الجمعة، مارس 24، 2006

بقيق درس باللون الأحمر


مرحبا اقرأ مقالة " بقيق درس باللون الأحمر"

لعبدالمنعم الحسين

نشرت في جريدة الحياة عدد يوم الاثنين 20-3-2006م

اضغط هنا من فضلك :

«بقيق» ... درس باللون الأحمر
عبدالمنعم الحسين الحياة - 20/03/06//
كانت محاولة التفجير الفاشلة التي قامت بها فلول القاعدة في السعودية وبالتحديد في مدينة بقيق حدثاً مؤلماً جداً وفي الوقت نفسه فرحة كبرى لجميع المواطنين والمسلمين كافة.
لا أدرى ما المطالبات التي يحملها أولئك المجرمون الذين توجهوا هذه المرة لمفصل اقتصادي حيوي جداً، ينم عن تكتيك عال وقدرة قوية على تحديد الأهداف، لكن الله سبحانه وتعالى حام للبلد الحرام من وقت نبينا إبراهيم - عليه السلام - وحتى اليوم، ما هم في محاولتهم إلا كجيش أبرهة الذين أصابتهم حجارة السجيل لتحرقهم وستحرق النيران كل من يحاول أذية هذا البلد الآمن. ليست هناك قرابة وصلة بين الله سبحانه وتعالى وأحد من العالمين، نعم لكن هذه البلاد المباركة بدعوة إبراهيم عليه السلام وبإيمان أهلها وقادتها وتحكيمهم لشرع الله فبذلك فليفرحوا، لنثق بالله تعالى وبنصره، فالله تعالى تكفل بحماية أوليائه وحفظهم، وإنني لأظنها بعض تأويل لقول الله تعالى «ولينصرن الله من ينصره»، ألسنا أول من استنكر الرسومات المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم حكومة وشعباً بمؤسساته الخيرية والتجارية والاجتماعية، وما زالت فعاليات النصرة له قائمة.
هي علامة وستتلوها علامات، وهي بشارة وستتلوها بشارات الخير، الذي ننعم به، هي علامة وبينة على سلامة المنهج وسلامة النية وصلاح الوالي والرعية وبركة العلماء والدعاة وبركة دعوات العجائز والمصلين في بيوت الله.
نعم، فجأة ومن دون مقدمات طفت بقيق تلك المدينة الصغيرة لتكسب اهتمام وأنظار العالم، ويتكرر اسمها في كل الصحف والمجلات والفضائيات بكل اللغات المختلفة، لينقلوا على الهواء مباشرة ملحمة من ملاحم وبطولات الوطن في حماية مكتسباته.
صليت في أحد الجوامع في الأسبوع ذاته الذي حصلت فيه المحاولة الفاشلة فكان الخطيب يحلف بالله تعالى ان ما حصل جريمة في حق الجميع، واننا جميعا يجب أن نتوجه لله تعالى بالشكر على أن صرف كيد الكائدين ودحرهم، وألهم الجنود المخلصين القوة والبأس ليردوا مكيدتهم... وأكمل: كم سيعم من المصائب والحرج والعنت والمشقة والبؤس والفساد لو قدر الله أن تنجح مؤامرتهم وكيدهم!
درس بقيق هو كبقية الدروس التي سبقت، لكنه درس كتب باللون الأحمر، يجب أن ينتبه له العقلاء وأولياء الأمور والمواطنون وذلك لخطورة الأمر، فيجب أن يتعاضدوا في هذه الفترة الحرجة، ويتعاونوا في قطع رأس الحية التي أخذت تتحرك وتتجول تريد أن تصيبنا بسمها.
درس بقة بقيق - سأسميها بقة لأنها صغيرة ومؤذية - يطلق بوق الخطر، ويطلب من الكل أن يشاركوا، ويشير للكل بأن يفتحوا المجال لكل المعنيين للقيام بدورهم، من مؤسسات حكومية ومن جهات تجارية ومن جهات خيرية، ويجب ألا نغفل شيئاً من الحلول.
يجب أن نتنادى بالجهاد الوطني يجب أن نرفع درجة الاستعداد إلى اللون الأحمر، وفي هذه المرحلة لا يجوز لأحد يستطيع أن يقدم شيئاً أن يتأخر عنه، كل بحسب استطاعته ودوره وما يسره الله له (قد علم كل أناس مشربهم).
لا نطلب من رجل الأمن دور العالم، ولا نطلب من التربوي دور العالم، ولكن كل يقوم بدوره من غير تداخل... حملة التضامن الوطني ضد الإرهاب يجب ألا تكون حدثاً ينفذ لمرة واحدة وينتهي، يجب أن يتكرر ويدعم من خالص موازنة الأمن، لأنه علاج ووقاية، ويجب طلب ذلك العلاج حتى ولو كان في بقيق.



