق الحق والتأكد التام من الحقيقة، على رغم كل الصحف والشبكات والفضائيات ووكالات الأنباء العالمية، التي ترشقنا بأخبارها المشكوك فيها، حتى ولو كانت مصورة، فلعبة التحيز والحياد المفقود شتتت أفكار المتلقين وزادتهم حيرة، والمتابع لتلك الأخبار والتحليلات يجد نفسه كمن يشرب من ماء البحر المالح، كلما تابع واستمع وشاهد... تاهت عيناه وغابت الحقيقة أكثر، وغاصت قدماه وتشتت فكره وعقله، خصوصاً إذا كان من المشتركين في الرسائل الإخبارية على الجوال، أو من المبحرين في أغوار الانترنت وساحاتها، لأنه بعد كل ذلك سيرى، لكن سيرى سراباً لا حقيقة قطعية.
إذا كانت هذه الحال مع الأحداث التي عايشناها ونعايشها فكيف يراد لنا أن نصدق أحداثاً دونها أناس ومؤرخون، لا يملكون معشار معشار ما نملك من أدوات ووكالات، وكل أدواتهم «حدثنا وقال وأخبرنا»، وآفة الأخبار رواتها... نحتاج إلى مراجعة حقيقية لمسلمات تاريخية، هل حصل هذا أم لم يحصل؟ وربما بان لنا في بعض الأحداث التاريخية التشكيك والطعن، مثل حادثة تحريق طارق بن زياد (توفي 102هـ) السفن في حرب فتح الأندلس، ومقولته الشهيرة: «أيّها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدوّ من أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر»، فبعض المحللين يطعن في تلك الحادثة، ويقول: هل يعقل لقائد عاقل أن يصنع بجيشه تلك الخسارة، لا لشيء إلا بسبب حفز جنوده على الاندفاع والقتال بقوة؟!
ذلك المشهد ومثله مشاهد كثيرة، تضعف القيمة الحقيقية للتاريخ وأحداثه المشكوك فيها وغير الثابتة وغير المحققة من أساطين المحققين وعلماء العصر الحديث، الذين تجرأوا على التنقيب في أحداث التاريخ، ليبينوا عوار تلك الروايات. نعم نحن شهود على الحدث، وشهود «شفنا حاجة»، ولكن بطريقة «شاهد ما شفش حاجة»، فنحن لا نعلم الحقيقة، ولا ندري من سيكتب التاريخ الحديث؟!

لقراءة المقالة على موقع الجريدة :http://www.daralhayat.com/arab_news/gulf_news/09-2006/Article-20060920-ca4b7e06-c0a8-10ed-01b6-e33822374d76/story.html

الخميس، سبتمبر 14، 2006

حميدان التركي ..نقاطعك أم نقاطع أمريكا؟!

لمشاهدة المقالة كما نزلت على صفحة الجريدة .. اضغط هنا من فضلك
جريدة الحياة عدد يوم الاثننين 11-9-2006
حميدان التركي نقاطعك أم نقاطع أمريكا؟

تتزاحم مواقع المنتديات ورسائل الجوال والبريد الاكتروني برسائل تدعو لمقاطعة المنتجات الأمريكية بسبب قضية حميدان التركي وما آل إليه حاله في قضية لا نعلم تفاصيلها الحقيقية بالضبط لكن فيما يبدو من سيماه أنه مظلوم ، لكن التفكير العقلي المنطقي في حال اعتبرناه مظلوما بالفعل وقررنا ذلك وحملناه على البراءة التامة وأن الحكم الذي أصدره القاضي الأمريكي بـ 28 سنة سجنا ونال زوجته كذلك أربع سنوات بتهم لها علاقة بالخادمة الأندنوسية وتهم أخرى سنقرر أيضا أنها ملفقة ..

لماذا نختزل السعوديين في قضية حميدان التركي فقط وأنه علامة ودلالة على علاقة عداوة بين أمريكا والسعودية وأن الشعب الأمريكي والقضاء الأمريكي لا يزال يتربص بنا السوء ، إن السعوديين الذين يذهبون إلى الولايات المتحدة الأمريكية بغرض السياحة أو التعليم والتجارة بمئات الآلاف من البشر ... الذين تعرضوا منهم لإذاية مباشرة لا يكاد يذكرون بين تلك المئات من الآلاف الذي لا تزال مطارات نيويورك ولوس أنجلس تستقبل المزيد منهم .

