الجمعة، أبريل 14، 2006

تعليم المسكوت عنه

مرحبا اقرأ مقالة تعليم المسكوت عنه"

لعبدالمنعم الحسين

نشرت في جريدة الحياة عدد يوم الأربعاء الموافق 12-4-2006

اضغط هنا من فضلك :

تعليم «المسكوت عنه»...

عبدالمنعم الحسين الحياة - 12/04/06//

جلست مرة مع مربٍ ورجل أعمال ووجه اجتماعي معروف. كان حديثه عن ضرورة تثقيف الأولاد جنسياً، وعدم ترك المهمة للأسرة التي قد لا تحسن، أو تركها للأصدقاء الذين قد يجرون الفتى أو الفتاة إلى مزالق خطرة. بعد انفضاض المجلس، طالعت في إحدى الصحف عزم هولندا على تعليم الأطفال الجنس في سن الثانية من العمر، وهم قد شرعوا في التجربة ولا أظن أن التعليم عندهم يكتفي بتعليمهم الوضوء والطهارة كإشارات فهم لا يحسنون أي لغة في ذلك العمر غير ثقافة الصورة، فبالتالي مزيد من الصور للصغار حتى يتثقفوا جنسياً، هولندا ذاتها أطلقت مشروعاً لتوفير الجنس للمعوقين!.
أكثر من
ذلك أن طالبي الجنسية الهولندية، خصوصاً من العرب، صاروا يخضعون لاختبار يوضح مدى قابليتهم للتعايش مع بيئة الهولنديين وثقافتهم، ويقضي الاختبار بعرض مشاهد ساخنة وصور شاذة أمام كل طالب للجنسية، ويرى مدى تقبله لتلك المشاهد، وعلى ضوئها يقرر منحه الجنسية من عدمه!.
مجلة «المعرفة» التي
تصدر عن وزارة التربية في السعودية فتحت الملف المسكوت عنه، وخصصت له عدداً كاملاً. نحن في حرج من أمرنا كيف ومتى وماذا عسانا أن نقول لأطفالنا، والإيحاءات الجنسية من حولنا والمشاهد تتوالى عليهم وأمام أعينهم، فمقاطع البلوتوث ومواقع الانترنت وألعاب البلاستيشن، وأفلام الرسوم المتحركة، التي لم تعد بريئة كما كانت، ناهيك عن الدعايات والإعلانات التجارية هي الأخرى. أنظر لصغيري ذي السنوات العشر وأنا أردد: العب غيرها يا حبيبي، لا تجعل من نفسك بريئاً كل هذه البراءة، فأنا في سنك فهمت اللعبة وكل قوانينها وأتوقع أنك عرفتها قبلي، لكن كيف لي أن أحاورك. أخشى ان أكون مثل ما يقال: أراد أن يكحلها فعماها! نحن لم نتلق تدريباً ولا تأهيلاً لتعليم أطفالنا أيضاً ولا نعرف متى نبدأ؟!، وتأخير التعليم والتثقيف أو إعطاؤه قبل أوانه يجعل المهمة كلاماً فارغاً.
هو تحدٍ صعب،
فالمرحلة ربما غير مناسبة، وفي الوقت نفسه متغيرات العصر تضغط بشدة على ثوابت الأطفال وبراءتهم، والموضوع لا يزال يتحرك في دائرة من الكتمان والسرية المعلنة، ما ينذر بأخطار عدة عليهم في مرحلتهم الحالية، وعلى حياتهم المستقبلية، الموضوع يا سادة يا كرام قد يصل إلى تعرض الطفل أو الطفلة لتحرش، وقد لا يخبر أهله بذلك بسبب أنه لم يخبر ولم يعلم بشيء، وبالتالي يُخدع بكل سهولة، وفي ظل وجود فراغ عاطفي وحرمان قسري وانشغال للأبوين عن أولادهما قد يحدث ما لا يحمد عقباه.
الموضوع حساس وجريء
ويحتاج إلى نظرة شمولية ومقارنة وتوجيه تربوي، يجعل التثقيف يتم بما نريد له من المعلومات، أن يصل وليس بتدفق معلومات مضللة ومشوهة تجعل من الموضوع جريمة لا تغتفر وعقدة من الذنب كبيرة.
بعض علماء الدين والمشايخ تنبهوا
للمشكلة، وصارت هناك بعض الكتب والأشرطة تتوجه للموضوع الخطر لكن بأقل جرعة، وموجه فقط للكبار مثل كتب الحياة الزوجية، وأشرطة الكاسيت التي تحمل عناوين في الحب.
في الكويت قدمت إحدى الجمعيات دورة تدريبية مشفرة لتثقيف المتزوجين، ويقال إن الحضور كان لافتاً، وكانت هناك مطالبة كثيرة بإعادته
.
لكن
الأطفال الصغار يبقون ضحية صمت كبير، وتأخر في التناول لا من قريب ولا من بعيد، ولا زلت أتذكر مواقف طريفة كثيرة لمعلمين مع طلابهم، حين يتم تناول دروس الفقه والطهارة ومبطلات الصوم ونواقض الإحرام، وبعض الطلبة يفهمون وبعض الطلبة يسمعون مصطلحات لا يدركون معناها، ويرفض المعلم السؤال فيها، بل وربما يصل به أن يضرب أي طالب يسأل لأن سؤاله حين ذاك قلة أدب!.
الحال
نفسها مع الطالبات مع معلماتهن، حتى في المراحل الدراسية العليا كالجامعة والكليات، بحجة أنهن يعرفن وأن الموضوع معروف، وأن الحديث فيه لا يليق في قاعة الدرس.
وتبقى المسألة معلقة يتم تداولها في دائرة الممنوع أو تحت
رحمة برامج فضائية تجارية عربية جماهيرية، تناقش الموضوع بالضحكات والغمزات أمام الفتيان والفتيات؟!.

* عضو جمعية الإدارة السعودية.

Monem75@Gmail.com


الطلاق أزمة تعصف بالمجتمع


نشرت في جريدة الحياة عدد يوم السبت الموافق 1-4-2006

تستطيع قراءتها على الرابط التالي :
http://hams3.com/wamy/1/tlaq.jpg