· عضو الجمعية السعودية للإدارة.
ملحوظة : لقراءة المقالات السابقة قم بزيارة البلوغز

www.monem75.blogspot.com

السبت، مارس 11، 2006

مقالة الفتاة العنكبوت

مرحبا اقرأ مقالة " الفتاة العنكبوت

لعبدالمنعم الحسين

نشرت في جريدة الحياة عدد 15681 تاريخ11-3-2006

اضغط هنا من فضلك :

الفتاة العنكبوت

عبدالمنعم الحسين الحياة - 11/03/06//

القاضي والأديب والمؤرخ علامة الجزيرة حمد الجاسر، هل كان على علم بما ستحدثه الفتاة العنكبوت التي تناقلت صورها المنتديات ومقاطع البلوتوث عبر الجوالات ونشرت وقائعها بعض الصحف؟
أمر محزن ما حدث من حيلة وخداع ذاك الشاب العربي بإغوائه الفتيات، وجرهن إلى عفن إدمان المخدرات حتى يخلعن ثوب الحياء ويتحركن بتوجيهاته وأوامره بسيطرة كاملة وفي غياب كامل من ذويهن. الشارع الذي يحمل اسم الأديب حصلت فيه تلك الأحداث العجيبة، إذ حاولت الفتاة الهرب من الشقة التي استأذنت والدها للذهاب إليها لتقدم جسدها وجبة رخيصة لطالبي المتعة الحرام، وكل ذلك بحجة أنها خرجت ثلاث ساعات فقط بغرض المذاكرة مع صاحبتها.
ثلاث
ساعات كافية لتبيع اللحم الأبيض وتعود بالسم الأبيض في يدها من غير اهتمام بمستقبلها وسمعة أهلها! هل كان حمد الجاسر - رحمه الله - يرضى أن تتناقل اسمه الصحف في ذلك اليوم ليس بقصيدة أو مقالة ولكن لسوءة ليس له فيها إلا الاسم؟ وإنني لأستغرب تلك الطاقة الجبارة التي تملكت تلك الفتاة وتلك الموهبة التي لا تدري هي أيضاً بها لما قفزت من نافذة الشقة، تريد الهرب من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعلقت بجدران المبنى كالعلكة أو كالرجل العنكبوت، ثم تسقط ليلتقطها الشباب المتجمهرون بالأسفل ولا تصاب بشيء، وتجري وتقطع الشارع غير عابئة بسرعة السيارات!
شيء يملأ النفس غرابة، ولكن ربما يجد أهل صنعة التدريب بإيقاظ المارد داخلك حجة لهم في تلك القصة، التي شهدها جمع غفير من الرجال كلهم يشهدون والكاميرا تشهد بأن فتاة عنكبوتاً عبرت ذلك الشارع، وكأنها أيضاً وجهت رسالة إلى أولياء الأمور وأرباب الأسر بأن ينتبهوا لأولادهم وفتياتهم فإنهم ملائكة لكن قد يحتوشهم الخبث والخبائث من الشياطين الذين يتربصون لهم في كل مكان، ولم يسلم منهم مكان لا سوق ولا شارع حمد الجاسر ولا الجامعة وقاعات الدراسة، وهم صنف من الشياطين لا ينفع معهم استعاذة ولا نفث ولا بسملة، ولا ينفع معهم إلا القرب أكثر من الأولاد وصحبتهم والترفق بهم واللين معهم وعدم الغفلة عنهم لا بمثلثات الأسهم الحمراء والخضراء ولا غيرها، فما هناك أغلى على المسلم والعربي من عرضه «أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمال».
... وفي الحادثة فكرة أخرى يجب ألا نتجاوزها، وهي قدرة المقيمين بين ظهرانينا على اختراق حصوننا الداخلية بالتخريب والهدم، حتى أنهم يستطيعون التسلل إلى فلذات أكبادنا وجرهم وجرهن إلى مكان الجريمة كما حصل مع الفتاة العنكبوت وغيرها.
سمعت تسجيلاً يقول إن حالات الخلوة غير الشرعية التي سجلتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عام 1424هـ في السعودية تجاوزت أربعة آلاف حالة، قد يكون أكثرها بسبب هؤلاء الذين لا يرقبون فينا إلاًّ ولا ذمة، ولا يألوننا خبالاً ودّوا ما عنتنا قد بدت البغضاء من بعضهم بأفواههم وما تخفي صدورهم أكبر!

* عضو جمعية الإدارة السعودية

Monem75@Gmail.com

الخميس، مارس 09، 2006

مقالة عيد شتم الحريم

عيد شتم الحريم ؟!