إن الخطأ وارد والظلم وارد والتجني أيضا أمر من الممكن حدوثه من أمريكيين وغيرهم لكن كم نسبة الإرهابيين الأمريكيين أيا كانت مواقعهم ممن لهم تصرفات حمقاء عدوانية فاشية ؟ وباستخدام العقل أيضا هم بمقدار من تعرض لإذاية من السعوديين فإذن هي نسبة قليلة لا ينبغي لنا أن نحمل القليل النادر على السواد الأعظم منهم بدليل ما نسمعه من كثير ممن نلتقيهم ممن ذهبوا وسكنوا في أمريكا ولا زالوا حتى الآن ويثنون على العلاقة الطيبة التي يتعامل بها معهم جيرانهم وأصدقاؤهم .

إذن لنكن أكثر وعيا في مسألة المقاطعة التي لا تضر إلا أصحابها وثبت لنا أننا لا نستطيع جمع كلمة فيها ولا نستطيع الاستمرار فيها وليس لها أي تأثير يذكر على بلد اقتصادها بتريليونات الدولارات ، ولنتوجه إلى السبب المسبب والمخطئ عبر الطرق والوسائل السلمية ، مثل مكاتب المحاماة وغيرها لنثبت التجني والظلم الذي لاقاه حميدان التركي الطالب السعودي المبتلى هو وأسرته في أمريكا .

ونطالب سفارة المملكة في أمريكا أن تلعب دورا تاريخيا في دعم قضية الطالب المتهم وبحث المسألة والتأكد منها وكشف المعلومات للناس كافة ، ولعل موقف ولاة الأمر في البلد والحكومة هنا موقف إيجابي له حضوره وفعاليته المعهودة ولا زالت جهودهم مستمرة لأجل مساعدة حميدان التركي وأسرته ، هي قضية شائكة ولا شك لكن يجب أن نتعامل معها على أنها أزمة ومنعطف من المنعطفات التي تؤزم العلاقات بين أمريكا والسعودية ولو على مستوى الرأي العام هنا أو هناك ، ثم إني أتمنى من الإعلام العربي خاصة القنوات الناطقة بالإنجليزية أن تعمل على التعريف بقضية الشاب حميدان ، كما شاهدنا مؤخرا لقضايا مراسلين ومحررين صحفيين تعرضوا لمواقف شبيهة وسجلت القنوات الإخبارية عبر برامجها وعبر مواقعها الاكترونية وعبر شريطها الإخباري حضورا دائما ولافتا لقضايا أولئك المتضررين .

اللهم فرج كرب حميدان التركي ... اللهم الطف به ... اللهم فك أسره ... اللهم إنا نشكو إليك ضعف الحيلة وطول الرحلة .. وقلة المعين فكن معنا ومعه يا أرحم الراحمين .

