الأحد، يوليو 30، 2006

أمطار الصيف والثمن الباهظ

مرحبا أقرأ مقالة عبدالمنعم الحسين

"أمطار الصيف والثمن الباهظ " نشرت في جريدة الحياة

عدد يوم السبت الموافق 22-7-2006م

أمطار الصيف ... والثمن الباهظ

عبدالمنعم الحسين الحياة - 22/07/06//

كمثل كل المواطنين العرب الذين يستمتعون بإجازاتهم أمام شاشات التلفزة الإخبارية، التي تنقل وعلى الهواء مباشرة كل تفاصيل الخيبة والسقوط المدوّي لأوهام وخداع نظرية الذئب والشاة، والعولمة والسلام، والتطبيع ومشاريع عدة من مثل«خارطة الطريق» والمبادرات الأخرى.
بالتأكيد لست مع حزب الله في شيء، وبالتأكيد أيضا سأحيي عملية«الوهم المتبدد» وليتحمل كل طرف من الأطراف ما قام به تجاه العدو الشرس«إسرائيل»، التي لم يعد أحد بمنجاة من نيرانها بعمليات عسكرية، مثل أمطار الصيف على فلسطين، ومثل ما هو مشاهد حالياً من عملية الثمن الباهظ في لبنان... ليس أحد بمنجاة من إسرائيل وغضبها، خصوصاً بعد الاحتلال الأميركي للعراق، الوهم واستمرار أميركا الجريحة منذ 11 سبتمبر لمكافحة الإرهاب بخطة شاملة تدريجية تبدأ بالعراق، وتواصل لنهاية ربما نعلم أو لا نريد أن نعلم نهايتها.
كل المطلوب أيها الأصدقاء العرب أن نحيي الأصدقاء الجدد ونطمئن دائما لصدق نياتهم ونتعامل مع كل ما يكدر صفو علاقتنا بهم من احتلال أو قصف شرس أو اغتصاب وتشريد وتدمير على أنه مزحة أو فيلم«أكشن» أميركي يجب أن نتابع شاشات التلفزة لتمضية فيلم السهرة الذي لا ندري ربما يوماً يكون أحد الأبطال - أقصد الضحايا - منطقة أقرب من فلسطين ولبنان.
منذ خرجنا على الدنيا ونحن نتعايش مع صداع دولة إسرائيل الصديقة، ذات المزحات الثقيلة، ونعاني من صداعها، غير أن كل المسكنات تكسرت أمام زلزال الألم الذي تخلفه في نفوسنا في كل موسم، (لا أحد يستطيع أن يوقف حربنا على لبنان) - هكذا صرح وزير الحرب الإسرائيلي بكل ثقة - عبارات الشجب والاستنكار التي كنا نضحك منها بتنا نترحم على أيامها، إذ غابت حتى تلك العبارات، يجب أن تكون التصريحات أكثر اعتدالاً وبما لا يزعج خاطر الإسرائيلي البائس الذي عانى من صواريخ الكاتيوشا، وعانى من الهجمات الانتحارية التي تنفذ في العمق الإسرائيلي، الموقف والمشهد قاسٍ جداً، لدرجة أنه أفقد أحد رموز الصحوة والإسلاميين توازنه ليتخبط كالغريق وينادي بفتح قنوات تعاونية مع روسيا، كي تكون نصيراً لأمة العرب ضد جبهة إسرائيل وتأييد أميركا وعجز النظام العالمي ومجموعة الثماني وغيرها من المنظمات التي لا تغني ولا تسمن من جوع، خصوصاً أمام قضايانا نحن العرب.
المأساة كبيرة والأمل كبير، وبين وعد النصر الأكيد وبين تحقيقه أمور يجب أن نأخذ بها لتحققه، ليس مهماً أن نأخذ بها كلها جملة واحدة، لكن من المهم أن نبدأ، ولو بالبدايات الخجلى الإصلاحية والقضاء على الفساد وتنمية المواطنة الصالحة والالتفاف حول قيادتنا وتوحيد جبهاتنا الداخلية وعدم التشتت والتمزق أكثر، وعدم الاستجابة لأي دعوة خارجية للتأثير على مواقفنا الأصيلة، والمضي نحو نهضة ثقافية وحضارية تجعل من مشروع التكافؤ الحضاري والتقدم التقني متكافئاً، وحتى لا يضيع الكلام بين الينبغيات والتوصيات، من المهم أن يبدأ كل منا بنفسه ويراجع مواقفه وأفكاره ويعمل للتصحيح في دائرته الضيقة، ولتكن البداية من هذا الصيف.