كمثل كل الأزواج الذين توجهوا متجهمين في مناسبة العيد والاستعداد له نحو أسواق الملابس والأزياء النسائية مع زوجاتهم وبناتهم لا يريدون شيئا سوى وجه الله ورضا أم العيال .. وفي كل مرة أحاول أن استجمع قواي وكامل طاقاتي وأردد الآيات والأذكار والأحاديث التي تحث على الحلم والصبر والابتلاء ومحاولة استخدام الحيل النفسية والمهارات الإيحائية بجعل رحلة التسوق رحلة ماتعة ومسلية مع الزوجة والأطفال إلا أنني أحيانا كثيرة أفشل وأعود وقد ارتفع ضغط دمي من الرحلة التعيسة، ربما يتداعى لأحد من المتفذلكين والمتفذلكات من القراء والقارئات الكرام أني بخيل غير إني أعدّ نفسي من المبذرين والمساءلين يوم القيامة عن التبديد غير المسؤول للمال في خِرق تعيسة وأقمشة بالية وموضات بائسة وضحك سافر على الذقون والشفاه – من باب العدل والمساواة للرجال :الذقون ،وللنساء: الشفايف!! – خاصة وأن البضائع كل البضائع كلها مستوردة وأسماء المحلات كلها أجنبية وكأنك تتسوق في بلد أوربي ولست أبدا في السعودية ، والغضب والنرفزة لا يداهمانك بسبب واحد بل لأسباب كثيرة سأحاول أن آتي عليها كلها في هذه الأسطر الخفيفة على الرجال ، منها ما أسلفت من الشعور القاسي بالعجز أن نصنع ليس سلاحا نوويا وإنما مجرد (لانجري) يعني ( ملابس قليلة أدب ) وأذكر أن ابن تيمية العالم النحرير رحمه الله قال : لو احتاجت الأمة لإبرة ولم يوجد في المسلمين من يصنعها أثمت الأمة جميعا يعني على ذلك أن كل الأمة تحتاج أن تغتسل غسل جنابة من الإثم التقصيري الحاصل في هذا الباب ! وأضيف لك عزيزي القارئ أن مشتروات النساء السعوديات من اللانجري فقط بمئات الملايين من الريالات وكله لعيون آدم ! سأواصل حديث القولون العصبي حيث سبب آخر من أسباب الغيظ تلك التماثيل العارية التي تزدان بها واجهات المحال التجارية وعرض الملابس إياها عليها بطريقة الإثارة الإعلانية للتوجيه الآلي بالشراء بدون توقف ومع استخدام تقنيات اللوحات المطبوعة الملونة الكبيرة والعرض المصور لا ندري إلى أين نحن سائرون ؟.

أضف إلى ذلك موجات الشباب المتسكع على كافة ألوانه ومشاربه والذي فشلت جهود الأمن في القضاء على ظاهرة وجوده داخل الأسواق خاصة مع حيلة الدخول مع المتسولات بخمسين ريالا فقط وتقوم الفتاة بمتثيل دور الأخت أو الزوجة مع ذلك الشاب الأعزب للدخول عنوة للأسواق المكتظة بالعوائل .

شيء يجعلك تشعر بالدوران والغثيان تلك الفتيات اللاتي استجمعن ملابسهن عليهن بطريقة ماسة تعجب من استطاعتها الوقوف بها عدا الحركة بها .. أنا أشك أنها تستطيع أن تدخل في الملابس من دون مساعدة من أحد ! وتدور وتدور هي وصويحباتها بتمايع وضحكات وأحيانا بغطاء في اليد لمجرد لفت النظر وأحيانا بدون ، وقد صدمتني إحداهن ونحن في سوق مغلق لا تأتيه الشمس لا من بين يديه ولا من خلفه وهي تضع نظارة شمسية على وجهها وتسير في السوق من دون هدف سوى استمالة أولئك الشباب المنفلت وأحيانا وبلا مبالاة يتم تبادل الإشارات والأرقام بالبلوتوث وأنت عاجز عن فعل أي شيء سوى الفرجة ومزيد من الانفعال .

سبب آخر يأخذك من عاتقك ويرمي بك في نار مشتعلة من الغضب وهو الأسعار غير المنطقية التي توضع على قطع الملابس وممارسة البائعين خداع التخفيضات وإذا دخلت المحل وجدت التخفيضات لا تشمل سوى القليل من المعروض والبقية لا يشملها التخفيض ؟! ورغم الدراسة التي تقول أن قدرة المرأة على تمضية وقت أطول في التسوق من الرجل تصل إلى ثلاثة أضعاف الرجل إلاّ أن تلك المشاهدات تختصر المدة التحملية للرجل إلى وقت أقل من ذلك بكثير .

باقي سبب وجيه آخر من الأسباب التي تغيظني جدا وهو الزحام الهائل في المواقف والممرات والمحلات من المتسوقات الباحثات عن أشياء ربما هي غير موجودة أصلا فهن مستمرات في مشاهدة كل المحلات وكل القطع حتى آخر الوقت لتقرر في النهاية الشراء ممتعضات من عدم وجود المناسب لكن باختيار الأفضل واستخدام القناعة كمسكن لالتهاب جنون التسوق الذي يصيب أغلب النساء في المناسبات ما تشاهد معه كافة المتسوقين المصاحبين من الرجال إما متجهمين ويتمتمون بشتم الزواج والحريم أو يوزّعون ابتسامات بلهاء على بعضهم البعض !


لقراءة المقالة فضلا اضغط هنا من فضلك
المقالة نشرت بمجلة المستقبل الإسلامي عدد شهر صفر من عام 1427هـ