الجمعة، سبتمبر 08، 2006

انتصارات المهزومين

"انتصارات المهزومين " نشرت في جريدة الحياة
عدد يوم الاربعاء الموافق 6-9-2006م
انتصارات المهزومين
عبدالمنعم الحسين الحياة - 28/08/06//
تتوالى التحليلات الإخبارية على شاشات التلفزة المرئية وعلى هدير الأثير المتقطع من مجهارات الراديو وعلى الخطوط النحيلة السوداء بأعمدة كُتّاب الصحف ومدعي خبرة السياسة والتحليل الإخباري العسكري ومفاهيم القوة وموازين التأثير العالمي.
أحبار كثيرة تفرغ شحنات من التراشق الكبير بين المفاهيم المتضاربة والآراء المتعددة المبنية على خلفيات كل كاتب وبيئته والأغراض التي تدفع به لتبني رأي أو آخر، والحرية التي يتمتع بها ومساحة حرية الرأي في بيئة النشر المفضلة له التي أخذ بعضهم يفر من قيودها متجهاً إلى الإنترنت والمدونات الشخصية التي امتدت لها أيضاً أيدي الرقابة كما حصل بالصين أخيراً مع مدونة إحدى الكاتبات الصينيات.
لكن ما يشعرني بالغصة والألم تجاه الأحداث الأخيرة في لبنان هو الفرحة الكبرى التي تعمنا بتوقف الأعمال العسكرية التي تشنها إسرائيل بعد أن قتلت وهدمت. ليس سراً أن الحرب التي شنتها إسرائيل الابنة أو الأب لأميركا المتغطرسة بترسانتها العسكرية كانت قاسية على حزب الله.
لكن إسرائيل لم تستطع أن توقف تهديدات الصواريخ التي انهمرت على حيفا وبالقرب من تل أبيب وقتلت وجرحت ودمرت عدداً محدوداً لا وزن له في ميزان الحروب، ولكنها نجحت في إخافة شعب إسرائيل، ودخلت بهم نحو الملاجئ والمخابئ تحت الأرض. كما أن خسائر إسرائيل المادية ربما تصل إلى بليون دولار، وهي كلفة يمكن تعويضها مع بعض الأرباح من الخزانة الأميركية على شكل بدل سياحة ترفيهية لسلاح الجو الإسرائيلي وبتجارب للأسلحة الأميركية الصنع من القنابل «الغبية» وغيرها من الأسلحة المحرمة إلا على العرب والمسلمين والأطفال والشيوخ والعجائز. كما يمكن لتلك الأخيرة المستبدة - أميركا - أن تأخذ نصيبها من العملية بمكاسب ظاهرة وخفية مثل تحريك مصانع الأسلحة لديها لكسب عدد من الصفقات التي يتحرك لها الشرق الأوسط ليدفع بلايين الدولارات، ويقال إن أميركا تتعمد إهداء أسلحة متفوقة لإسرائيل لتغري الدول الأخرى على حيازة أسلحة شبيهة لتحقيق نوع من شبه التوازن في القوى.
أظن أن من العار على أمة البليون أن يكون أكثر ما استطعناه هو القنوت الذي تبرع به بعض أئمة المساجد بدعوات حارة ورسائل من الجوال بالتواصي بالدعاء على أولمرت ومناداة بتوحيد الدعاء أو التأكيد على صيام يوم معين وتوحيد الهجمة بالدعوات التي لا تجاوز الحناجر المنهزمة المثقلة بهموم الحسابات البنكية ومؤشر الأسهم المتذبذب، أكثر من ذلك، تجرأ بعض المندفعين وخرجوا في الشوارع منددين بالهجمات وبحرق الأعلام، لكن أكثر ما جعل «القولون» يتحرك باضطراب هو ما حصل في موريتانيا من كتابة القصائد الحماسية.
بعد أن صدر قرار تنفيذ رغبات إسرائيل وشروطها دولياً وبشكر وامتنان كامل من الدول العربية، القرار الذي يحمل الرقم 1701 والذي يقضي بانتشار الجيش اللبناني داخل الجنوب ووصول قوات دولية مشتركة لكي يتم ضمان أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي من صواريخ الكاتيوشا، أقول بعد أن صدر ذلك القرار انطلقت زغاريد الفرح ونثر الورود بالانتصار وتناسينا كل تلك الخسائر البشرية من أولادنا ونسائنا وعجائزنا... أين الانتقام لكل تلك الأرواح التي أزهقتها إسرائيل؟ أم أن الانتصار فقط بتوقف الحرب ولتـــذهب تلك الدماء وتلك الخسائر أدراج الرياح؟


• عضو جمعية الإدارة السعودية.
.
تستطيع قراءة المقالة من جريدة الحياة : http://www.daralhayat.com/arab_news/gulf_news/08-2006/Article-20060828-53aea499-c0a8-10ed-010e-512e7bfeb659/story.html