· عضو جمعية الإدارة السعودية.

.
تستطيع قراءة المقالة من جريدة الحياة
:
http://www.daralhayat.com/arab_news/gulf_news/07-2006/Article-20060722-95effa57-c0a8-10ed-01ce-4de89390b248/story.html

بإمكانك قراءة المقالات السابقة على عنوان الصفحة الشخصية ومنها إلى البلوغز
http://monem75.googlepages.com/

السبت، يوليو 15، 2006

علموا أولادكم الكاروشي

علموا أولادكم «الكاروشي»
عبدالمنعم الحسين الحياة - 15/07/06//

المتابع لأخبار الصحف، يرى أخباراً عجباً من سلوكيات العامل السعودي، وتراجعاً لثقافة العمل الشريف بين صفوفه، وهي سلوكيات أبعد ما تكون عن مجتمعنا، يمارسها بعض الملتحقين بالوظائف، خصوصاً وظائف القطاع الخاص، من ذلك قصة الشاب الذي عمل سائقاً (في شركة نقليات كبيرة) وقرر ترك العمل، فترك شاحنة الشركة المحملة بالبضاعة على أحد الطرق السريعة، وتكرم بالاتصال بالشركة لأخذ شاحنتهم! شخصياً حضرت ملتقيين خاصين بيوم المهنة، وبالتحديد في معهد الإدارة العامة في المنطقة الشرقية، وكلاهما يناقش المشكلة ذاتها، وبعنوانين مختلفين الأول «ماذا يريد صاحب العمل من الموظف؟ وماذا يريد الموظف من صاحب العمل؟»، والآخر بعنوان: «أخلاقيات الوظيفة... واللقاء الأخير»، وبحكم النقاش المحتدم بين الحضور وبين أحد المتحدثين في اللقاء، وهو الكاتب والصحافي قينان الغامدي الذي تحدث في ورقته عن الجانب الإعلامي، ومسؤوليته في نشر ثقافة أخلاقيات المهنة، وخلص في ورقته إلى أهمية التأهيل الشامل للفرد قبل أن تقذف به المدارس والجامعات لسوق العمل. وحينما يكون الحديث عن «مشكلة متشعبة» الأسباب مثل هذه المشكلة، قد يصلح كل شيء ليكون سببا وليكون عرضا، وبالتالي تتعدد الاتهامات، ويتم تبادلها بين المناهج والمعلمين والمدارس والجامعات والتخصصات النظرية وتعليم اللغة الانكليزية، والإعلام، والأسرة، والمجتمع، والأنظمة والقوانين، ووزارة العمل، وسلسلة طويلة ممتدة من العناصر الضالعة في المشكلة والحل. في علم المشكلات قد تصنف هذه المشكلة على أنها أزمة، نظراً إلى الخسائر التي يتكبدها المجتمع من سلوكيات أفراده، فمهما يكن عند الشركات من قدرات، لا تستطيع تحمل تسيب موظفيها وعدم استقرارهم في وظائفهم، ولا تستطيع الإدارات الحكومية كذلك المضي في خططها وبرامجها، وتقديم خدمة لائقة بالمستفيد على عناصر خاملة، غير منتظمة في أوقاتها ولا انتظامها في الحضور... وتبرر لنفسها بتبريرات وحيل نفسية واستدلالات غير منطقية، مثل حارس مدرسة امتهن العمل بنقل الركاب taxi يترك المدرسة ويذهب في مهنته الأخرى، وحين يواجه بذلك يبرر بعبارة «العمل على قدر الأجرة» كناية عن أن ما يتقاضاه قليل .
هذه السلوكيات تكاد تكون شبه معدومة أو معدومة عند الدول ذات الثقافة التي تقدس العمل وقيم العمل، مثل اليابان التي انتشر فيها مصطلح الكاروشي، الذي يعني الموت بسبب العمل، ثقافة غريبة تجعل من الموظف لا يحرص على أخذ الإجازة من العمل، بل هو حريص على العمل أكثر، ثقافة تجعل الموظف لا يرغب في الاستئذان أو الترخص والهروب من العمل، ثقافة تحملهم على حب العمل أكثر، وحب الحضور الباكر، ومن العيب عندهم الانصراف قبل بقية الموظفين، أوقبل انتهاء ساعات العمل اليومية.

* عضو جمعية الإدارة.
تستطيع قراءة المقالة من جريدة الحياة :
http://www.daralhayat.com/arab_news/...d75/story.html

http://monem75.googlepages.com/
بإمكانك قراءة المقالات السابقة على عنوان الصفحة الشخصية ومنها إلى البلوغز