الخميس، سبتمبر 07، 2006

الموهوبون في الأرض

"الموهوبون في الأرض " نشرت في جريدة الحياة

عدد يوم الاربعاء الموافق 6-9-2006م
الموهوبون في الأرض
عبدالمنعم الحسين الحياة - 06/09/06//
سعدت بالمشاركة في المؤتمر العلمي الإقليمي للموهبة المقام في جدة أخيراً، تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ذلك المؤتمر الذي شارك فيه الكثير من الحضور على مستوى الأكاديميين والإعلاميين والمتخصصين في الموهبة وعلومها وأبحاثها والعمل على رعاية الموهوب على مستوى العالم. كان التنظيم جيداً من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين التي يترأسها خادم الحرمين الشريفين، تحت شعار «رعاية الموهبة... تربية من أجل المستقبل».
أيام المؤتمر التي امتدت لخمسة أيام أساس، ويومي بداية ونهاية للأنشطة المصاحبة من الرحلات والزيارات الممتعة والمفيدة التي شارك فيها معظم ضيوف المؤتمر، كانت أياماً تبعث الأمل والتفاؤل لدى السعوديين كافة والوطنيين على مستقبل الوطن، وما يحمله ولاة الأمر من توجهات حالية تفوق أكثر تمنيات الحالمين والمتخيلين، خصوصاً مثل «البشارات» السارة التي سمعناها من المتحدثين حول إنشاء جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية، لتكون بذلك قبلة للباحثين والعلماء أصحاب العلوم التطبيقية، وتستقطب أفضل العقول على المستوى العالمي، وتستقبل النابغين من الطلاب من كل الجنسيات ليدرسوا الماجستير والدكتوراه، ويتعاونوا مع رجال الأعمال وأصحاب المنشآت من الشركات التجارية والمصانع الوطنية في تطوير المنتجات وتقديم حلول لمشكلات قائمة أو متوقعة. نعم الكل صفق وسعد بذلك وبهذه التوجهات التي يحملها ويخطط لها ألمع قادة العالم فهماً وإدراكاً. اليوم نرى هذا الملك الموهوب يبادر مبادرة منه وبفكرة عالمية للاستثمار في العلوم التطبيقية، وقد ظلت جامعاتنا العلمية تكرر نفسها وتقدم لنا منتجات لا تصلح لسوق العمل، بسبب اعتمادها على النظريات والبحوث النظرية، ولا يجد فيها الطلاب الفرصة لتقديم إبداعاتهم وقدراتهم العقلية التي حباهم بها الله.
المفاجأة الأكبر هي الأخبار السارة جداً التي حملها الأمير الدكتور تركي بن سعود، حين زف بشرى موافقة المقام السامي على رفع مخصصات البحوث في شكل تدريجي، حتى تصل للمستويات العالمية أو كما قال بالمميزات والمستوى الذي يجده الباحث في الولايات المتحدة الأميركية، ومن هنا أتوجه لمليكنا وولاة الأمر بالشكر على هذه التوجهات.
أمر آخر لافت، هو تلك المشاركة الكبيرة من النساء والحضور، والتفاعل الذي كشف علو كعب المرأة في مجتمعنا وتفوقها على عنصر الرجال جدية وحماسة، خصوصاً على مستوى الأوراق والمشاركات الرائعة التي قدمتها اخواتنا الكريمات من الكفاءات العلمية المميزة في البلد. وأغلقت اللجنة باب المشاركات النسائية لاكتمال العدد في وقت باكر، فيما ظل باب المشاركة الرجالية مفتوحاً على مصراعيه حتى بداية المؤتمر.
كلي أمل ورجاء من الحضور كافة من المربين والمربيات وأولياء الأمور، بأن نعمل جميعاً لتفعيل توصيات المؤتمر وأن تدخل تلك التوصيات حيز التنفيذ.
ولا بد من تسجيل الشكر والتقدير لجهود المؤسسة وجهود رئيس اللجنة المنظمة عبدالله الجغيمان والعاملين والداعمين من الشركات وقطاع الأعمال، الذين قدموا لوحة رائعة من العمل شبه المتكامل حضوراً وتنظيماً وخدمات وتجهيزات وأركاناً ومعارض ورحلات واستخداماً للتقنيات.

السبت، سبتمبر 02، 2006

التدريب الخنفشاري

التدريب «الخنفشاري»

عبدالمنعم الحسين الحياة - 02/09/06//

نشرت في جريدة الحياة عدد يوم السبت 2-9-2006م
ويمكن قراءتها على الرابط التالي :
http://www.daralhayat.com/arab_news/gulf_news/09-2006/Article-20060902-6d8395be-c0a8-10ed-0044-a0130aa42a6b/story.html

ينادي الجميع بالتطوير والتحسين، خصوصاً في مجال القوى البشرية وتنمية الموارد البشرية. ويشكو كل مدير دائرة من ضعف المهارات التي يتمتع بها المتقدمون للوظائف، بل يشكو أكثر من مهارات موظفيه وقدراتهم على إنجاز الأعمال المناطة بهم، وإمكان أن يتعلموا مهارات جديدة، تطور العمل أو تسرع من آلياته.
وعلى رغم إيمان الجميع بأن الوسيلة الأنجع لتحقيق التطوير المنشود هي التدريب والتدريب الموجه لفئة معينة وبطريقة معينة وبشيء معين يحقق الأهداف المعينة - ووفق الإحصاءات الأخيرة لسوق التدريب في الوطن العربي بالمقارنة بشعوب العالم - فإن بعض المعلومات التقريبية غير الدقيقة تقول إن نصيب المواطن العربي من التدريب معدل يومين في العام، بينما يبلغ متوسط تدريب الفرد الياباني 38 يوماً في العام، ولا تزال ماليزيا (أحد النمور السبعة) تسعى لتحقيق هدفها لتكون قبلة في التعليم العالي المميز والتدريب.
وسط هذا التوجه وهذه الحاجة التي نحن مقتنعون بها، أصبحت الوزارات والمؤسسات الحكومية تتوجه للتدريب، تزامناً مع إيقاع الشركات والقطاع الخاص، حتى بلغت موازنة التدريب في وزارة التربية والتعليم لأحد الأعوام السابقة أكثر من 200 مليون ريال سعودي، تنفق على أدوات وتجهيزات ومكافآت وعقود التدريب ناهيك عن رواتب موظفي وموظفات إدارات التدريب غير المحسوبة في موازنة وتكاليف التدريب كمنتج نهائي.
السؤال الجريء والحاد: هل أتى التدريب بما يصبو إليه المسؤول؟ وهل سهّل التدريب بالفعل الحصول على مهارات متقدمة لدى المتدربين والمتدربات؟ وإن حدثت استفادة فكم هي النسبة؟ وهل يقدم التدريب مهارات يحتاجها المتدرب أم هو مجرد تدريب «خنفشاري»، عبارة عن محاضرات ثقافية وألعاب و»فشة خلق» وتسويق لكتب وأشرطة وبرامج «المدرب» بل وبيع مباشر أحياناً، وضحك على الذقون، وفي النهاية الحصول على شهادة اجتياز دورات عائدها على المتدرب ميدانياً ضعيف، وربما أكثر من ضعيف، نظراً لخسارة ساعات الموظف المتدرب التي هدرت من وقته الإنتاجي وحصوله على مكافأة التدريب التي يحصل عليها بشكل مباشر أو غير مباشر كانتدابات وتذاكر وسكنى.
ومع ذلك السؤال، سؤال أكثر تحديداً: هل ساعات التدريب المقترحة من المدرب مناسبة أم فيها تمطيط «ولت وعجن» لتحقيق مبالغ مالية أعلى؟!
المصيبة أن هناك نوعاً أرعن في قياس تلك البرامج التدريبية مثل المجاملات ومثل الخداع والطنطنة التسويقية والإعلامية لبعض المدربين المهرجين، الذين يواصلون عروض السيرك التدريبية أو عروض الحفلات المسرحية الكوميدية رقصاً ولعباً وابتكار كل شيء مجنون، يتحرك معه المتدرب أو المتدربة بانسجام تام مع طلبات المدرب على كونه تدريباً يجوز فيه كل شيء بلا حدود!
أكثر ما أضحكني حضرت دورة تدريبية يعد فيها المدرب الحضور والحاضرات بالانبساط!
إن فساد العملية «التصليحية» والتحسينية (التدريب) أشبه ما يكون بفيروس تدميري يخرب برامج الحاسب، ويعطل الجهاز ويخل بالنظام ويصيب الناس بخيبة أمل، إذ إن الجراثيم تسربت للدواء!
ومن المشكلات أننا نحكم على البرنامج فقط من خلال شهادات «المبسوطين» و «المبسوطات» من المتدربين والمتدربات، فنحتاج لنحكم على تدريب ما بأنه ناجح أم لا؟ فنعيد مقاييس الأحكام لا أن نقدم تدريب ما يطلبه المشاهدون وكأنه فيلم السهرة. فالمتدرب هنا كالمتفرج الذي سيصفق لأي شيء مثير، تدريباً كان أم كان «هيلا بيلا»!
ويؤسفني كذلك أن يأخذ التدريب شكل السياحة من غير ضرورة، فيذهب المتدربون هنا وهناك لدول معينة لأخذ دورات تدريبية ويكبدون موازنة التدريب مبالغ ليست مصاريف تدريب جاد وإنما هي مصاريف سياحة تسربت من موازنة التدريب.